المتابعون

‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياسية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياسية. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 29 أبريل 2024

Dark economics _ اقتصاديات الظلام


 غسيل الأموال في الفقه الإسلامي 


الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

مفهوم غسيل الأموال

غسيل الأموال

  هى عملية تدوير الأموال المحرمة بذاتها أو وصفها في مشاريع استثمارية أو خيرية ؛ حقيقة أو وهمية ، داخل الدولة أو خارجها بغية إخفاء مصدرها الحقيقي لتبدو بمظهر مشروع ، ويبدو صاحبها بمظهر الرجل الصالح .

و هو أيضا : _

 إضفاء الشرعية على المال الحرام حتى يبدو في صورة شرعية.

فهو تزييف الحقائق و تحويل الأموال المحرمة إلى أموال مشروعة في الظاهر و إخفاء حقيقة كسبها هربًا من القانون وخشية من الناس .

ففي هذه الأيام زادت ظاهرة الكسب و الصرف غير المشروعين سواء من حيث عدم المشروعية الدينية أو عدم المشروعية القانونية ، و ظهر ما يعرف في مجال الاقتصادي بالاقتصاد الخفي أو الاقتصاديات السوداء او اقتصاديات الظل و التي تنطوي في جزء كبير منها على كسب الأموال من مصادر غير مشروعة تضر بالاقتصاد القومي و بحقوق الآخرين ، ونظرًا لخوف هذه الفئة التي تكسب أموالًا غير مشروعة من المساءلة القانونية ، و خشيتهم من الناس _ ارتبط بظاهرة الاقتصاد غير المشروع عملية ( غسل الأموال ).

فـ مصطلح غسيل الأموال

يعتبر من _المصطلحات المعاصرة_ التى لم يعرفها _فقهاء الشرعية الإسلامية_ في مؤلفاتهم قديمًا ، إلا أن الأحكام الفقهية التي جاءوا بها تقطع بوجود تصور في أذهانهم لهذه الظاهرة ، وأن معناه و دلالاته معروفة ويدخل ضمن المحرمات و ضمن السحت فيقول الله : { وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ }( الأعراف : ١٥٧ ).

فإذا كان _ سبحانه و تعالى _ قد أحل الطيبات من الرزق لعباده و حرم عليهم الخبائث ، فلا أحد يمكن أن يجادل أو يدعي طيب الأموال المستمدة من تجارة المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى ، و أيضا قال الله _سبحانه و تعالى _ : { يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ } ( النساء : ٢٩ ) .

فلقد نهى الأسلام عن الانتفاع بالمال الحرام بطرق باطلة متعددة و لا شك أن التعبير عن الانتفاع بالأكل بلاغة قرآنية رائعة ، كما أن وصف كيفية الأكل بالباطل تعتبر تعبيرًا قرآنيًّا بليغًا يشمل كافة الصور المستمدة من هذا الشرع ، و تبين الآية الكريمة كذلك أن الانتفاع المشروع ليس له من طريق سوى التجارة القائمة على التراض دون خداعٍ أو غش أو تمويه أو إكراه أو غير ذلك من الممارسات التي يعتمد عليها نشاط غسيل الأموال الناتجة عن الأنشطة غير المشروعة ، فالشرع الحنيف قد أغلق بابًا و فتح أبوابًا شتى ، فالباب الذي أغلقه هو أكل أموال الغير بالباطل و الأبواب التي فتحها تتعدد بتعدد الأشياء المتاجر فيها و التي لا حصر لها .

و من هنا فـ إن الإسلام 

 إمتاز بحيوية و حركية تشمل الزمان و المكان لما اختص به من قواعد و ضوابط اجتهادية تجعل منها تلبية حاجة كل عصر و صلاحيتها لكل زمان و مكان .

و لقد أطلق على لفظ غسيل الأموال ، لفظ تبييض الأموال ، و المال القذر ، و الجريمة البيضاء ، و المفهوم القانوني لغسيل الأموال يختلف مع المفهوم الشرعي ، من حيث إن غسل الأموال في الشريعة الإسلامية لا يأتي إلا على المال الحلال الطيب بتطهيره و تزكيته بالزكاة و الصدقة و الكفارات و نحوها.

أما المفهوم القانون فهو يرد على إلحاق عمل غير شرعي إلى جريمة سابقة متمثلة في كسب مال خبيث.

فعملية غسيل الأموال تبقي باختصار تدل على عملية ماكرة لتغطية صفة المال المكتسب من طريق غير مشروع ، و الظهور بمظهر الصلاح و الاستقامة .

و إذا كان القانون الوضعي قد انتهي أخيرًا إلى تجريم ظاهرة غسيل الأموال بصفة مستقلة بعد جهد كبير ، فإن الشريعة الإسلامية منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا بما بنيت عليه من نظام محكم - قد حرَّمت ظاهرة غسيل الأموال من أوَّل وَهلة باعتبارها لا تعدو نوعًا من أنواع المكاسب الخبيثة المحرمة ، بل وسدَّت كافة منابع الحصول على المال الحرام ، وذلك بتحريم كل الطرق المؤدية إليه كتحريم المخدرات و السرقة و الدعارة .... و غيرها ، و حرمت أيضا مختلف صور التعامل في المال الحرام أخذًا و عطاء ، ووتصرفًا و انتفاعًا ، فأموال غسيل الأموال مجرمة ؛ لأنها تدخل في زمرة الحرام المنهي عنه شرعًا إما لوصف في عينها وذاتها كالخمر و المخدرات و نحوها ، أو لوصف في طريقة كسبها و وضع اليد عليها والاختلاس و الرشوة ونحوها .

ولو أردنا أن نُخرِّج هذه العملية و نعرضها على قواعد الفقه و أصوله للوقوف على حكم الشرع فيها من حيث الحلال و الحرام ، لوجدنا أن مثل هذه العملية تنافي الشرع و أحكامة ولا تتفق مع قواعده و أصوله ، ذلك أن الإسلام يحرِّم كل كسب بطريق محرم ، و الأموال التي تخضع لعمليات الغسل و التبييض أموال تنشأ عن الجرائم و عن التزوير ، و السرقة ، و الدعارة ، و السلب ، و الاعتداء على ممتلكات الآخرين بالسطو أو النهب ، إلى غير ذلك من الوسائل المنحرفة التى لا يجيزها الإسلام.

وإذا كان مصطلح _ غسل الأموال _ لم يرد في الشريعة الإسلامية ، فإن الإسلام قد استخدم مصطلحات أوسع دلالة من مصطلح غسل الأموال ( وهو مصطلح المال الحرام و الحيل المحرمة ).

وهنا فإن المصطلح المعبِّر حقيقة هو المصطلح الشرعي الذي أسبغته الشريعة الإسلامية على كل الأموال الخبيثة مهما اختلفت مسمياتها و تعددت أوصافها هو مصطلح _ المال الحرام _ الذي يعني (( كل ما حرّم الشرع على المسلم تملكه و الانتفاع به )) .

وغسيل الأموال تقع جميعًا كل أنشتطتها و مسمياتها في المفهوم الإسلامي تحت عبارة المال الحرام و هو معنى محدد في الإسلام بأنه المال الذي يكتسب عن طريق غير مشروع.

والشريعة الإسلامية جاءت بنظام محكم متوازن ، تراعى المصالح بالطلب و المفاسد بالدفع ، فلا مكان فيها للعبث أو الجور. { قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ } ( الانعام: ١٦١) ، فهي شريعة نافعة للعباد في العاجلة و الآجلة مبناها و أساسها على الحكم و مصالح العباد في المعاش والمعاد وهي عدٌل ، ورحمةٌ ، كلها و مصالح وحكمة كلها ، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور و عن الرحمة إلى ضدها وعن المصلحة إلى المفسدة وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة ، فتحريم تملك المال الحرام يكون إما من حيازة الأموال الخبيثة أو التصرف في المال الحرام والحرام وصف شرعي في اصطلاح الفقهاء و الأصوليين يلحق فعل المكلف الذي نهى عنه الشرع نهيًا جازمًا وتوعد فاعله بالعذاب الشديد في الآخرة و العقوبة في الدنيا قصاصًا أو حدًّا أو تعزيزًا ، ولقد حرّم الشرع الأموال المتأتية من مصادر غير مشروعة وما تولد منها .

عقوبة غسيل الأموال في الفقة الإسلامي 

و العقوبة على المال الحرام في الإسلام قد تكون حدًّ كما في السرقة و قطع الطريق وقد تكون تعزيزًا كالجلد و السجن والتجميد للمال و التغريم ..... ؛ و غسيل الأموال ليست سرقةً و لا حرابة ، و العقوبات المنصوص عليها في تشريعات مكافحة غسيل الأموال من سجنٍ و تجميد و غرامة ، هي عقوبات تعزيزية معتبرة شرعًا مع الأخذ في الاعتبار شموليتها لكافة صور غسل الأموال ولكافة الجرائم ، و العقوبة المقررة في نظام مكافحة غسل الأموال هي جزء من أجزاء السياسة الشرعية العادلة وفرع من فروعها ، حيث أن فقه السياسة الشرعية قائٌم ، على تحصيل المصالح و تكميلها ودرء المفاسد أو تقليلها وإجراء أي تعديل فى النصوص القانونية المتعلقة بهذه الجريمة لا بد أن يحقق هذه الغايات العظيمة ، حيث إن أحكام السياسية الشرعيه هي التي من شأنها ألا تبقى على وجهٍ واحد ، بل تختلف باختلاف الزمان و المكان و أحوال الناس ، و عقوبة جريمة غسل الأموال هذا شأنها ، فهي تختلف باختلاف الزمان و المكان و الأحوال من حيث مقدارها الملائم لحجمها ، و من حيث جسامة الجريمة و حال المجرم ، و من حيث العفو.

و التعزيز أمرٌ ، مصلحي ، يرجع إلى اجتهاد _الإمام_( الحاكم ) ، من حبس و تجميد اللأموال و منع من التصرف في الأموال و المنع من إدارتها أو غير ذلك من الإجراءات التحفظية الرادعة ، بجانب العقوبة الأصلية و التبعية كـ السجن ، في حين أنها تؤدي المقصود من فرضها و هو الإصلاح و التأديب و الزجر من ارتكابها مرة أخري ، وبما أن العقوبة المقررة من قبيل السياسية الشرعية_ فللإمام_ أن يزيد في هذه العقوبة بما تقتضي المصلحة العامة ، وذلك إذا رأى جرائم غسل الأموال ازدادت ولم ترتدع هذه العصابات الإجرامية و تفشى خطرها و ضررها في المجتمع ★(1) .

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

*المراجع.___________________________

★(1) ينظر : فتح الباري لابن حجر : ١٧٨/١٢ ، موسوعة ال

فقه الإسلامي : ٣٥٩/٥_________


الخميس، 25 أبريل 2024

مشروعية الزواج وحكمته في الإسلام _ Marriage in Islam


 منهج الإسلام في رعاية العلاقة بين الزوجين 

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 
السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.
حافظ الإسلام بتعالميه السمحة على جمع روابط الأسرة و تماسكها من الانحلال و الضياع ، ورسم لها الطريق القويم ، الذي لو انتهجته الأسره المسلمة لتمتعت بالرخاء و الاستقرار و الرحمة و المودة ، كما أراد لها الله _ سبحانه و تعالى _.
و إذا تأملنا العَلاقة التي تربط بين الزوجين ، فإنه سوف يتضح لنا أن هناك حقوقًا خاصة بالزوج ، و كذلك حقوق خاصة بالزوجة ، و ( حقوق مشتركة بينهما ) ، و يجب ملاحظة أن الحقوق الخاصة بأحدهما تمثّل _ في نفس الوقت _ الواجبات التي على الطرف الآخر ، فينبغي عليه احترام هذه الحقوق لأنها بالنسبة له واجبات.

الحقوق الخاصة بالزوج

1_حق الطاعة 

من حق الزوج على زوجته أن تطيعه فيما يأمر ، ما دامت هذه الأوامر في مصلحة الأسرة ، و ليس فيها ما يغضب الله _ سبحانه وتعالى _ ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، فلو أمرها بمعصية الله ، أو أمرها بترك أوامر الله ، فلا تطيعه في ذلك ، و لا يعد ذلك نشوزًا منها ؛ فليس له حق الطاعة إلا إذا كانت في حدود ما أحل الله فقط.
أيضا يجب على الزوجات أن يتنبهن إلى أن غضب الله يحل بالواحدة منهن إذا دعاها زوجها للفراش ولم تطعه في ذلك بغير عذر شرعي : مثل الحيض و النفاس ؛ فلا تطعيه إذا كانت تمر بهذه الفترة _ أعني فترة الحيض أو النفاس _ أما إذا لم يكن عندها عذر شرعي فهي عاصية و رسولنا الكريم ﷺ يبين عاقبة ذلك في الحديث الذي رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه _ (( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشة ، فأبت ، فبات غضبان عليها ، لعنتها الملائكة حتي تصبح ))*(1) 

2_ عدم الخروج من البيت إلا بإذن الزوج

من حق الزوج على زوجته عدم الخروج من البيت إلا بإذنه ، فإن فعلت فهي آثمة ، لأن هذا الحق من الواجبات الملقاة على عاتق الزوجة فيجب عليها الالتزام بها .

3_ عدم الإذن لأحد بالدخول إلى بيت زوجها إلا بإذنه 

من حق الزوج على زوجته ألّا تأذن لأحد أن يدخل عليها في بيته ، ما دام غائبًا عن البيت ، و خصوصًا من يكره الزوج دخوله بيته ، فهذا حقه عليها ، فيجب عليها مراعاة ذلك ، صيانة لشرفها وعِرضها وسُمعتها من القيل و القال ، بين جيرانها و هو ما جاءت به السنه النبويه الشريفة ، حيث يقول رسول اللّٰه ﷺ (( لا يَحِلُّ لِلْمَرأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ، وَلا تَأْذَنَ فِي بَيْتِه إلَّا بِإِذْنِهِ ، وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ نَفَقَةٍ عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ فَإِنَّهُ يُؤَدَّى إِلَيْهِ شَطْرُهُ ))*(2).
أي : لا تسمح بالدخول إلى مَسْكَنه لأحد يكرهه ، و تعلم عدم رضاه بدخوله ، امرأة كانت أم رجلًا يجوز له الدخول عليها .

