خـان مـسـرور
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ،
السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته
الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ،
السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.
هيا بنا لنتعرف على على خان مسرور فلنطلق لخيالنا العنان و لنطف بين همسات الزمان لنتصور ماكان علية ذلك المكان ونكمل موضوع خان مسرور لمتابعة الموضوع الأول اضغط هنا على الرابط 👇
https://rovaer55501.blogspot.com/2023/05/khan-masroor.html
اشترى الحكام الرقيق الأبيض من أسواق النخاسة لتكوين فرق عسكرية خاصة ، و في عصر الدولة الأيوبية شجعت حالة الرخاء التي شهدتها مصر أهالى تركستان على بيع أولادهم طمعًا في الحياة الرغدة في بلاط السلاطين و قصور الأمراء .
و في نهاية العصر الأيوبي استكثر الصالح نجم الدين أيوب من شراء المماليك الأتراك و الشراكسه و الروم ، و جعل جزيرة الروضة مقًّرا لهم ، و قد امتازوا بالشجاعة ، و كثرت أعدادهم وازدادت قوتهم ، و تقلدوا المناصب الهامة حتى انفردوا بالحكم .
و تأسست دولة المماليك البحرية على أكتاف هؤلاء المماليك ، و تولوا حكم هذه الامبراطورية العظيمة التي تعاقب خلالها حكم أبناء و أحفاد المنصور قلاون حتى اعتلى الظاهر برقوق السلطة و أسس دولة المماليك البرجية و نقل مركز الحكم إلى قلعة الجبل ، و قد وفد هؤلاء المماليك إلى مصر و هم أطفال و ترعرعوا على أيدي العلماء و الشيوخ فذابوا في المجتمع و ألفوا طباع و عادات المصرين.
و كانت الجواري جزءًا من نسيج المجتمع المصري ، و قد لعبن أدوارًا سياسية و ثقافية و اجتماعية هامة ، و برعن بشكل خاص في الفنون الأدبية و الشعر و الغناء ، و عملن كمغنيات في قصور الملوك و الامراء و الوزراء ، كما تفوقن في العزف على الآلات المختلفة ، و كانت عملية إهداء الجواري بين الملوك و السلاطين من أهم سمات العصور القديمة .
تمتعت الجواري بمنزلة كبيرة و بلغت ثروات بعضهن و نفوذهن مبلغًا عظيمًا فجمعن ثروات ضخمة مثل عائشة جارية عبداللّٰه بن المعز لدين اللّٰه الفاطمي التي يخبرنا عنها المقريزي أن ثروتها كانت تقدر بأربعمائة ألف دينار من الذهب ، و الجارية بياض التي يقص لنا المقريزي قصتها فيقول إنها عاشت في العصر المملوكي و أجادت الغناء و اشتهرت بالعزف على العود ، و عندما تولى السلطان المظفر حاجى هام بحبها و طلبها للزواج ، و بعد عقد القران أراد أن يعبر عن مدى هذا الحب ففرش الأرض تحت أقدامها بستين شقة أطلس و هو قماش براق لامع و نثر عليه الذهب و أربعة فصوص من الألماس و ستة لآلئ ثمينة يبلغ ثمنها أربعة آلاف دينار من الذهب .
أما من أشهر جواري العصر المملوكي الست مسكة الناصرية مربية السلطان الناصر محمد بن قلاون و اسمها الأصلي _ حدق _ أولاها السلطان قلاوون ثقته ، و عهد إليها بتربية ابنه الناصر محمد و هو طفل صغير ، فاعتنت به عنايه فائقة حتى وصل إلى السلطنة ، و قد ظلت هذه السيدة على و لائها الكامل لأسرة قلاوون حتى نهاية حياتها و تجلى ذلك عندما سجنت مع ابنه الناصر حسن حتى توفيت في السجن.
و قد لعبت السكت مسكة دورًا بارزًا في الحياة الاجتماعية في مصر فأنشات مسجدًا للصلاة و تعليم الفقة ، و يطلق عليه مسجد الست مسكة الناصرية ، و ما زال قائمًا حتى اليوم بشارع سوق مسكة المتفرع من شارع الناصرية بالسيدة زينب.
و أشهر جواري العصر المملوكي على الإطلاق فهي شجرة الدر التي صارت ملكة على مصر ، و هي تعد أول و آخر ملكة في التاريخ الإسلامي كانت امرأة شديدة البأس و الدهاء تعشق السلطة و تتخطي بجرأة العقبات التي تعترض طريقها و لا تتهاون في البطش بأعدائها ، قال عنها ابن إياس: إنها نالت من العز و الرفعة ما لم تنله امرأة قبلها ولا بعدها ؛ أتي النخاسون بشجرة الدر و هي طفلة و اختلف المؤرخون على جنسيتها ، فالبعض قال إنها تركية و البعض الآخر أشار إلى أنها جركسية أو رومية ، و قد بيعت في أسواق النخاسة و اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب أعظم سلاطين الدولة الأيوبية بعد صلاح الدين الأيوبي و ضمها لجواريه.