4_ عدم صيام النفل أو التطوع إلا بإذنه 

من حق الزوج على زوجته ألّا تصوم تطوعًا إلا أن يأذن لها ، أو تستأذنه في ذلك ، ما دام حاضرًا بالبيت ، لكن لا يحق للزوج أن يمنعها من صيام شهر رمضان ، لأنه فرض عليها و عليه ، فإن فعل فقد أثم بذلك وارتكب معصية ، فلا يحق للزوجة أن تطيعة في ذلك لأنه و( كما سبق القول ) لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، فإن هي أطاعته في ذلك فهي آثمة أيضًا.
يدل على ذلك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال : (( لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه ))*(3).

5_ رعاية شئون بيتها 

لما كان هذا الموضوع ذا حساسية ، جرى فيه الخلاف بين الفقهاء قديمًا ، و يجري فيه الخلاف اليوم ، و نظرًا لأن المقام لا يتسع لذكر أقوال الفقهاء و أدلتهم بالتفصيل ، و أقول ما ترجح من وجهة نظري ، و الله _سبحانه و تعالى_ أعلم بالصواب ، فأقول و بالله التوفيق : يجب على الزوجة خدمة زوجها ورعاية شئون بيتها و القيام عليه ، و ذلك لما يأتي 
المعاشرة بالمعروف بين الزوجين تقتضي قيامها بشئون بيتها ، لأن هذا أدعى إلى وجود الألفة بين الزوجين ، و إلى زيادة الوُدّ بينهما ، و هذا ما ينشده الإسلام فى الأسرة المسلمة*(4).
يقول الإمام أبو زهرة _ رحمه الله _ : (( ليس من الشرع الإسلامي في شيء قول من يقول : إن المرأة ليست عليها خدمة بيتها أو القيام على شئونه و طهي طعامها ، وهو بعيد عن الإسلام بُعدَه عن المألوف المعروف )) *(5).
وفي كل الأحوال ، فالعَلاقة بين الزوجين ينبغي أن تُبني على الفضل ، لا العدل المجرد ، و على التعاون ، لا التقاسم الحَدّي ، لأنه سيؤدي إلى الخصام و الشقاق بين الزوجين *(6).
وأخيرًا فإنه لا ينبغي للرجال أن ينظروا إلى مساعدة الزوجات على أنها إهانة لهم ، بل هي من قبيل المعاشرة بالمعروف ، هذا سيد الخلق أجمعين رسول اللّٰه ﷺ كان يساعد أهله ، فهذه السيدة عائشة _رضي الله عنها _ تقول : (( كان رسول اللّٰه ﷺ يكون في مهنة أهله ، _ تعني : خدمتهم _ فإذا حضرت الصلاة خرج الى الصلاة ))*(7)٠

الحقوق الخاصة بالزوجة

1_ حـق المهر 

من الحقوق الخاصة بالزوجة حق المهر ، و يسمي الصَّداق ، و هو ما تستحقه المرأة _ بدلًا _ في النكاح ، و يسمى النِّحْلَة ، و الأجرة ، و الفريضة ، لقولة تعالى : { وَءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ صَدُقَٰتِهِنَّ نِحۡلَةٗۚ }( النساء : 4).
وأوجبت السنة النبوية المهر على الزوج مهما كان حاله من يسر أو عسر كي تحل له الزوجة ، وذلك يظهر في قول رسول اللّٰه ﷺ لمن أراد الزواج و ليس له مال : (( التمس ولو خاتمًا من حديد ))*(8).

2_ حـق النفقة 

يُقصد بالنفقة : ما تحتاج الزوجة من زوجها ، من طعام و ملبس و كسوة و علاج لا غني لها عنها ، فيجب أن يعاملها بالمعروف ، و ينفق عليها على حسب حاله ، مما آتاه الله ، وفي ذلك يقول الله تعالى _: { لِيُنفِقۡ ذُو سَعَةٖ مِّن سَعَتِهِۦۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيۡهِ رِزۡقُهُۥ فَلۡيُنفِقۡ مِمَّآ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُۚ }( الطلاق :7).
أيضا قول رسول اللّٰه ﷺ في حجة الوداع (( فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ..... إلخ ))*(9).

3_ الـعـدل 

العدل المطلوب : هو الذي تطيب به النفس ، و يرتاح إليه القلب ، و تصان معه الحقوق ، و يكون العدل من المتزوج بواحدة أن يعاملها بما يجب أن تعامله به ، بحيث لو فعلت به مثل الذي يفعله بها لقبله منها ، و ليتذكر قول الله تعالى:_ { وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ }( البقرة : 228).
أما إذا كان متزوجًا بأكثر من واحدة ، فالعدل تتشعب نواحيه ، فيصبح مطالبًا بالعدل معهن جميعًا ، فلا يظلمهن ، بل يعاملهن بما يجب أن يعاملنه به ، ويكون مطالبًا بالعدل بينهن ، فلا تَنْقُص واحدةٌ في المعاملة الظاهرة بينهن ، و ذلك شرط الحل دينًا ، فقد قال تعالى _: { فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تَعۡدِلُواْ فَوَٰحِدَةً }( النساء : 3) .
و العدل الظاهر هو المطلوب *(10) ، و ذلك لما روى عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول اللّٰه ﷺ (( من كان له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة و أحد شقيه ساقط ))*(11).
أما المساواة في المحبة القلبية ، فهذه لا يستطيع أن يوفي بها الإنسان ، لأنها خارجة عن إرادته و طاقته ، و لا يستطيع التحكم بها ، و كان رسول اللّٰه ﷺ يقسم بين زوجاته ثم يقول : (( اللهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تلمني فيما تملك و لا أملك )) *(12).

الحقوق المشتركة بين الزوجين 

1_حق استمتاع كل من الزوجين بالآخر 

هذا الحق مشترك بين الزوجين ، فلكل منهما الحق في أن يستمتع بصاحبه ، فمن حق الزوج على الزوجة _ بعد الزواج _ أن تمكنه من نفسها ، و لا يجوز لها أن تمتنع عنه إلا بالعذر الشرعي كالحيض و النفاس _ مثلا_ ، أما إذا لم يكن بها عذر شرعي _ و مع ذلك تمتنع منه _ فهي بذلك تقع فى المحظور و تغضب ربها ، ومما يدل على ذلك ما روي عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول اللّٰه ﷺ (( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشة فأبت ، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح )) *(13).
و من الجدير بالذكر أن هذا الحق ليس للزوج فقط أن يطلبه ، بل من حق الزوجة على زوجها أن يعفها ، فإذا تركها ولم يوفِّ بهذا الحق ، فقد ارتكب محظورًا شرعيًّا ، و الحجة في ذلك ، ما روي عن عمرو بن العاص قال : قال رسول اللّٰه ﷺ :_ (( يا عبد الله ألم أُخبر أنك تصوم النهار و تقوم الليل ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : فلا تفعل ، صم و أفطر و قم ونم ، فإن لجسدك عليك حقًّا ، وإن لعينك عليك حقًّا ، وإن لزوجك عليك حقًّا ))*(14).
ومن الآداب المتعلقة بهذا الحق أنه يجب على الزوج أن يحافظ على أسرارهما في الجماع ، فلا يجوز له بعد المعاشرة الجنسية أن يفشي هذا السر بين أصحابه أو أصدقائه ، و مما يؤسف له أن الكثير من الناس يفعل ذلك من باب المفاخرة بنفسه أمام أصحابه ؛ و كذلك تفعل بعض النساء مع صديقاتها و جيرانها.

2_ ثبوت نسب الأولاد 

إذا كان الزوج يرى أن هؤلاء هم أولاده و ينتسبون إليه ، فكذلك هم أولاد الزوجة ولها فيهم ماللزوج ، فإذا ثبت نسب الأولاد اإليهما ، فإنه يثبت بعد ذلك كل ما يترتب على الأبوة و الأمومة من نفقة و ميراث وغير ذلك .

3_ حـق التوارث بينهما 

هذا الحق يثبت بالنسبة للزوجين ، بسبب حل العشرة أو الصلة بين الزوجين ، بما هو مثل القرابة ، وإذا كانت القرابة تثبت الميراث ، فالزوجية _ أيضًا _ تثبت الميراث بين الزوجين ، تلك هي شريعة اللطيف الخبير .
وبِنَاءً على ذلك ، فإن هذا الحق يظهر عند موت أحد الزوجين ، فإن الآخر يرثه ، ما دام أن الزوجية ما زالت قائمة ، ولقد حدد القرآن الكريم في سورة النساء نصيب كل منهما عند موت الآخر ، تحديدًا دقيقًا ، بحيث لا يترك مجالًا للشك أو الاجتهاد في ذلك ، مثلما يفعل اليوم دعاة تحرير المرأة والذين ينجرفون وراء التيارات الغربية المعادية _ للشريعة الإسلامية _ و يطالبون دائمًا بالتسوية بين الرجل و المرأة في الميراث ، وكأنهم أشفق وأرحم بالمرأة من ربها الذي خلقها و سواها ، فيقول الله _ عز وجل _ في كتابة العزيز : { وَلَكُمۡ نِصۡفُ مَا تَرَكَ أَزۡوَٰجُكُمۡ إِن لَّمۡ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٞۚ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٞ فَلَكُمُ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكۡنَۚ مِنۢ بَعۡدِ وَصِيَّةٖ يُوصِينَ بِهَآ أَوۡ دَيۡنٖۚ وَلَهُنَّ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكۡتُمۡ إِن لَّمۡ يَكُن لَّكُمۡ وَلَدٞۚ فَإِن كَانَ لَكُمۡ وَلَدٞ فَلَهُنَّ ٱلثُّمُنُ مِمَّا تَرَكۡتُمۚ }( النساء : 12).
و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺
إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 
  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان
  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼
  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 
جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

*المراجع.___________________________

*(1)أخرجه البخاري : ٢٨٨/٨ ، رقم ٣٢٣٧ باب ذكر الملائكة ، من كتاب بدء الخلق__________.
*(2)صحيح البخاري : ١٩٩٤/٥ ، رقم ٤٨٩٩ ، باب لا تأذن المرأة في بيتها لأحد إلا بإذنه ، من كتاب النكاح_______.
*(3)صحيح البخاري : ١٤٤/١٣ ، رقم ٥١٩٢ ، باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعًا ، من كتاب النكاح_____________.
*(4)ترجيحات ابن تيمية في النكاح ، دراسة مقارنة ، ابتسام عويد عياد المطرفي ، صـ ٢٨٠ __________.
*(5) محاضرات في عقد الزواج وآثاره : الإمام محمد أبوزهرة ، صـ ٢٥٥_____________.
*(6) أحكام نشوز الزوجة : صـ ٣٧___.
*(7) صحيح البخاري : ٨٧/٢ ، رقم ٦٧٦ ، باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج ، من كتاب الصلاة ___.
*(8) صحيح البخاري : ٢٤/١٣ ، رقم ٥١٣٥ ، باب السلطان ولي ، من كتاب النكاح __________.
*(9) صحيح مسلم : ٣٩/٤ ، رقم ٣٠٠٩ ، باب حجة النبي ﷺ ، من كتاب الحج________.
*(10) محاضرات في عقد الزواج وآثاره : الإمام أبو زهرة ، صـ ٢٢٥ ، ٢٢٦ ________.
*(11) سنن ابن ماجه: ٦٣٣/١ ، رقم ١٩٦٩ ، باب القسمة بين النساء ، من كتاب النكاح_____.
*(12) المستدرك على الصحيحين : ٢٠٤/٢ ، رقم ٢٧٦١ ، من كتاب النكاح ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، و لم يخرجاه __________.
*(13) سبق تخريجه _______.
*(14) صحيح البخاري : ١٥٦/١٣ ، رقم ٥١٩٩ ، باب لزوجك عليك حق ، من باب النكاح ___.


الخميس، 28 مارس 2024

Shifa Hospital _

 

 

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

لماذا تعجز الأمة عن إدخال رغيف خبز دون موافقة إسرائيل ؟

نشاهد من تجليات أو من شؤم تراجع و إنحسار مفهوم الأمة ؛ مايحدث الآن من تداعى الأمم على المسلمين بهذه الطريقة المتحوشة التى ربما قل نظيرها فى التاريخ كُلِه ، و نشاهد أيضا من اجتماع المختلفين تحت راية واحدة على إعتبار أن _ المرء قليل بنفسة _ كثير بأعوانة أو بأخوانة .

نشاهد المسلمين عاجزين عن إدخال الطعام و الشراب لإخوة لهم محاصرين ببقعة ضيقة يحط بها المسلمون من كل جانب أى تراجع هذا ؛ إين المشكلة تحديداً ؟ الناس قلوبها و أكبادها تحترق على أهل غــ..ـزة ، لكنهم لا يملكون شيئا سوى الدعاء و البكاء !!

أعلم أخي / تـ .. القاريء أن هذة 

محنة ضروس 

و إذا قارنت ما وقع للأمه فى عهد المعتصم _ لمَّا استغاثت به امرأة واحدة لعرضها ، و كان المعتصم متلبسا لـ مشكلة خلق القرآن ، و لكنه استجاب لنداء هذه المرأة و استغاثتها و جاءه المنجمون و قالو له لن تسطيع أن تفتح _عمورية إلا بعد طياب التين و العنب اي بعد ( النضج ).

فمضى متوكلا على ربه فى تلك المعركة التي خلدها أبوتمام*(1) في _بائيته _ فقال أجمل البيان .

الـسَـيـفُ أَصـدَقُ أَنـبـاءً مِـنَ الـكُـتُـبِ 

                               في حَـدِّهِ الحَـدُّ بَـيـنَ الـجِـدِّ وَالـلَـعِـبِ

بـيـضُ الـصَـفـائِـحِ لا سـودُ الـصَـحـائِـفِ

                                  فـي مُتـونِـهِـنَّ جَـلاءُ الشَـكِّ وَالـرِيَـبِ 

إلــــى أن قـــالـــــ.ـــــــــ

تِـسـعونَ أَلـفـاً كَـآسـادِ الـشَـرى نَـضِـجَـت

                        جُـلـودُهُـم قَـبـلَ نُـضـجِ الـتـيـنِ وَالـعِـنَـبِ

تَـدبـيـرُ مُـعـتَـصِـمٍ بِـالـلَـهِ مُـنـتَـقِـمٍ

                                   لِـلَّـهِ مُـرتَـقِـبٍ فـي الـلَـهِ مُـرتَـغِـبِ.

و غوزينا بتسعة حملات صليبية ، و لكن كان مفهوم الأمة حاضرا فجاء ، عماد الدين زنكي ؛ و تلميذة نور الدين محمود ؛ و كلاهما من الأتراك ، و صلاح الدين الأيوبي ، من الأكراد.

و لكن لأن القضية قضية عقيدة و إيمان فانتصرو للأمه ، و دحروا الصليبيين لا يلوون على شيء ؛ و جات الغزوة المغولية من المشرق سنة (9 صفر 656 هـ ) حتى أسودت مياة نهر دجلة و قال الناس إن التتار قوة لا تقهر فجاء سلطان المماليك _ سيف الدين قطز _ بعد عامين و صـاح صـيـحـتـة المشهورة و _ إسـلامـاه _ و جمع الأمه على كلمة التوحيد و توحيد الكلمة ، دحر بعد عامين التتار لا يلوون على شيء ، هذا كله تاريخ ناصع رغم الاختلالات التي أصابت الأمــه ؛ لكن كان الانتصار لقضايا الأمه حياً.

الأمـه اليوم للأسف و كثير من الحكومات إمـا فـي تخاذل أو تواطؤ أو تباطو لا تفعل الواجب الذي يقتضي فريضة الـعـيـن لإسـنـاد إخـوانـنـا فيما يعانون من هذه الحرب الهمجية المتوحشة ، و هذا التهجير القسري من ضـنـك و ضعف ، و تعجز الأمه أن تقدم أي معونة ، فالحقيقة هذا يكشف عن خلل كبير و عن ضعف كبير في الأمه .

في حين إنه هنالك تحول ضخم في الضمير العالمي ، في الرأي العالمي الذي أصبح يتحول و يشعر أن هذه أمة مظلومة تحارب عن مقدساتها تنتصر لحريتها و كرامتها ، و كشفت كذلك عن سوءة المنظومة الدولية في دعواها لقضايا حقوق الإنسان _ و هنا اذكر أبيات من قصيدة _لِلغالب الحُكمُ_*(2)

تـجـمَّـعـتُـمُ مِـنْ كُـلِّ جـنـسٍ وأُمَّـةٍ

                    ولـونٍ لِـنـشـرِ الـسّـلـمِ ، هـلْ نُـشـرَ الـسـلـمُ؟!

وهــلْ رَفــعَ الـحــقُّ الـذلـيـلُ جـبـيـنَـهُ

                       وهـلْ نـحْـنُ بـتـنـا لا يُـروِّعـنـا الـظـلْـمُ؟!

أرى الـدولَ الـكـبـرى لـهـا الـغُـنْـم وحـدها

                     وقـدْ عــادتِ الـصـغـرى علـى رأسـهـا الُغُـرْمُ

متـى عــفَّـتِ الذؤبانُ عنْ لحمِ صيدِها

                                وقـدْ أَمْكَنَتْهَا -مِنْ مَقاتِلها- البُهْمُ

ألَا كـلُّ أمـة ضـائـع حـقّـهُ سُـدًى

                        إذا لَمْ يُـؤيِّـدْ حَـقَّه الـمِـدْفعُ الـضـخـمُ.


الحق لا بد له من قوة تحميه ، و لذلك بدأت الشعوب المسلمة تتجة بعد أن يأست من كثير من حكوماتها تتجة للدعوة إلى تحالف إنساني عالمى لنصرة هؤلاء ، بإعتبار أن النبي ﷺ شهد في دار عبداللّٰه بن جدعان حلفا ما أن لي به مثل حـمـر النعم ، قال لو دعيت به.في الإسلام لأجبت، فهذا كله يكشف عن مدى السوء التي تعيشها واقع الأمه الأسلامية في التراجع عن نصرتها لقضاياها الكبري ؛ لا سيما قضايا المقدسات التي تتصل ليس مجرد أرض و أنما هي أرض النبوءات و مهد الرسالات الأرض الموصوفة بالبركة في خمسة مواضع من كتاب الله الكريم ، فيقع مثل هذا الخذلان و التباطؤ في واقع الأمة .

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ و أن يجعل لنا في التاريخ عبرة ، إنه ولي ذلك والقادر علية ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم أن شالله على مدونتي 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼


*الـمــراجـع ____________________________

*(1) أَبُو تَمَّامْ حَبِيبْ بْنْ أَوْسْ بْنْ اَلْحَارِثْ اَلطَّائِيّ (188 - 231 هـ / 803-845م)، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها.

______________________________________

*(2) علي محمد الجندي (1928 - 7 أغسطس 2009) شاعر سوري من مواليد مدينة السلمية، نشأ ودرس بها ثم في دمشق، حيث تخرّج بشهادة إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق عام 1956، عمل في الصحافة في دمشق وبيروت، ثم مديرًا للدعاية والأنباء في دمشق، هو أحد الأعضاء المؤسّسين لاتحاد الكتاب العرب في عام 1962 ونائباً للرئيس منذ سنة 1969. يعدّ من روّاد حركة تجديد القصيدة العربية في سوريا منذ مطلع الستينات. لقّب بـالشاعر الظريف، لضحكه باستمرار. توفي في اللاذقية و دفن بمسقط رأسه. له دواوين شعرية عديدة ومؤلفات ودراسات أدبية.

          

الخميس، 1 فبراير 2024

الحلم الإسرائيلي نبتة شيطانية فى الشرق الأوسط Israeli dream


 

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

 تمتعت القدس بمكانة سامية عند المسلمين في شتي بقاع العالم الإسلامي و الذين توافدوا عليها طلبًا لجوار بيت المقدس ، تبركًا به ، واستجابةً لدعوة رسول اللّٰه ﷺ ( لا تُشَدٌ الرّحَالُ إِلاّ إلى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ : المَسجِدِ الحَرَام ، وَمَسجِدِي هَذَا ، وَالمَسجِدِ الأقصى ).

فالقدس الشريف عاصمة الأديان الثلاث فهي : مهد المسيح عليه وعلى أمه السلام ، وفيها كان النبي محمد بن عبداللّٰه إمامًا للرسل والأنبياء ، ومنها عرج إلى السماء السابعة ، وهي أمانة عمر بن الخطاب ، وإنها عبق التاريخ .

و تعتبر قضية القدس جزءًا جوهريًّا من النزاع العربي الصهيوني الذي كان نتاجًا طبيعيًّا لنشوء الصهيونية العالمية ، ( وهي فكرة احتلالية استعمارية نشأت في أوروبا في منتصف القرن 19 إبان صعود حركة الاحتلال الغربية ، ثم تبلورت إلى حركة سياسية منظمة في أواخر ذلك القرن ، هذا التحول قام على أساس مزج الدين بالقومية ؛ فحولت اليهودية من مجرد ديانه سماوية إلى رابطة سياسية / دينية ، تهدف إلى جمع يهود العالم في دولة يهودية تجمعهم ، وقد استقر الصهاينة على أن تكون أرض فلسطين هي المكان الذي ستقوم عليه دولتهم ، بدعوي أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله به شعبة المختار ).

و مانتج عنها من حروب وأزمات فى منطقة الشرق الأوسط ودور الدول التي سمها العرب بالعظمي فى نسج أحداث المنطقة ، و تتمحور قضية فلسطين حول شرعية دولة الكيان الصهيوني واحتلالها للأراضي الفلسطينية خلال عدة مراحل ، وحول قضية اللاجئين و المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين ، وحول عمليات المقاومة ضد المحتل ، والقرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة ؛ فقضية فلسطين هي قضية العالم التي لم يستطع حلها حتى الآن.

وقد أطلق على الفترة التي شهدت موجات هجرة اليهود الصهاينة إلى فلسطين - بـعـصـر الاستيطان- و التي تعاونت فيها أجنحة الصهيونية العالمية من أجل التخلص من السكان الأصليّين من العرب وتغييبهم ، وتبين الطرق المختلفة التي لجأت إليها قوات المستوطنين لطرد الفلسطينيين و سحقهم .

ومن المحقق أنه كان لدي الكيان الصهيوني مخطط واضح يعود إلى ما قبل تأسيس دولتهم ، عندما أقر -مؤتمر بازل- عام ( 1897 م) إنشاء إسرائيل الكبري ، ويرتكز هذا المخطط على قاعدتين أساسيتين : الأولى : تهويد الأرض ، و الثانية تهويد السكان .

وفيما يتعلق بتهويد الأرض ، فقد صدرت عدة قوانين تهدف إلى مصادرة الأراضي ، وطرد الفلسطينيين منها ، واعتبرت اللغة العبرية لغة رسمية إلى الجانب اللغة العربية و الإنجليزية ، وترك للوكالة اليهودية إدارة المعارف و المدارس اليهودية بينما إدارة المعارف والمدارس العربية فبيد الإنجليز ، وكتب على الطوابع و النقود عبارة [ أرض إسرائيل] بجانب كلمة فلسطين بالعربية و الإنجليزية.

و أعطي اليهود مساحات شاسعة من أراضي الدولة ، وأغلق البنك الزراعي الذي كان يقرض الفلاحين إبان العصر العثماني ، وضيق عليهم الخناق ، وحجز على أراضيهم ومواشيهم حتي يسددوا القروض ، وأرهقهم بزيادة الضرائب حتي يضطروا لبيع أراضيهم لدفع تلك الضرائب ، أو تأمين معيشتهم .

سهّل لليهود شراء الأراضي في شمال فلسطين بين منطقة الجليل و جبال نابلس ، و مساحات أخري في وادي الحوارث ( شمال غرب طولكرم ) ، وفتح باب الهجرة لليهود وتجنيس من يشاء منهم بالجنسية الفلسطينية.

أما سياسة تهويد السّكان ، فعملوا على التفريغ السكاني للمنطقة بإحلال يهود محل العرب ، وبالتالي يسهل إعادة ترتيب المدنية على أسس ديمغرافية وسكانية جديدة ، ثم بدأ النزوح اليهودي من شتي البقاع إلى أرض فلسطين ، مُدَّعِينَ أحقيَّتَهم التاريخية و الدينية في هذه الأرض.

 ومن هنا تلاقت على أرض فلسطين مطامع الصهيونية العالمية بالاستعمار الأوربي المتمثل في بريطانيا التي تبنت المشروع الصهيوني الاستيطاني ، و العمل على إقامة كيان صهيوني على أرض الأنبياء.

و هكذا فإنّ الحركة الصهيونية أولًا ، ثمَّ اليهود ثانيًا ، لا يستطيعون تجاهل الاعتراف بفضل بريطانيا في جعل قضيتهم حاضرة على أولويات سلم الساسة الأوروبيّين أولًا ثم الأمريكيين ثانيًا، كما عليهم الاعتراف كذلك بفضلها في اختلاق دولة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية عام ( 1948م ) ؛ فلولا هذا الفضل لمَا وُضِعت هذه الدولة على الخريطة الجيوساسية لمنطقة الشرق الأوسط - سايكس بيكو- وأصبحت فيما بعد لاعبًا أساسيًّا فيها ، ذلك أنه مهما أوتي قادة الحركة الصهيونية من براعة ، فالدور البريطاني كان بمثابة الشريان الرئيس الذي اندفعت من خلاله الطموحات الصهيونية اليهودية بقوة ، لتجد بعد ذلك كل المعوقات وقد بدأت بالتلاشي بخطًى حثيثة ، نحو الهدف المنشود في إقامة تلك الدولة. 


حيث طالبوا خلال تلك الفترة بإعادة اليهود إلى فلسطين مرورًا بمنتصف القرن التاسع عشر عندما أضحت فلسطين محط اهتمام الحركة الصهيونية ، وتعاطف بريطانيا العظمي مع اليهود في إقامة وطن لهم في فلسطين ، و الثابت تاريخيًّا أنّ انعقاد المؤتمر الأول بمدينة بازل في سويسرا عام 1897م ، و الذي ضمَّ كل التجمعات الصهيونية في العالم ، كان بمثابة الإعلان الأول لإنشاء دولة لليهود في فلسطين ، فمن خلاله تم وضع اللبنات الأولى و المقومات الأساسية الضرورية لقيام تلك الدولة على أرض الواقع ، وظهر ذلك جليًّا من خلال تحديد المؤتمر لأهدافه ، و التي كان من أهمها خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام و بالتالى فإن فكرة إنشاء دولة يهودية في فلسطين كانت الأساس لدي قادة الفكر الصهيوني ، و على رأسهم - هرتزل - لذا كان من أولوياتهم تقوية الوعي القومي عند يهود العالم ، كما لو كانوا جميعًا من أصولٍ واحدة متحدة ، يجمعهم نسب متأصّل ولغة واحدة متفقين عليها.

و مع انتهاء حرب 1984م باحتلال إسرائيل مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية ، بدأت في تنفيذ مخططاتها بتفريغ تلك المساحات من سكانها العرب البالغ عددهم في ذلك الوقت 156 ألف فلسطيني تمسكوا بأراضيهم و لم يتركوها ؛ فأصبحوا يعيشون في ظل احتلال صهيوني بغيض ، تركز معظمهم في الجليل شمال فلسطين بنسبة 60٪ ، وفي منطقة المثلث ( نابلس ؛ طولكرم ؛ جنين ) بنسبة 30٪ و بنسبة 10٪ في منطقة -النقب- و بئر السبع جنوب فلسطين.

ويتنوع المستوطنون الصهاينة ما بين كونهم متديّنين متطرفين ، وبين كونهم مستوطنين ؛ بدوافعَ اقتصادية في المستوطنات سواء أكانت الحوافز عامّة أو خاصة مُقدمة من الحكومة ، ويرتكز معظمهم في المناطق المحيطة بالقدس الشريف.

كما يلعب المستوطنون دورًا مميّزًا في السياسة في الكيان الصهيوني ، حيث أن مناصرتهم للأحزاب أو انضمامهم إليها في تشكيلاتها الحكومية مرتبط بسياسات هذه الأحزاب و التشكيلات فيما يخص الاستيطان.

و يشُكّل المستوطنون المتدينون أكثر من مئة و ثلاثين الفًا من أصل نصف مليون مستوطن ، ولكن أفعالهم وتأثيرهم يفوق حجمهم ؛ حيث يمثلون كتلًا برلمانية في مجالسهم التشريعية و الذين يرغبون على إبقاء العرب في حالة شبه مستعمرين .

ولم يكتفِ هؤلاء بهذا المخطط الشيطاني و هو التفريغ السكاني ، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك و هو الأنقضاض على المعالم الأثرية -الأسلامية - والمسيحية - و محاولة إما تهويدها ، أو طمس معالمها .