و لكنها لم تكن شجرة الدر كباقي الجواري ؛ فقد تميزت بالذكاء الحاد و الفطنة و الجمال فأصبحت سيدة القصر بعد زواجها من الصالح نجم الدين أيوب ، و حظيت عنده بمكانة عالية و منزلة رفيعة فكانت كلمتها نافذة و مسموعة.
توفي الصالح نجم الدين أيوب في وقت حرج عند دخول الحملة الصليبية السابعة إلى مصر و كانت الجيوش الفرنسية في مدينة دمياط بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا تتأهب للزحف على القاهرة عن طريق المنصورة.
صمدت شجرة الدر في المحنة و ظهرت صلابتها و قوة شخصيتها فتكتمت خبر وفاة زوجها و بعثب في طلب ابنه الأكبر توران شاه الذي كان في أرض الشام و استغرقت رحلة عودتة ثلاثة أشهر ظلت فيها شجرة الدر تحفظ السر فكانت تصدر المراسيم و الأوامر باسم الملك و تختم بختمه مدعية أنه يلازم فراش المرض ، و قد ساهمت في الانتصار على الصليبيين و أسر لويس التاسع في دار ابن لقمان ، و لم يطلق سراحه إلا بعد أن دفع أكبر فدية في التاريخ .
و بعد مقتل توران شاه على يد المماليك صارت شجرة الدر ملكة على مصر ، و سطع نجمها في الآفاق ، و لقبت بعصمة الدين و صاحبة الستر و الشرف الرفيع و الحجاب المنيع الملكة أم خليل ، و خليل هو ولدها من الصالح نجم الدين أيوب الذي توفي و هو طفل صغير .
و قد نقشت اسمها على العملات و كانت صيغة النقش. ( المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين و الدة المنصور خليل ) و كان يدعي لها على المنابر و حكمت مصر لمدة ثمانين يومًا سيطرت فيها على زمام الأمور و أدارت شئون البلاد بحزم ثم حال بينها و بين الاحتفاظ بالملك كونها امرأة فخلعت نفسها و تزوجت من عز الدين أيبك و تنازلت له عن الحكم حرصًا على عرش مصر لعدم قبول الخليفة العباسي بأن يتولى الحكم إمراة.
و لكن دوام الحال من المحال فبدلت الحياة وجهها المؤنس و أظهرت و جهها المحوش فبعد عزل شجرة الدر انفرد المعز أيبك بالسلطة ، و قرر أن يذهب و يخطب ابنة بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فتأججت نار الغيرة في نفس شجرة الدر و استحواذ الكبرياء على قلبها و سيطرت عليها الرغبة في الانتقام و في استرجاع عرشها ، فدبرت مؤامرة دنيئة أودت بحياة عز الدين أيبك على يد خمسة من الخدم ، ثم حاولت إخفاء واقعة القتل و أمرت بوضع جثمانه في الفراش و الادعاء بأنه سقط من فوق جواده أثناء عدوه مما أودى بحياته ، و لكن ارتاب أمراء المماليك في أمرها فضيقوا عليها الخناق حتى اعترفت.
و عمت الطامة الجميع فقد نودي للصبي الصغير على ابن عز الدين أيبك بالسلطنه و لقبوه بالملك المنصور علي ، فلما علمت زوجة عز الدين أيبك الأولى أم علي بمكيدة شجرة الدر قررت الانتقام لزوجها فتم اقتياد شجرة الدر إلى بلاط السلطان الجديد و أمرت الجواري بضربها بالقباقيب حتى تفارق الحياة ؛ و ألقوا بجثمانها من فوق سور القلعة إلى الخندق فبقيت ملقاة أيامًا قبل أن تدفن بمقبرتها المعروفة اليوم باسمها و بعد فترة قصيرة تم عزل السلطان الصغير عن الحكم ، و ماتت شجرة الدر ضحية لطموحاتها العريضة فانطمس نجمها وزال مجدها و فني سلطانها ، و قد أنساها شغفها بالسلطة أن الحياة مهما طالت فهي إلى زوال.
و هذا و اللّٰه أعلم 🌼
صلوا على رسول اللّٰه 🌼
الرجاء دعمكم لمدونتى الشخصيه بزيارة و متابعة و تعليق
#بصمات_من_ياقوت_ومرجان
زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده
جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