وإن كان المجتمع الدولى المتمثل في الأمم المتحدة حاول وقف هذا العبث ، فأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عدة قرارات أدانت فيها الكيان الصهيوني ، واعتبرت تلك الإجراءات بأنها غير شرعية ، وطالبتها بالغائها ، ويأتي على رأس هذه القرارات قرار رقم ( 2253 ) الصادر عام 1967 م ، وقرار مجلس الأمن رقم ( 252 ) لعام 1986 م و غيرها من القرارات ، إلا أن الكيان الصهيوني في كل الأحوال لم يذعن لتلك القرارات وبخاصة فيما يتعلق بالقدس ، أو حتي بجيرانها ، وهذا بدوره يلقي بظلالٍ من الشك و الريبة تجاه هذه المؤسسة الدولية ، وخفايا علاقتها بالكيان الصهيوني .

وعلى الرغم من ذلك فإن الاحتلال الصهيوني مستمر في مسلسل التحدي ، ماضِ في طريقة لتحقيق هدفه المنشود ، وهو طمس القضية الفلسطينية معتمدًا على مساندة الدول الاستعمارية مثل بريطانيا و فرنسا و ألمانيا و إسبانيا و البرتغال و الولايات المتحدة الأمريكية.

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼


الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

مخططات التهجير الصهيوني Zionist displacement plans







الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 
السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته
لم تكن مخططات التهجير الصهيوني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وليدة الحرب الأخيرة ، بل إنها أسقطت ورقة التوت التي كانت تتخفي وراءها الحكومات الصهيونية المتعاقبة لإيجاد حل لمشكلة غزة ، التي تعد قنبلة شديدة الانفجار ، تتفجر في وجه الكيان الصهيوني من حين لآخر - لا سيما - بعد الانسحاب منه منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة فيما يعرف بخطة الانفصال .
حاول الخبراء الإستراتيجيون و العسكريون الصهيوني إيجاد حل جذري للتخلص من قطاع غزة بهدف إعفاء الصهاينة عن مسئولياتها ، رغم أن القطاع ما زال قابعًا تحت وطأة الاحتلال ، و من بين تلك المحاولات المخطط ، الذي تزامن طرحه مع عرض خطة الانفصال الصهيونية عن قطاع غزة أثناء حكومة أرئيل شارون_ الذي طرحة العميد جيورا أيلاند رئيس ه‍يئة الأمن القومي في حينه ، ففي السادس من مايو عام ٢٠٠٤ م أماطت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ، اللثام عن تفاصيل خطة أيلاند ؛ و التي سبق وأن تحدثنا عنها في موضوع سابق للمتابعه {  مخطط الإذابة أو مخطط إيلاند  } .
و كانت تفاصيل هذه الخطة تنص على قيام مصر بتخصيص مساحة ٦٠٠ كيلو متر مربع للفلسطينيين ، بطول ٣٠ كليو متراً داخل عمق سيناء ، بما في ذلك الشريط الساحلي في مدينة العريش ، في المقابل أن {{ تحصل مـصـر على مساحة بديلة تبلغ ٢٠٠ كيلو متر مربع من صحراء النقب ، با لإضافة إلى نفق يربط مصر بالأردن بوصلة برية تحت السيادة المصرية }} و في المقابل مميزات سوف يحصل عليها الـأردن و هي : {{ حرية الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط عبر النفق البري و ميناء غزة ، كما ستحصل المملكة العربية السعودية و العراق على إمكانية الوصول إلى البحر الاحمر المتوسط بنفس الطريقة }}_*(1).
و لكن بعد مرور نحو تسعة عشر عامًا ، و في ظل إدراك الشعب المصري و العالم العربي لأبعاد هذا المخطط الصهيوني ورد الفعل القوي الذي انعكس من خلال تصريحات بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي و كل أفراد المجتمع المصري أن هذا لم ولن يكون.
و إن كان تهديدهم بالحرب فى حال تنفيذها للتهجير القسري للفلسطينيين ، دفع أيلاند للتخلى عن مخططه ، و يزعم في إطار تصريحات صحفية تعقيبًا على الحرب الأخيرة في قطاع غزة التعامل مع غزة بعد انتهاء الحرب يتعين أن يكون كتعامل الحلفاء مع ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
لا أقول : إنه على الكيان الصهيوني أن يدمر قطاع غزة بالكامل ، يمكن للمجتمع الدولي أن يؤسس نظامًا آخر في غزة ، ربما حتى على غرار ما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، بعد هزيمة العدو كان هناك نهج معاكس من قبل المنتصرين و سنكون أكثر من سعداء لتقديم مثل هذا الشيء ، و السلطة الفلسطينية ليست قوية بما فيه الكفاية بمفردها للمجيء إلى غزة ، ستحتاج إلى مساعدة من دول عربية مثل مصر و قطر و الإمارات و المملكة العربية السعودية و غيرها لمنحها الحزم المالية لإعادة بناء ما تم هدمه ، حسب ما جاء في صحيفة يديعوت أحرونوت ، *(2).
أن الموقف الحاسم لكل مصري و عربي من فكرة التهجير الصهيونية للفلسطينيين إلى سيناء ، دفع عدد آخر من الأصوات الصهيونية للخروج و توجيه انتقادات حادة لحكومة نتنياهو ودعوتها لعدم إغضاب مصر و شعب مصر ، و من بين تلك الأصوات الدبلوماسية ، مايكل هراري سفير الكيان الصهيوني السابق لدى قبرص ، في تحليل أخباري نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت ، بتاريخ ٢١ من أكتوبر ٢٠٢٣ م ، تحت عنوان { يجب على نتنياهو أن ينكر _ علنًا _ أية نية لدفع الفلسطينيين إلى مصر ، بأن علاقة الكيان الصهيوني و مصر تمرّ بواحدة من أخطر و أصعب المنعطفات خلال العقود الأربعة الماضية ، سواء بسبب الحرب على غزة أو الدعوات الصهيونية لسكان شمال قطاع غزة لمغادرة منازلهم ، و الانتقال إلى الجنوب ، حيث ينظر إليها في القاهرة و الأردن على أنها بداية انتقال محتمل لأراضيهم ، وزاد من حدة غضبهما تلك التصريحات غير الرسمية و غير المسئولة لمسئولين صهيونيين دعوا الفلسطينيين للفرار من القطاع إلى سيناء }.
ولا حتواء غضب الشارع المصري الذي ثار داخل كل واحد منا نحن ، طالب السفير هراري حكومة نتنياهو بأن توضح فورًا ، من خلال قنوات علنية و سرية بطريقة واضحة ، أن إسرائيل لا تسعى لدفع الفلسطينيين نحو مصر ؛ لأن التحرك البري و تفاقم الوضع على الأرض قد يزيد صعوبة الأمر للدول العربية التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني ، و الضرر الذي يلحق بالعلاقات مع مصر قد يؤثر على دول أخرى ، و على رأسها في المقام الأول الأردن ؛ كما جاء في صحيفة جلوبس الاقتصادية العبرية*_(3).
و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺
إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 
  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان
  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼
  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 
جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
*مراجع __________________________________
*(1)- دراسة بعنوان ( التمنية في سيناء .. بين التهديد ورد الفعل ) جابي سيبوني ورام بن باراك ، معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل ومركز (( سابان saban )) لسياسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينجز Brookings بواشنطن ، يناير ٢٠١٤ م.
*(2)- مقال بعنوان ( خطة أيلاند للتسوية الشاملة في الأراضي المحتلة ) صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ، بتاريخ ٦_٥_٢٠٠٤م .
*(3)- صحيفة جلوبس الاقتصادية العبرية أنظر الرابط التالي: 

الاثنين، 11 ديسمبر 2023

الصهيونية وعداوة السلام-Zionism


 

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

بعضَ أحداثِ الحياةِ تظلُّ فى ذاكرةِ الأممِ مناراتِ هاديةَ و علاماتِ مضيئةَ أو نقاطًا قاسيةً.

نحن في و قتٍ تفرِّقُ أحداثُه بين الحقِّ و الباطلِ ، و الأمانةِ و الخيانةِ ؛ فالدِّفاعُ عن الأرضِ و العرضِ حقٌّ و أمانةٌ ، و الاستشهادُ في سبيل الله حقٌّ و أمانةٌ و إقامةُ كيانٍ على زور من التاريخ باطلٌ و خيانهٌ و قصف المدنيين الآمنين باطل و خيانة ، و سكوت المنظمات المسئولةِ باطلٌ و خيانه.

و ها هو شعب فلسطين صامد صابر في مواجهة المحتلِّ الغاصب المخادع ، الَّذي يثبتُ حينًا بعد حين بـإرهابة أنَّه عدوُّ للسلام ، ألا و إن ما يمرُّ به أهلنا في فلسطين ليذكرنا بواجبِ الأخوَّةِ _ فــ (( المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمُ لا يَظْلِمُهُ و لا يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ ))(1)* ؛ و ينادي فينا رابط الأخوة بالوحدةِ ؛ متمثلًا فى الآيه الكريمة : { إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }{ الأنبياء : ٩٢ }.

إنَّ ما تتعرض له أوطانُنا من اعتداءٍ يخالف و حيَ السماء و مواثيق الأرض ، يكشف كذب هذا الكيان الصُّهيونيَّ الغاشم ، و يؤكَّدُ أنَّه لا يسعي للسَّلام و لا يريدُه ، فقتل الأطفال ليس من السلام ، و استهداف المدنيين ليس من السلام و قصفُ المستشفياتِ ليس من السلام.

أن جرائم الصهاينة على بشاعتها من قتل للأطفال و النساء و الشيوخ ، و تدمير لأرض فلسطين الحبيبة ، و إجبار للفلسطينين على ترك أرضهم و ديارهم و النزوح بحثًا عن الأمن و الأمان ، كل هذه الجرائم لم تحرك قط الضمير العربي و العالمي والإنساني ، و لم تجد في العالم بأسره مَن يقف أمامها موقف حازمًا.

إن تحرير المسجد الأقصى و عودتَه للمسلمين خالصًا و عدٌ صادقٌ ف كتاب ربِّنا لن يتخلَّفَ ؛ حيث يقول اللهُ تعالى : { جَآءَ وَعْدُ ٱلْأَخِرَةِ لِيَسُـۥٓـُٔوا۟ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا۟ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوْا۟ تَتْبِيرًا }( الإسراء _ ٧ ) فعودةُ الأقصي للمسلمين قضيَّةٌ محسومةٌ لا يخفي علينا إلَّا و قتها ، و لعلَّه قريبٌ إن شاء اللهُ ! 

و إن الواجب على المسلمين ألا يُخدعوا عن قضيتهم ، و ألَّا يصابوا في و عيهم ، و أن يتضامنوا و يشعروا بالواقعِ الأليمِ الَّذي يعانيه أهل فلسطين ، و أن يدركوا ما يُحاك للقبلةِ الأولى الَّتي لا تقل شرفًا و تعظيمًا عن بيت اللهِ الحرام .

و من أعاجيبِ زمانِنا و نحن في عصرٍ يتغنى بالحريات و الديمقراطية أن نرى المؤسسات الدولية و الهيئات الأممية تغض الطرف عن انتهاكات المحتل بحقه منذ عقود من الزمان و لا يتحرك لهم ساكن و هم يتابعون ما يجري من حفريات لتخريب بنيانه ، و محاولات طمس هويته ، الذي يسمونه كذبًا حائط المبكي لتشييد الهيكل الذي يزعمون أنه شُيد عليه ، فضلًا عن التضييق على من يريد الصلاة فيه ، و منع فئات عمرية معينه من دخوله ، بل إغلاقة في وجه الجميع مرات متعددة ، و نصب الحواجز الحديدية في محيطه ، و وضع كاميرات المراقبة بداخلة و التفتيش المهين لقاصديه ، إضافة إلى الاعتداء الآثم على المسلمين قتلًا و جرحًا و اعتقالًا ، كل ذلك يحدث في صمت مخزٍ من المجتمع الدولي لم يكترث لكل هذه الانتهاكات و لم يصدر عنه سوى المطالبة بالتهدئة و ضبط النفس ، ولو أن ما حدث و يحدث من الصهاينة كل يوم على مرأى و مسمع من العالم في القدس الشريف خاصة و في الأراضي الفلسطينية عامة ، لو قام بعُشر معشاره بعض الفلسطينيين تجاه معبد يهودي و لو كان هذا المعبد مهجورًا ؛ أقامت الدنيا و لم تقعد ، لتحركت الدول الكبرى و الصغرى ، و لشنت المؤسسات الدولية و الهيئات الأممية و منظمات حقوق الإنسان حملة لا هوادة فيها على المستويين الرسمي و الإعلامي تتهم المسلمين بالهمجية و البربرية و العنصرية و انتهاك المقدسات ، و تصف ما حدث بأنه أبشع صور الإرهاب ، و لربما تحركت الجيوش لإنقاذ اليهود المستضعفين من أيدي المسلمين الفلسطنيين الإرهابيين ! 

و ليعلم الصهاينة و من يقف خلفهم أن المسجد الأقصى إسلامي عربي كان و ما زال و سيبقي ، و أن ظن هؤلاء أنَّ تطاولَ الأزمنةِ و تزييف التاريخ و تغييرَ الواقع سينسي العرب و المسلمين قبلتهم الأولى فهم واهمون ، و على الدول الكبرى أن تكيل بمكيال واحد في تعاملها مع قضايا العالم ، و ألا تفرق بين دين وآخر ، و أن تكف عن الانحياز و الدعم المطلق لهذا الكيان الغاصب الذي غرسوه في بلادنا و عاملوه كطفل مدلل ظلمًا و عدوانًا ، و ليعلموا أن ما يحدث بحق المسلمين و مقدساتهم يمثل بيئة خصبة للتطرف و الإرهاب.

و بقيت كلمة للتذكرة من أجلِ استعادةِ الوعيِ المطلوب عن قضية فلسطين و الأقصى و تحريرهما ، سيترتب عليه أثر إيجابي كبير بمشيئة الله تعالى في المحافل الدولية و لدى أحرار العالم ، و استعادة الوعي المطلوب لدي النشء العربي والإسلامي بقضية فلسطين عامة و القدس خاصة ، فواجب الوقت يُحتَّم علينا شحذ الهمم و إحياء القضية في الإذهان ، و أن ترسخ عقيدة أن الأديان السماوية تتبرأ من هذا الكيان الصهيوني ، و تدين جرائمة بحق البشر و المقدسات.

و أختمَ كلماتي و أجدد تأكيدي :

أولا -أن القدس المحتلَّة كانت و مازالت و ستبقى عربيَّةً عاصمةً أبديَّةً لدولةِ فلسطين ، و يتحرر و تعود ، إن لم يكن على أيدينا فعلى أيدي أبنائنا أو أحفادِنا .




ثانيًا - أن الإرهابَ الذي يمارسه الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين و بحق مقدساتنا الإسلامية في القدس الشَّريف لا يختلف كثيرًا عن الإرهاب الذي ضُرب به العراق واليمن وليبيا والسودان و القائمة لا تنتهي فكل هذا هو صناعةٌ صهيونية أمريكية خالصة ، و علينا أن نعلن ذلك صراحة دون مواربة أو مداهنه ، و لنتوقف عن جَلد أنفسنا ، و على المنهزمين نفسيًّا و المغيبين عقليًّا أن يفيقوا و ينتهوا عن اتَّهاِم مناهجنا التَّعليميَّة و ديننا الحنيف و تراثنا من هذا الإرهاب الأسود الَّذي صنعوه و زودوه بالدعم اللوجستي و بكل سبل التمدد و الانتشار ، ثم اتخذوه ذريعةً لتدمير أرضنا ، و ثم فرض الوصاية على شعوبنا ، وتحطيم آمالنا في مستقبل أفضل لنا و ل الأجيال القادمة!.

ثالثًا - أن عروبةَ القدسِ و إسلاميَّتَها مسألةٌ محسومة تاريخًا و دينًا و واقعًا ، فنحن الأحقُّ بجميع الأنبياء و المرسلين لا هؤلاء الصهاينة الذين لا يتبعون نبيََّا من أنبيائهم الذين يزعمون أنهم هم من أعطوهم الحق في القدس ، فـ القرآن الكريم يجعلنا أولى منهم بأبي الأنبياء إبراهيم _ عليه السلام _ يقول الله عز وجلِ : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٦٧) إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِىُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ }{ آل عمران : ٦٧_٦٨ } ، و نحن مَنْ أُمِرنا بحمل ميراث الأنبياء ، ثمَّ إنَّ رسولنا الخاتم حامل إرث الأنبياء جميعًا تسلَّمَ القدسَ منهم حين أسريَ به إليه ، وصلَّى بهم جميعًا في المسجدِ الأقصى المبارك قبل أن يعرج به إلى السماوات العلا ، و قد تولى صحابته من بعده قيادة القدس ، و العهدة العمرية خير شاهد على ذلك ، و ما فعله صلاح الدين ماهو إلا استرداد لمغصوب ، و ما سيطر الصهاينة عليه بعد ذلك إلا غصب جديد من خلال وعد بلفور المشئوم الذي منح فيه مَن لا يملك جزءًا من أرض العرب إلى عصابة سياسية لا صلة لهم بالهيودية الخالصة التي جاء بها موسى _عليه السلام_.

رابعًا - نرفض تمامًا كل ما يُدبَّر لأهل غزة لإكراههم على ترك أرضهم ، و الإقامة عوَضًا عن ذلك في أرض سيناء و قطعة غالية من أرض مصر لها مكانتها و قداستها في تاريخ البشرية عامة وقلوبنا المصرين خاصة .

خامسًا - أن من واجب الوقت أن نحشد كل طاقات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي و التي نعتبرها المنفذ المنصف لبيان حقائق القضية الفلسطينية و تاريخها و حاضرها ، و التوعية بأبعادها ، و مشروعية مطالب الفلسطينيين التي تكفلها كل القيم الدينية والإنسانية.

سادسًا- علينا جميعًا أن نحيِّي بكل فخر جهود مقاومة الشعب الفلسطيني الأبيّ ، و أن نطالب العالم و المجتمع الدولي الذي وصف نفسة ب المتحضر ، بالنظر بعين العقل و الحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث ؛ هذا الاحتلال الذي يُعَدُّ وصمة عارٍ في جبين الإنسانية و المجتمع الدولي الذي يكيل بمكالين ، و لا يعرف سوى ازدواجية المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

و ختامًـا _ إن على وزارت التربية والتعليم في الدول العربية و الإسلامية تنوير الأجيال الحالية و القادمة بتاريخ فلسطين و القدس و عروبتها ، و أن تغرس في أذهان الأطفال أهميتها لتبقي حيةً في أذهانهم (( القدس عاصمة لفلسطين على مر التاريخ و ستبقي عربية إلى أن يرث الله الأرض و من عليها )). 


و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼_____________________________________

*(1).. صحيح البخاري ، رقم ٢٤٤٢ ، من حديث عبدالله بن عمَر ، و اللفظ له ، و صحيح مسلم ، رقم ٢٥٨٠ ، من حديث أبي بي سالم ، بنحوه.





الخميس، 7 ديسمبر 2023

نماذجُ من العنف التاريخي الصهيوني _ Gaza under bombardment


 

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ،  السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

و بعد أن عرفنا الرؤية الصهيونية للواقع وتشكيل العصابات   هيا بنا لنتعرف على نماذج العنف الصهيوني لهذه العصابات ،

إن ما يحدث من اعتداءات وحشية من الجانب الصهيوني على مدار الأيام السابقة في فلسطين يؤكد مدى الغل و الحقد و كراهيتهم لغير جنسهم ، و لعل ذلك يتضح جليا في الدمار و الإبادة التي تتعرض له غزة ليل نهار ، و مشاهد الشهداء من الأطفال و النساء و الشيوخ دون رادع وبكل وحشية.

نثرد فيما يلي بعض النماذج العملية و المترجمة لشخصية العنف الصهيونية البربرية ، و هذه النماذج و غيرها سجلها تاريخ الشهداء الذين راحوا ضحية العدوانية و الهمجية الوحشية الصهيونية ، رحمهم الله جميعًا .

مذبحة دير ياسين 

في مساء يوم ٩ من نيسان / أبريل عام ١٩٤٨ م ، فوجئت القرية الفلسطينية العربية بنداء مكبرات الصوت تدعو الأهالي لإخلاء القرية بسرعة ، فهب السكان و تدافعوا ، فإذا بهم من جميع الجهات محاطون بالعصابات الصهيونية من جماعتَي : أرجون ، و شتيرن ، اللتين اغتنمتا هذا الفزع و ما نتج عنه من فوضى فانطلقوا يُقتلون فيهم تقتيلا وتمثيلاً و نتكيلاً و انتهاكًا لحرمات النساء ، و بقرًا لبطون الحُبالى منهن ، وقد ذُبح في هذا الهجوم مائتان و خمسون إنسانا ذبح الشاة ، و مثل بأجسامهم ، فقطعت أوصال البعض ، وبُقِرت بطون البعض قبل الإجهاز عليهن ، أما الأطفال الرضع فقد ذبحوا في أحضان أمهاتهم و أمام أعينهن ، ولم يكتف الجناة بحملتهم هذه بل جمعوا ما بقي من النساء و البنات - على قيد الحياة - و جردوهن من ثيابهن و وضعوهن في سيارات نقل مفتوحة وطافوا بهن في الشوارع اليهودية من القدس لإهانتهن وإهانة الأمة العربية والإسلامية من بعدهن.

مذبحة كفر قاسم 

في عَشِية العدوان الثلاثي على مصر أراد الكيان الصهيوني أن يفرض الأحكام العرفية على القرى العربية في الأراضي المحتلة المجاورة للحدود ، و منها قرية كفر قاسم ، و بعد ظهر ۲۹ من تشرين أول / أكتوبر ١٩٥٦ م دخلت قوات الحدود الصهيونية القرية و أعلنت الأحكام العرفية الساعة الخامسة مساءً ، و عندما عاد المزارعون إلى قريتهم غير عالمين بالأحكام أطلقت القوات الصهيونية عليهم النار ، فقتل ٤٧ ، منهم ٩نساء و ٧ أطفال ، و في أيلول / سبتمبر ١٩٦٠م عُيّن أحدُ مرتكبي المذبحة (( المقدمُ دهان )) مستشارًا للشئون العربية البلدية مكافأة له .

مذبحة خان يونس

 في ٣ من تشرين الثاني/ نوفمبر عام ١٩٥٦ م ، التي احتلتها

القوات الصهيونية، جرى فيها قتل عدد كبير من السكان بحجة المقاومة.

 الكارثة الإنسانية في صبرا و شاتيلا

عام ۱۹۸۱ م عندما استباحت العصابات الصهيونية لنفسها قتل النساء و العجائز  و الرجال و الأطفال المحاصرين في مخيمات صبرا و شاتيلا ، و تكرر الوضع نفسه في ( قانا ) أيضًا بعيدًا عن أي التزام إنساني ، فالالتزام الوحيد عندهم هو شريعة الغاب والحيوانية.

ما زالت المذابح و المجازر مستمرة ؛ 

من قانا ( ٢٠٠٦م ) إلى غزة (۲۰۰۸ م ، ۲۰۱۲ م ، ٢٠١٤ م ، ۲۰۲۱ م ، ۲۰۲۳م ) ، إن نماذج العنف و العداء الصهيونى و القوة الغاشمة لا تُحصى و لا تُعد و كل يوم يشهد العالم منها ما يشاء و ما لا يشاء ، إنه عدو لا يعرف قيمةً للسلام و لا للإنسانية ، و إنما يعرف لغة { وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَىْءٍ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ } ( الأنفال :_٦٠ ) ، و هو ما لقنه لهم رجال الجيش المصري يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٣ م و ثم و على المنوال نفسة لقنتهم المقاومة الفلسطينية في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ م .



و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

🌼🌼



الأربعاء، 6 ديسمبر 2023

الرؤية الصهيونية للواقع وتشكيل العصابات _Gang formation


 


الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

 يمثل العنف أحدَ السمات الأصلية للشخصية اليهودية التي بلورت ذلك العنف في نفسيتهم ضدد كل كائن حي ، و مارست كل أشكال و أنواع العنف على المستوي العربي ؛ و خاصة الفلسطيني. 

و من الأسباب النفسية و العقدية التي عملت على غرس و تثبيت هذه الروح العدوانية لدي الشخصية اليهودية الصهيونية إلى الحد الذي نجد فيه كل مستوطني و مستعمري فلسطين مسلحين سواء كانوا رجالًا أو نساء أو شبابًا ، فهناك مصادرَ تراثية دينية ( تلمودية تارة و توارتية محرفة تارة أخري ) ساهمت بشكل كبير في تشكيل العصابات الصهيونية.

من دعائم تأصيل عقيدة العنف ما استقر في النفسية اليهودية حول رؤية الصهيوني للواقع العربي والفلسطيني تحديدا ، فهو يعتقد في المقولة الراسخة لديه بأن فلسطين أرض بلا شعب ، هذه المقولة التي شكلت الإطار الإدراكي و الأيديولوجي لكل الصهاينة واتفق عليها الاجتماع الصهيوني ، ففلسطين -من- منظور صهيوني - ( هي إرتس يسرائيل ) وطن قومي لليهود ، وعلى حد تعبير ( ليبرمان ) وزير خارجة الكيان الصهويني « إيريتس يسرائيل » « أرض إسرائيل » و هي المكان الذي وُلد فيه الشعب اليهودي ، وهنا تبلورت هويته الروحية والدينية والسياسية ، و هنا اكتسب صفة الدولة لأول مرة ، وبلور قيمًا حضارية ذات دلالة قومية و عالمية و قدم للعالم سفر الأسفار الخالد ( التوراة ).

و من ثم فإن كل اليهود لهم حقوق مطلقة فيه، والحقوق المطلقة لا تقبل الآخر ؛ مما يعني انعدام الوجود العربي في فلسطين ، و من هنا صدر قانون العودة ١٩٥٠ م ، الذي وصفه

( بن جوريون ) بأنه عمود الصهيونية الفقري ، و هو قانون يمنح أي يهودي - ترك وطنه المزعوم من عدة آلاف السنين - الحق في العودة ليصبح مواطنًا فور عودته إليه .

وفي ضوء هذا الاعتقاد - المزعوم - ظهرت أسطورة أخرى هي أسطورة الاستيطان و أحقية كل صهيوني في سكن في هذه الأرض الموعودة ، واقتلاع كل من احتلها من العرب و غيرهم - على حد زعمهم ، و من ثم أضحى كل صهيوني مسلحًا يدافع عن هـذا الحق المزعوم بقوة السلاح .

ومما عمَّق العنف الإدراكي لدى الصهاينة ، هو تفسيرهم للعقيدة اليهودية ، فقد حوّلوا العهد القديم إلى فلكلور للشعب اليهودي ، و هو كتاب تفيض صفحاته بوصف حروب كثيرة خاضها العبرانيون  ضد الكنعانيين و غيرهم من الشعوب التي أبادوا بعضها ، و هو يفصل فصلًا حادًا بين الشعب اليهودي المقدس ، و بين غيرهم من الأغيار ، ( أي: غير اليهود ) ، بكل ما يتبع ذلك من ازدواجية و معايير تجعل الآخر مباحًا تمامًا ، وتجعل استخدام العنف تجاهه أمرًا مقبولا (۱)*.

مَأْسسة العنف المسلح :

لم يكن العنف الذي تأسس في و عي الصهيونية الاعتقادي، يقوم على التبني الوجداني الانفعالي فقط ، بل انعكس في الواقع المادي من خلال تأسيس المنظمات المسلحة التي مارست العنف من أجل تحقيق عملية « الإحلال » و « الاستيطان » للمحتلين الصهاينة على ارض فلسطين ، و من أقدم المنظمات المسلحة ما يأتي :

١_ منظمة الهاغانا و البالماك

و هي منظمة عسكرية مسلحة جيدة التسليح تتبع قيادة مركزية في تل أبيب ؛ تدعمها قيادات إقليمية ذات فروع ثلاثة ، تضم نساء في عضويتها ، و تتألف على النحو الآتي :

- قوة أساسية تتألف من المستوطنين و سكان المدن و قدر عدد أفرادها - و قتذاك - بأربعين ألف رجل.

- جيش ميداني يتألف من شرطة الأحياء اليهودية ، و يقوم بالعمليات السريعة و يتألف من قوة قوامها ( ١٦٠٠٠ ) رجل تقريبًا .

- قوة على أهبة الاستعداد « البالماك » ، مزودة بوسائل نقل ، و يقدر عدد أفرادها بألفَـي رجل في زمن السلم و ستة آلاف في حالة الحرب.

٢_ الآرغن زفاي لومي : « منظمة قومية عسكرية » :

تأسست عام ١٩٣٥م من الأعضاء المنشقين عن الهاغانا ، عملت تحت إمرة قيادتها السرية وقدرت قوتها و قتذاك -

بـ « ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف رجل ».

٣_عصبة الشتيرن

قدرت قوتها في عام ۱۹۳۹ م بـ ٢٠٠ إلى ٣٠٠ من المتطرفين الخطرين ، و قد تعاونت هذه العصابة مع « الآرغن زفاي لومي » تعاونًا كاملا على اعتبار أن الطرفين يتبعان سياسة بالغة التطرف.

و مما يذكر في مسيرة هذه العصابات و غيرها أنها جميعها أو أكثرها تلتقي تحت قيادة واحدة هي { الوكالة اليهودية } التي جمعت تحت رايتها كثيرًا من العصابات المسلحة ، والتي قادت حروبها الأولى ضد الجيوش العربية في فلسطين المحتلة.

٤_ بن عفير - وزير أمن العدو الصهيوني- يقوم بتسليح المستوطنين بالأسلحة الرشاشة في أكتوبر ،۲۰۲۳م في مشاهدة علنية عبر و سائل الإعلام الصهيونية .



و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

*(١) عبد الوهاب المسيري : الأكاذيب الصهيونية من بداية الاستيطان حتى انتفاضة الأقصى ، صفحة (١٦٦).

الثلاثاء، 5 ديسمبر 2023

مخطط الإذابة أو مخطط أيلاند الصهيوني _ Dissolution chart

 


الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

مع بدء العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة و ممارسة أبشع جرائم الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ، و انتهاج سياسة هتلرية غير مسبوقة نحو التخيير الضمني لسكانه ما بين الإبادة الجماعية أو التهجير القسري إلى شبة جزيرة سيناء بهدف تفريغ القطاع لاستكمال مخططات التوسع التتاري التوراتي ، أتي الواقع دون حديث ليكشف لنا نحن العرب و المسلمين ، أبعاد المخطط الخفي من وراء تلك الحرب البربرية لتئده في مهده ، و تميط اللثام عن الوجه الوحشي للحكومة الصهيونية في العمل المتعمد على التهجير القسري لسكان قطاع غزة و إجبارهم على الخروج من الشمال إلى الجنوب ، تحت تهديد النار ، وثم دفعهم نحو شبة جزيرة سيناء ، لخق واقع جديد ، و تدشين فصل ( هتشيكوكي ) آخر من فصول مآساة الشعب العربي الشقيق الفلسطيني .

و من خلال هذا الموضوع سوف نتحدث فقط بعد البحث و التحليل في أبعاد المخطط المشبوه ، و رصد رؤى الخبراء و السياسين الإسرائيليين و هذا هو أهم مخطط قررت ان ابحث فيه إلا وهو مخطط الإذابة .

أو مخطط أيلاند ، لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء و ظل هذا المخطط حبيس أدارج الحكومات الصهيونيه المتعاقبة ، و كان يتم التلويح به من حين لآخر مع أية مواجهة عسكرية صهيونية فلسطينية في قطاع غزة تحدث مع المقاومة ، إلى أن جاء العدوان الأخير ليكشف التوجه الصهيوني نحو الرغبة لتنفيذ هذا المخطط القديم الجديد ، و هو ما انعكس من خلال تصريحات العديد من القادة العسكريين و المسئولين و الخبراء الصهيونين بدعوة الفلسطينيين بالذهاب إلى سيناء ، و بالطبع استعان الكيان الصهيوني بآلته العسكرية الوحشية لدفعهم قسرًا نحو الحدود الدولية مع مصر ، ليخرج علينا أمير وايتمان ، و هو سياسي إسرائيلي و أحد الكوادر الشبابية المستقبلية داخل حزب الليكود ، بخطة متكاملة الأركان تهدف ليس فقط إلى تهجير الفلسطينيين إلى شبة جزيرة سيناء ، بل و دمجهم داخل المجتمع المصري و إذابتهم بين أبنائه في مدن الدلتا و العاصمة و مدن مصرية آخري.

و كما كشف ( وايتمان ) عن تفاصيل هذا المخطط المشبوه من خلال ورقة بحثية (1)* زاعمًا بأنها خطة مستدامة ذات جدوى اقتصادية عالية ، تتوافق بشكل جيد مع المصالح الاقتصادية و الجيوسياسية لدولة إسرائيل و مصر و الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة العربية السعودية ، مشيرًا إلى أنه طبقًا للبيانات والمعلومات المصرية في عام ٢٠١٧ م ، هناك حوالى ١٠ ملايين و حدة سكنية شاغرة في مصر نصفها تقريبًا تابعين للقاهرة ، و هما في السادس من أكتوبر و العاشر من رمضان ، إلى جانب عدد هائل من الشقق المبنية و الشاغرة المملوكة للحكومة و الشركات الخاصة ، و مساحات البناء تكفي لاستيعاب حوالي ستة ملايين نسمة ، و في المقابل أن غالبية السكان المحليين غير القادرين على شراء الشقق ، رغم سعرها المنخفض للغاية ( فقط بين ١٥٠ و ٣٠٠ دولار للمتر المربع ) و تابع وايتمان و رقته البحثية قائلًا

(( صحيح أن مخزون الشقق الشاغرة في مصر يتغير بمرور الوقت ، إلا أنه يبدو أنه يظل كبيرًا جدًا و متوفرًا لتسكين جميع سكان غزة ، و بناء عليه يمكن تقدير إجمالي المبلغ المطلوب و تحويلة إلى مصر لتمويل المشروع ما بين ٥ إلى ٨ مليارات دولار ، و هذا المبلغ يقدر بنحو واحد بالمئة و واحد ونصف بالمئة فقط من الناتج المحلى الإجمالي للكيان الصهيوني ، التي يمكن دفع هذا المبلغ بدون أي مساعدة دولية ، خاصة و أن مصر تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة ، بل ومن الممكن للكيان الصهيوني مضاعفة هذا المبلغ و ثلاثة أضعافه و حتى أربع أضعاف من أجل حل قضية قطاع غزة ، و التي ظلت لسنوات عائقًا أمام السلام و الأمن و الاستقرار ، ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب ، بل في جميع أنحاء العالم أيضًا ، و إذا كان إنفاق بضعة مليارات من الدولارات ؛ حتي لو كانت ٢٠ أو ٣٠ مليار دولار ؛ لحل هذه القضية الصعبة فهو أمر مبتكر ، و حل منخفض التكاليف و يتسم بالاستدامة حسب ما جاء فى ورقة وايتمان البحثية .

و سيظل قطاع غزة وإبطال غزة هاجسًا يؤرق مضاجع القيادات الصهيونية ، و أن فشلت فكرة التهجير القسري لسكان قطاع غزة إلى سيناء تلجأ لمخطط الإذابة من خلال نقل الفلسطينيين إلى الداخل المصري و دمجهم و سط أبناء الشعب و نسيان القضية الفلسطينية على أكثر تقديري الشخصي خلال عقدين من الزمن ، ف الشعب الفلسطيني هم الطرف الأهم في المعادلة و أن لا يري بديلًا للتخلى عن أرضة سوى العيش فيها أو الاستشهاد ، هذا هو ما ينسف كافة المخططات الصهيونية سواء التهجير أو الإذابة .

و خطورة هذة الورقة البحثية التي تقدم بها وايتمان أنها تتمثل في دعوة إذابة الشعب الفلسطيني ودمجه فى شعوب أخري ، ولم يكن من قبيل المصادفة أن تعلن إسكوتلندا بعد العدوان على قطاع غزة إلى استعدادها لاستقبال لاجئين فلسطينيين على أراضيها. 

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

*(1) _صحيفة يدعوا أحرونوت العبرية ، انظر الرابط التالى :

https://www.ynet.co.il/news/article/s1qfxnkg6



الأربعاء، 22 نوفمبر 2023

حكاية شعب أعزل في مرمى مهنية إعلامية زائفة Palestine

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

ليست هي المرة الأولى يكشف فيها الإعلام الغربي عن وجهه الحقيقي بعد أن ظل لسنوات يُصدّر لنا في العالم النامي و خاصة الشرق أوسطي ، مهنية زائفة اعتاد أن يطليها بطلاء الموضوعية و الحيادية ، لكن سرعان ما تنكشف حقيقة هذه الموضوعية المزعومة في كل أزمة يضطر الإعلام الغربي أن يتعامل معها من واقع سياساته التحريرية و انتماءاته الجغرافية و العنصرية ، فالمتابع للإعلام الغربي في مختلف القضايا التي تشغل الرأي العام العالمي خاصة تلك التي تتعلق بقضايا المسلمين حول العالم يدرك تمامًا حجم التفاوت الواضح و الازدواجية في التغطية لتطورات هذه القضايا و تبعات تلك الأحداث ؛ لدرجة قد تصل إلى إصدار أحكام مختلفة على حدثين متشابهين إلى حد ما .

و ما سبق ليست بتكهنات شخصية و إنما واقع رصدته بعض الدراسات الإعلامية ، فقد كشفت دراسة سابقة نشرتها مجلة (( ذا نيشن الأمريكية وهي أقدم مجلة أسبوعية مازالت و متخصصة بالأمرو السياسية و الثقافية وذات توجهات يسارية صدر أول عدد منها ١٨٦٥ في نيويورك )) .

و تحدثت عن الموضوعية الغائبة في تغطية وسائل الإعلام الغربية للأحداث الإرهابية عن الانحياز الصارخ الذي يمارسه الإعلام الغربي في تغطيته لمثل هذه الأحداث ، بالإسهاب في تناول الحوادث التي تقع في الدول الغربية ، مقابل الاهتمام المحدود و ربما التجاهل التام ، عندما تكون دولة من دول العالم الثالث هي الضحية ، حيث ترجمت الدراسة هذا الخلل الإعلامي بأرقام محددة و كشفت في الوقت نفسة عن أن العمليات الارهابية تقع معظمها في دول إسلامية أو عربية أو نامية و ليس في الغرب ، ومن ثمَّ فإن معظم الضحايا من العرب و المسلمين

كما أن الدراسة اقتصرت على التغطية في و سائل الإعلام المقروءة فقط ، أي: و حصرت نطاق عملها في عام ٢٠١٥ م ، الذي شهد ٣٣٤ حادثًا إرهابيًّا في أنحاء العالم .

و وفقًا للدراسة فإن نيجيريا جاءت في طليعة الدول التي عانت من الإرهاب ، و بلغ عدد ضحاياها ٣١٩٣ قتيلًا اي أكثر من ضحايا هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ م في الولايات المتحدة ، كما أن الدولة الثانية كانت العراق و تكبدت ٧٠٨ قتلى ، ثم سوريا ٣٤٦ قتيلًا ، يليها أفغانستان ٣٠٩ ، ثم مصر و اليمن و باكستان كل هذا في عام ٢٠١٥ فقط و القائمة طويلة بعد ذلك ، لكن الإعلام الغربي لم يكن لينتفض إلا إذا طال الإرهاب شيئًا من مكونات دولة فقط .

و لعل هذا التوجه الذي دأب عليه الإعلام الغربي بجميع وسائله لم ينج منه العالَمين العربي و الإسلامي في سلم أو حرب، فرغم ما أوردته مواثيق الشرف الإعلامية من تأكيدات ينبغي أن يكون الإعلام الدولى و منه الغربي من أوائل الملتزمين بها ، خاصة وأنه ارتضى لنفسه أن يكون مصدر تنوير و تثقيف للرأي العام العالمي فيُنَحِّي انتماءاته الجغرافية في تناوله لكل حدث أو قضية تشكل مصدر اهتمام للرأي العام ، إلا أن هذه المواثيق وما حوته من بنود بالنسبة لهذا النوع من الإعلام قد أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض .  

و إذا كان المقام هنا في الوطن العربي يستدعي أن تستند المعلومة على حقائق راسخة لا أن تُطلق الاتهامات جزافًا ، فإن النماذج التي تكشف الحقيقة المؤلمة للإعلام الغربي حدِّث عنها و لا حرج ، و لعلّ من أولاها هذه القضية الأزلية التي شاهد العالم أجمع خلالها الكثير من المشاهد الدامية التي اهتزت لها القلوب ، فقد باتت ازدواجية التعامل مع العدوان الإسرائيلي على ( غــزة )و اقعًا لم يتم تغييره بعد ، فقد بدأ انحياز الإعلام الغربي واضحًا في تغطيته للعدوان الصهيوني السابق و الحالى على قطاع غزّة و على شعبها الأعزل .

و رغم تلك المناشدات الحقوقية للمؤسسات الدوليه التي فقدت كلَّ عوامل التنفيذ في توفير الحماية للأطفال في غزة ممن بلغ بهم الأمر أنهم قرروا كتابة أسمائهم على أيديهم انتظارًا لقصفهم المتوقع في أي لحظة حتي يتم التعرف على جثثهم ، إلا أن الوسائل الإعلامية الغربية تحدثت عن ألم الطرفين و كأنه متساوٍ ، متجاهلة تلك الخسائر البشرية في صفوف المدنيين الفلسطينيين و الدَّمار الذي لحق بغـزة مقابل خسائر الكيان الإسرائيلي المحدودة و التي تتركز في نطاق العسكريين فقط ، لكن العجيب في الأمر أنه في كل مرة يجري تقديم إسرائيل كضيحة و لها حق الدفاع عن نفسها. 

و هناك مشهد آخر يكشف زيـف هذه الترسانه الإعلامية و هو ماحدث في واقعة الهجوم على جريدة ( شارلي إيبدو ) في باريس ف ٧ يناير ٢٠١٥ م ، حيث أسفر هذا الحادث عن مقتل نحو ١٢ شخص فقط ، و في هذه الواقعة لا يمكن الحكم على الإعلام الغربي ظاهريًّا بأنه قد انحاز لطرف دون آخر لكن المدقق لأساليب هذه الوسائل و منهجيتها يدرك ذلك من خلال الوقوف على حجم التغطية لهذا الحدث التي بلغت الصحف الغربية أكثر من ٢٠ ألف موضوع صحفي و أعلامي ، و هنا قد يقول قائل فما وجه الانحياز في ذلك و هذه التغطية جزء من مهام هذه الوسائل !؟ فأقول له بأن سياسة (( الكيل بمكيالين )) تظهر واضحة وضوح الشمس ، ففي نفس التوقيت الذي وقع فيه هذا الحادث قتـ.ل نحو ٣٨ شخصًا في انفجار حدث في اليمن و هو عدد يتجاوز ضعف حادث (( شارلي إبيدو )) ، لكن تغطية الإعلام الغربي لحادث اليمن بلغت فقط ٥٦٥ تقريرًا صحفيًّا ، الأمر الذي يكشف عن ازدواجية صارخة في التعامل مع الأحداث العالمية بتفرقة واضحة في حجم الاهتمام و التجاهل .

و حسبنا في ذلك أن المقام هنا مقام إيجاز ، لكن القضايا و المواقف التي تكشف النقاب عن هذه الازدواجية أكثر من أن يمكن حصرها في مو ضوع واحد ، بل فالأمر لا يقتصر على قضايا بعينها و إنما يتعلق بمفاهيم و ثقافات راسخة داخل المجتمعات الإسلامية و العربية و هنا أذكر نظرة الإعلام الغربي للمرأة المسلمة و قضاياها المتنوعة ، و ما تحتوي عليه هذه النظرة من مفارقات عجيبة تحكي هذا التوجّه و التحيّز المستمر ، فقضية حجاب المرأة المسلمة ليست ببعيدة ، فشأن الإعلام الغربي في التعامل مع هذه القضية أنه هنا إذا غطَّت المرأة المسلمة شعرها أصبحت رجعية ، وفي نفس المقام عندما تغطي الراهبة رأسها فإنها بذلك ممتثلة لأوامر ربها ، و كذلك إذا قامت المرأة العربية و المسلمة على شئون أهلها و بيتها فإن أقلام الإعلام الغربي لا تتوقف عن إطلاق حملات تدعو إلى تحرر المرأة المسلمة من العبودية - على حد قولهم - ، لكن إذا قامت المرأة الغربية بهذا الفعل فهي من وجهة نظرهم تضحي بجهودها في سبيل العناية بأهلها و بيتها ! قمة العنصرية و التحيز لم و لن تتوقف عنه الآلة الإعلامية الغربية ، ما يدعونا في النهاية إلى العمل على تكوين كيان إعلامي قوي يضع الأمور في نصابها و يحمي مجتمعاتنا من تبعات تلك المعالجات المجحفة .

تَحيَّة طَيبة مِن عِـنـد الـلـه 

مُـبـارَكـة لَـكُـم أَيـُّهـا الأَبْـطَـال.

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
 

الاثنين، 14 أغسطس 2023

الاحتكار و المبالغة في الأسعار Monopoly and overpricing


 

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

إن الشريعةَ الإسلاميَّة يسَّرتْ للناسِ سُبُلَ التَّعامُلِ ، كي تَظَلَّ أجواءُ المحبَّةِ سائدةً بين الأفرادِ ، و لكي تَبْقَى الحياةُ سعيدةً نَقِيَّةً ، لا يُعكِّرُ صَفْوَها كدرٌ و لا ضَغِينةٌ.

من أجلِ ذلك حَرَّمَ الإسلامُ الاحتكارَ ؛ لما فيه من تَضيِيقٍ على عِبادِ اللَّهِ ، و لما يُسبِّبُه من ظُلمٍ و عَنَتٍ و غَلاءٍ و بلاءٍ ، و لما فيه من إهدارٍ لحريَّةِ التجارةِ و الصناعةِ و الزراعة ، و سدِّ لمنافذِ العملِ و أبوابِ الرزقِ أمام الآخرِين.

و عن المقصودِ بالاحتكارِ و العِلَّةِ في حُرمتِه ! فالجوابُ ؟ : 

هو أنَّ الاحتكارَ هو الامتناعُ عن بيعِ سلعةٍ أو منفعةٍ و الانتظارُ حتى يَرتَفِعَ سعرُها ارتفاعًا غير مُعتاد ، مع شِدَّةِ حاجةِ الناسِ أو الدول إليها ، و هو مُحرَّمٌ شَرْعًا ؛ لأنَّه نَوْعٌ من أكلِ أموالِ الناسِ بالباطلِ ؛ قال تعالى : { يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأْكُلُوٓا۟ أَمْوَٰلَكُم بَيْنَكُم بِٱلْبَٰطِلِ }{ النساء _٢٩ } ، و قوله ﷺ : (( لا يَحتَكِرُ إلَّا خاطئٌ )) رواه مسلم …*(١).

كما أن الاحتكار مُخِلٌّ بمُقتضيات الإيمانِ باللَّهِ ؛ لقولِه ﷺ : 

(( من احتَكَرَ طعامًا أربعينَ ليلةً فقد بَرِئَ من اللَّهِ و بَرِئَ اللَّهُ منهُ ، و أيُّما أهلِ عَرْصةٍ باتَ فيهم امرئٌ جائعٌ فقد بَرِئَتْ منهم ذِمَّةُ اللَّهِ )) …*(٢).

وإذا كانت العِلَّةُ في حُرمةِ الاحتكار هي الإضرار بالنَّاسِ ، فكل ما يترتب على احتكاره فهو مُحرَّمٌ ، سواءٌ كان الاحتكارُ لطعامٍ او غيرِه ؛ فإن حاجةَ الناسِ لا تتعلَّقُ بالطَّعامِ فقط ، فقد تَشتَدُّ حاجَتُهم إلى كِساءٍ و دَواءٍ و مَأْوى و نحوِ ذلك ، و احتكارُ ما يحتاجونَ إليه من هذه الأشياءِ يُضَيِّقُ عليهم حياتَهم و يُوقِعُهم في حَرَجٍ.

و الاحتكارُ في وقت الشِّدَّةِ و في زَمَنِ انتشارِ الأوبئةِ و الحُروب والمجاعات ؛ أشدُّ حرمةً منه في الظروف العاديَّةٍ ؛ لأنَّه في الظُّروفِ الاستثنائيَّةِ يكونُ من بابِ تشديدِ الخِناقِ و مُضاعَفةِ الكَرْبِ على الناس ، و احتكارُ الأقواتِ و المستلزمات و كل ما تَمسُّ الحاجةُ إليه الآن أشد تحريمًا من احتكارها في أوقات الرَّخاءِ و الأمنِ .

و هنا نجدُ ان الإسلامَ قد أعطى للمسؤول الحقَّ في التَّدخُّلِ المباشرِ لمواجهةِ أزمةِ الاحتكارِ المُضرَّةِ بالمجتمع ، و لإجبارِ التُّجَّارِ على البَيْع بثَمَنِ المِثْلِ ؛ لأنَّ مَصلَحَةَ الناس لا تَتِمُّ إلا بذلكَ.

و أوادُّ أن أُشيرَ إلى أنَّ الإسلام إذا كانَ قد جَرَّمَ الاحتكارَ و حرَّمَه فإنَّه في المقابلِ دعا إلى الترشيدِ و الاقتصادِ و الاعتدالِ في الاستهلاكِ ؛ تحقيقًا للتَّعاونِ بين الناسِ ؛ و عليه فإنَّ فَزَعَ المُستهلِكين و هلَعَهم في تكديسِ الموادِّ الغذائيَّةِ ، و طلب ما لا حاجةَ لهم إليه من السِّلَع ، من أكبرِ عَوامل الاحتكارِ و تشجيعِ المُحتَكِرين على رَفْعِ الأسعار ؛ ممَّا يُعرِّضُ البسطاءَ للظُّلمِ و الحِرمانِ من هذه السِّلع.

و في هذه الظروفِ القاسيةِ ، يجبُ علينا جمَيعًا وُجوبًا شرعيًّا إحياءُ مَسلَكِ الاعتدالِ ، و عدمُ الإسرافِ ، و ترشيدُ استهلاكِ السِّلَعِ ، و هو في حال الأزماتِ أَوْلَى و أَوجَبُ ، و علينا أن نَتذكَّرَ ما قالَهُ _ إبراهيم ابن الأدهم _ عندما اشتكى النَّاس غلاءَ ثمن اللحمِ قال : أَرخِصُوه ؛ أي : لا تشتروه …*(٣) ؛ فالتَّرْكُ كفيلٌ بأنْ يَجعَلَ من الذهبِ سِلعةً رَخيصةً.

و من أنواعِ الاحتكارِ المنهيِّ عنه أن يقتصرَ بيعُ سلعةٍ أو سلعٍ مُعيَّنةٍ على تجارٍ بعينِهم دُونَ تجارٍ آخَرِين ، فهذا الأسلوبُ الملتوي يَدفعُ دفعًا إلى احتكارِ هذه السِّلَعِ ، ورفعِ أسعارِها ، و قَصْرِ شِرائها على القادِرين فقط.

و الاحتكارُ بكلِّ أنواعِة مُحرَّمٌ في شريعةِ الإسلامِ من غير فَرْقٍ أن يَقَعَ الاحتكارُ في قُوتِ الآدميِّ أو قُوتِ الدَّوابِّ ، و العِلَّةُ في ذلك هو إلحاقُ الضررِ بالآخَرين ، و هدمُ أصل من أصولِ القيم و الأخلاقِ ، و مصادرةُ حُقوقِ الناس.

اللَّهمَّ أَصلِحْ لنا دِينَنا الذي هو عِصمَةُ أمرِنا ، و أَصْلِحْ لنا دُنيانا التي فيها مَعاشُنا ، و أَصْلِحْ لنا آخِرَتَنا التي إليها مَعادُنا ، و اجعَلْ الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خير ، و اجعل الموتَ راحةً لنا من كُلِّ شر…*(٤).

{ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلْإِيمَٰنِ وَلَا تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }{ الحشر : ١٠ }.

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم أن شالله في يومي الإثنين و الجمعة من كل أسبوع على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

________________________________________

*(١) في ( صحيحه)( ١٦٠٥) من حديث مَعمَر بن عبداللَّه بن نَضلة رضي اللّٰه عنه.

________________________________________

*(٢) أخرجه أحمد في (مسنده )(٤٨٨٠) من حديث عبداللَّه بن عمر رضي اللّٰه عنهما ؛ و العرصة هي : كل موضع واسع لا بناء فيه ، كما في ( النهاية ) لابن الأثير : ٢٠٨/٣.

_________________________________________

*(٣) أخرجة أبو نعيم في ( حلية الأولياء ) ٣٢/٨.

_________________________________________

*(٤) رواه مسلم في ( صحيحه) (٢٧٢٠) من حديث أبي هريرة رضي اللّٰه عنه _ بلفظ ؛ كان رسول اللَّه ﷺ يقول : (( اللَّهمَّ أَصلِح لي دِينِي الَّذي هو عِصمةُ أَمرِي …))

________________________________________


الجمعة، 28 يوليو 2023

Scourge and affliction البلاءُ و الابتلاءُِ٢


 الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

 نكلم اليوم موضعاتنا عن السابقةِ إلى توضيحِ معنى  البلاءُ و الابتلاءُِ، و كيف أنَّه يصيبُ العبدَ سواءٌ كانَ هذا العبدُ صالحًا أو غيرَ صالحٍ ، و أن البلاءَ كما يكونُ بالشَّرِّ يكونُ بالخيرِ ، و كما يكونُ بالضَّراءِ يكون بالسَّراءِ.

ثم نأتي للسؤالِ الذي كان دائما يطرأ في مخيلة كل إنسان ، وهو ؛ ما علاقةُ البلاءِ بما يمرُّ به العالَمُ الآنَ مِن وباءِ و أمراض و مجاعات !؟ 

هل هو : عقابٌ ؟ أو هو : ابتلاءٌ ، وبناءً على ما فهمنا نستطيعُ القولَ بأن اللَّهَ سبحانه و تعالى له أن يفعلَ مع عبادِه ما يَشاءُ .

لكِن هناكَ شواهد تبعث على الاعتقاد بأنَّ ما يحدُثُ الآن هو رسالةُ تحذير أو إنذار من اللَّهِ_تعالى!_ ... ولله _ سبحانه _ و كما هو معلوم ، نُذُرٌ في عباده ، يخوِّفهم بها ليرجعوا عمَّا هم فيه مِن ضلال و انحراف.

إن مَن يتتبَّعُ تاريخيَّا و ضعَ الحضارةِ الغربيةِ سواء فى الغرب أو في الدول التي تسير على سيرها _ يُطالعه كمٌّ هائل من الانحرافات الخُلقية و الإنسانية و الأُسرية و الاجتماعية ، لا يمكن استقصاؤها في مقالات وموضوعات.

و لكن تكفينا في هذا السياق مؤلَّفات كثيرة جدًّا غربيةٌ ، تُرجمتْ إلى اللغةِ العربيةِ ، و كُتِبَتْ بأقلامٍ حكيمةٍ ، نبَّهت إلى الخَطر الشَّديدِ الذي يتربَّص بالعالمِ كلِّه من جراءِ انحرافِ هذه الحضارةِ العِلميَّةِ عن أصول الأخلاقِ الإنسانية ، و أثبَت مؤلفوها أنَّ هذه الحضارةَ تنكَّرت لله سبحانه و تعالى ، و للأديانِ ، كما تنكَّرت للأخلاقِ ، و لقيم الأسرة وبخاصة في أيامنا هذه ، بل تنكَّرت لكلَّ قيمةٍ بُنيَت على الفِطرةِ الإلهيَّةِ التي فَطرَ اللَّهُ النَّاسَ عليها ، و قد أصبح من المألوف _ اليوم _ أن نجد بعضَ الشَّخصيَّاتِ الغَربيَّةِ المرموقةِ سياسيَّا ، و التي تمثِّل أنموذجًا يتطلَّع الجميعُ إلى محاكاته _ يُقدِّم في احتفال عام صاحبتَه التى أنجَبَ منها أولادًا كبارًا ، على أنها مخطوبته التي سيتزوج بها بعد أن عاشَ معها فترةً في علاقةٍ بالنسبة لنا _ نحن أبناء الأديان أو المؤمنين _ آثمة.

و قد يعيب علىَّ بعض الاخوة ، و يقول (( خلِّيك في حالك وسيب الناس )) ، أو دع الحضارات الأخرى و شأنها ، فهي حضارات رضي بها أهلها ، و أن القرآن الكريم يُقرِّر : { لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ }{ المائدة : ١٠٥} ، و هذا صحيح و لكن يجب أن نتنبَّه إلى أن هذه الانحرافات لو كانت قاصرة على بلاد المنشأ ، و لا تسعى ليل نهار في فرضها على الأمم الأخرى ، و بخاصة : الأمم الأسلامية ، فإن مثل هذا الاعتراض تكون له و جاهته و منطقيته.

و لو أنَّ الغربَ اكتفى بانحرافاتِه و أغلق بابهَ عليه و لم يُطالِبنا بالاقتداء به ، لكان الحال أن نحمدَ اللّه على أن عافانا و ينتهي الأمر ، و لكن نحن اليوم أمامَ غزوٍ متدفِّقٍ لنَشرِ هذه الثقافة ، التي تهدف إلى إزالةِ كل الفروق بين الرجلِ و المرأةِ ، و التي تُطالبُ بأنَّ المرأةَ تتزوج امرأة ، و الرجل يتزوج رجلًا ، و أن تستبدل كلمة (( مشاركة )) أو (( مؤاخاة)) بكلمة (( زواج )) و (( زوج و زوجة )) .

مشكلة الغرب معنا الآن أنه يريد أن يفرِضَ علينا ثقافةً تُدَمِّرُ ثقافَتنا ، بحيث تغرقنا فيما غرق فيه ، أو نقاومه لننجو و نَسْلم ، و أنا هنا أتذكَّرُ الحديث الشَّريفَ في تصويره لما يحيط بنا من مخاطر الحضارات الإلحادية ، و هو قولُه ﷺ : (( مَـثَـلُ القائمِ في حُدُودِ اللَّهِ و الواقعِ فيها ، كمَثَل قَومٍ استَهَمُوا على سفينةٍ ، فصارَ بعضُهم أعلاها و بعضُهم أسفَلَهَا ، فكان الَّذين في أسفَلِها إذا استَقَوا من الماء (١) مَرُّوا على مَن فَوقَهُم ، فقالوا : لو أنَّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا خَرْقًا و لم نؤْذِ مَن فَوقَنا ))...*(٢).

و الحديث يصور مغالطات هؤلاء الخارجين على قواعد الأخلاق الإنسانية ، و مبرراتهم التي يقدمونها بين يدي إفسادهم و تخريبهم ، و أنهم إنما يفعلون ذلك حتى يُجنِّبوا مَن فوقهم الأذى ، و يوفروا على أنفسهم تعب الصعود و الهبوط .

ثم يقول النبي ﷺ : (( فـإنْ تَرَكُوهُم و ما أَرادُوا )) ، أي : إن ترك أصحاب السفينة هؤلاء القوم ينفذون خطتهم التي هي في ظاهرها خطة لتحقيق المنفعة العامة ، فإن السفينة ستغرق بهم و بمن فوقهم ، و لكن إذا تحرك العقلاء في هذه السفينة ، و أخذوا على أيدي هؤلاء العابثين ، و منعوهم من أن يحدثوا هذا الحدث ، فالنتيجة هي نجاة السفينة : مَن كان بأسفلها ، و مَن كان بأعلاها .

و علينا أن نقارن بين هذه الصورة ، و بين سفينة العالم اليوم ، لنستخلص الدروس و العِبَر من هذا الحديث النبوي الشريف ، و بخاصةٍ تحذيره ﷺ لعقلاء العالم في قوله في آخر الحديث : (( فإنْ تَرَكُوهُم وما أَرادُوا هَلَكُوا جميعًا ، و إن أَخَذُوا على أَيدِيهِم نَجَوْا و نَجَوْا جميعًا )…**(٢).

هذا و اللّٰه أعلم 🌼🌼 باللَّهِ التَّوفيق🌺🌺 .

إلى أن ألقاكم أن شالله في يومي الإثنين و الجمعة من كل أسبوع على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين.

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

_____________________________________

(١) _بمعني أن _كلما أرادوا أن يشربوا ذهبوا إلى الدَّور الأعلى ليُحضِروا الماء.

_______________________________________

(٢)** أخرجه البخاريُّ في ( صحيحه) ( ٢٤٩٣ ) من حديث النُّعمان بن بشير _رضي اللّٰه عنهما _

_____________________________

الاثنين، 24 يوليو 2023

Scourge and affliction البلاءُ و الابتلاءُِ ١


 

نتابعُ ما بدأَناه من موضوع سابق منذ شهر رمضان المبارك عن البَلاءِ وقد عرفنا فيه إنَّ الثَّرِيَّ أو الغنيَّ مُطالَبٌ بالشُّكرِ. 

 لمتابعة المقال السابق 👈 البلاءُ و الابتلاءُِ 👉

إنَّ شكرَ كلِّ نعمةٍ إنما يكون من جنسِها ، و عليه فلا يَصِحُّ أن يكونَ الشُّكرُ على النِّعمةِ بالكَلامِ ، كأن نكرِّرُ عبارة :( الحمدللَّه ) أو ( نشكرك يارب ) أو ( الشكر للَّه ) ، و ذلك أن الكلام ليس من جنس النعمة ، فلا يكون شكرًا عليها حتى لو تكرَّر الشكر ( الكلامي ) مئات المرات.

أمَّا الشُّكرُ الحقيقيُّ الذي هو واجِبٌ في مجال النعمة ، فهو أن يُخرِجَ الشاكر بعضًا مما يمتلك ، سواء كان المملوك مالًا أو منفعة من المنافع، فمثلًا الأطباء الذين وفقهم اللَّه في مهنتهم ، و جنوا منها أرباحًا طائلة لا يكون الشُّكرُ في حقِّهم باللِّسان أو ببذل المالِ فحَسب ، بل بتقديم الخدمة الطبية ، و العلاج مجانًا للمرضي من الفقراء و المحتاجين.

و لو أنَّ كل إنسانٍ أعطاهُ اللَّهُ نعمةً عاد على غيره بشئ ، ولو يسيرًا ، من هذه النعمة إذن لتحقق التكافل الاجتماعي ، و لتحققت معه كل مقومات الأمن  الاجتماعي و الاقتصادي .

و ها هنا نقطة قد تخفى على كثيرين ، و هي الاعتقاد بأن (( البلاء )) إنما يكون بالمصائب و.الشدائد كالفقر و ضيق الرزق أو المرض أو فَقْدِ عزيز و غير ذلك ، و أن النعمة و التنعم و سعة الرزق و بحبوحة العيش ليست ابتلاءً من اللَّه للعبد ، و الحقيقة غير ذلك .

فالنعمة و البؤس ، و الصحة و المرض ، و كل من هذه الثنائيات هو ابتلاء من اللَّه للعباد ؛ استمع لقوله تعالى :{ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥)}{ الفجر : ١٥} ؛ ثم استمع للآية التي تليها { وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ }{ الفجر : ١٦} ، لنعلم أن اللَّه تعالى كما يَبْتلي بالفقر كذلك يَبْتلي بالغِنَى سواء بسواء ، و أن الإنسان معرَّض الابتلاء بأي منها ؛ و يؤيد ذلك قوله ﷺ : (( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمؤمنِ إنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ ، فَكانَ خَيْرًا لَهُ ))…(١).

و هنا ينشأ سؤال عن استحقاق الغنيِّ الشاكر للثواب مثل الفقير الصابر ، فقد نعلم أن الثواب مرتبط بالمشقة ، أو هو على قدر المشقة ، كما يُقال ، و أن من المنطقي و من المعقول أن يعوِّض اللَّه هذا الفقير الصابر بنعيم يوم القيامة يُنسيه ما مرَّ من بؤس و فقر في حياته الدنيا ، فكيف يمكن فَهْمُ ذلك في مثال الغنيِّ الشاكر !؟ ؛ و أين هذه المشقة التي يعانيها هذا الغنيَّ ، و هو يتقلب في كثرة المال وسعة الرزق و بحبوحة العيش ؟! حتى يعوَّض بالثواب يوم القيامة !!

و قبل أن نجيب على هذا التساؤل نودُّ أن نلفت الأنظار إلى خطأ (( شائع)) في تفسير معنى (( الشكر)) و حصره في مفهوم واحد ، هو : ترديد ألفاظ الحمد و الشكر و الثناء على اللَّه باللسان ، و ليس أمرًا آخر وراء ذلك ، و هذا التفسير وأن كام صحيحًا في حالة : الفقير الصابر ، إذ ليس في مقدوره إلا الشكر باللسان ، و غير أن الأمر ليس كذلك في حالة الغنيِّ الشاكر ؛ لأن شكر هذا الغنيِّ لا تغني فيه ألفاظ الحمد و الثناء على اللَّه تعالى ، و إنما يغني فيه الشكر الذي هو من جنس ما أنعم اللَّه به عليه ، و معنى ذلك أن شكر الغني هو : بذل المال و إنفاقه على المحتاجين و الفقراء من ذوي القُربى و اليتامى و المساكين وابن السبيل وغيرهم ممن ذكرهم القرآن الكريم ، وذكِّر بهم مواضع كثيرة ، فضلًا عن أحاديث نبوية يصعب حصرها في هذا المقام .

و إذا أخذنا في الاعتبار أن الإنسان _ غنيًّا أو فقيرًا _ فطره اللَّه تعالى على محبَّة المال ، و إمساكه و الضَّنَّ به على الغير و على النفس أيضًا ، أدركنا أن شكر الغَنِيِّ فيه (( معاناة )) من نوع آخر غير معاناة الفقير ، إنها معاناة التغلب على النوازع النفسية ، والسِّبْح ضد رغبات النفس و شهواتها ، و ما جُبلت عليه من إمساك و تقتير و شح ؛ و قد أشار القرآن الكريم إلى هذا الأمر في أكثر من موضع فقال : { وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ۚ }{ النساء : ١٢٨ } ، أي : خُلِقَت النفوس على الشح ، و الشحُّ هو : شدَّة البخل ، و معني (( أُحْضِرَتِ )) : خُلِق فيها هذا الطبع : خلقه اللَّه تعالى ورَكَزَه في فطرتها ؛ و هنا يتبيَّن بوضوح أن بَدْل الغَنِي ماله لغيره و إنفاقه فيما لا يعود عليه بمنفعة ناجزة و حاضرة فيه معاناة و صبرٌ و مشقَّةٌ قد تفوق مشقَّة الفقير و صَبْرَه على فقره ؛ يدلُّنا على ذلك قوله تعالى : { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }{ الحشر : ٩} ، و قوله تعالى : { وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ ۗ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }{ التغابن : ١٦ } ، و واضح أن مدار (( الفلاح )) في الآيتين الكريمتين إنما هو على فعالية النفس و الانتصار عليها ، وفي ذلك من المشقة ما فيه ، بل نقول : إن معاناة الشكر العملي لدى الغنيِّ الشاكر هي نفسها معاناة الصبر عند الفقير الصابر ، بل نذهب إلى أبعد من ذلك ونقول : إن معاناة الفقير الصابر قد تكون أهون من معاناة الغنيِّ الشاكر ، وليست هذه مبالغة متخيَّلة لتصوير مشقة الشكر عند الغنيِّ و إنما هو واقع عبَّر عنه الصحابيُّ الجليل عبدالرحمن بن عوف _ رضي اللّٰه عنه _ في قوله ((ابتُلِينا مع رَسولِ اللَّهِ ﷺ بالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنا ، ثمَّ ابتُلِينا بالسَّرَّاءِ بعده فلم نَصبِر ))…*(٢) ، و معنى الحديث فيما يقول الشُّرَّاح : (( اخْتُبرنا بالفقر و الشدَّة و العذاب فصبرنا عليه ، فلما جاءتنا الدنيا و السعة و الراحةُ بَطَرْنا )) أي كَفَرْنا النعمة و لم نشكرها.

فلا بد من الألم و التَّألم ؛ لأنَّ التَّكاليفِ هي مناطُ الثَّواب ، فلا ثوابَ بدونِ تكليفٍ إلا الذي يُفيضُه اللَّه سبحانه و تعالى كرمًا على الآخرين ، لكن عادةً ارتبطَ الثَّوابُ بالتَّكاليفِ و أيضًا ارتبطَ العِقابُ بالخروج على التَّكاليف و هي المنهيات.

و لكن هناك تساؤل مهم ؛ و هو : هل هناك علاقة بين الابتلاء و حال العبد من طاعة أو معصية

بمعني أن الابتلاء بنوازل المصائب مؤشر أو دليل على أن هذا المُبتلى رجلٌ سيِّءٌ و رجلٌ غيرُ صالحٍ ، و حقيقة الأمر أن هذا التساؤل غير صحيح ، وأنه لا علاقة بين الابتلاء و بين حال العبد ، و إلَّا فنحن نعلمُ أنَّ (( أشدُّ النَّاسِ بلاءً الأنبياءُ )) …*(٣) ؛ و هذا واضحٌ في سيرتِهم و في تواريخِهم ، و أن عباد اللَّه مُبْتلَوْن ، بل يكون (( البلاء )) على قدر القرب من اللَّه تعالى ، فلو أنَّ البلاءَ بالمصائِبِ دليلٌ على أنُّ المبتلَى رجلٌ شريرٌ ، أو رجلٌ فاسدٌ ، أو فاسقٌ ، أو مغضوبٌ عليه من اللَّه _ سبحانه و تعالى _ لكُنَّا نقول _ والعياذ باللَّه_ إن الأنبياء أحق بهذا الوصف ، لأنهم أهل بلاء ؛ مِمَّا يدلنا دلالة واضحة بأنه لا علاقة بين نزول البلاء و بين الشخص المبتلَى ، و أنه كما يبتلى الطالح يبتلى الصالح أيضًا .

هذا و اللّٰه أعلم 🌼🌼 باللَّهِ التَّوفيق🌺🌺 .

إلى أن ألقاكم أن شالله في يومي الإثنين و الجمعة من كل أسبوع على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين.

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

*(١) أخرجه مسلم في (( صحيحه )) (٢٩٩٩) من حديث صهيب رضي اللّٰه عنه.

________________________________________

*(٢) أخرجه الترمذي في جامعه (٢٤٦٤) ، وانظر في شرح الحديث تحفة الأحوذي ١٦٥/٧.

_________________________________________

*(٣) جزء من حديث أخرجه التِّرمذيُّ في جامعه (٢٣٩٨) وابن ماجه في سننه (٤٠٢٣) من حديث سعد بن أبي وقَّاص رضي اللّٰه عنه ، و قال التِّرمذيُّ : ( حديث حسن صحيح ).

_______________________________



كل ما تريد معرفته عن جروك Grok منافس ChatGPT

  جروك Grok سيحدث ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث يتمتع بكثير من المميزات التي يفتقدها المنافسين له في نفس المجال وخاصة ChatGPT الذي يعت...