المتابعون

الثلاثاء، 24 يناير 2023

القدس تاريخًا…٣


 


بسم اللّٰه الرحمن الرحيم ، الحمد للّٰه ربِّ العالمين و العاقبةُ للمتقينَ ، و أُصلَّي و أُسلِّمُ علَى المبعوثِ رحمةً للعالمينَ سيدِنا و مولانا رسول اللّٰه ﷺ و علَى آلِهِ و صحبِهِ و مَنْ و الاه و بعد :

أكمل لكم اصدقائي موضوع القدس تاريخًا و لمتابعة الجزء الثانى منه اضغط هنا على الرابط 👇https://rovaer55501.blogspot.com/2023/01/blog-post_23.html

و لما جاء الإسلام أصبح للقدس مكانة عظيمة في قلوب المسلمين منذ عهد الدعوة الأول و قبل أن تصل إلى أرضها الجيوش الإسلامية.

فلقد كانت أرض الإسراء ، و ظل المسلمون يحفظون لها هذه المنزلة في قلوبهم ، و يرون تلك رابطة من أعظم الروابط بأهلها ، فضلًا عمن كان يدخل في الإسلام من أبنائها و ما بين الجميع من روابط النسب و القربى ، ثم كان عهد عمر بن الخطاب ، و على يديه فتح اللّٰه بيت المقدس و فلسطين بعد حصار من المسلمين للقدس امتد أربعة أشهر ، لم يحاولوا أن يهدموا فيها بناءً أو يدمروا بها شيئًا ؛ رعاية لحرمتها ، و صيانة لقدسيتها ، حتى طلب أهلها الصلح و حضور أمير المؤمنين عمر ، و لما جاء استقبلوه بود الأخوة و بالأمل في طمأنينة يجدونها تحت رايته ، فسألوه أن يكتب أمانًا لهم ، و قد تقدم قبل ذلك ذكر لبعض ما جاء فيه.

و إذا تدبرنا ما جاء بهذا العهد ؛ لوجدناه يفيض بالمودة بين أهل القدس من المسحين و إخوانهم من العرب الفاتحين ، مودة تقوم على الاحترام ، و الحرية و التعهد بصيانة جميع المقدسات ، و العجيب في هذا العهد و هو يسجل نهاية مرحلة من تاريخ القدس و فلسطين و بداية مرحلة أخرى ، أنه قد سجل أن لا حق لليهود في شىء بالقدس.

و ذلك حيث طلب أهل القدس أن لا يساكنهم أحد من اليهود في المدينة ، و أقرهم عمر على ذلك ، فلو أن هناك من شواهد التاريخ أو عرف الناس ما يبين أن للهيود حقًّا - لما طلب أهلها عدم سكناهم بها ، و لما جاز لعمر أن يستجيب إلى ذلك.

و تتابع الخلفاء من بعد عمر ، و هم يلتزمون بعهد الأمان ، و يعنون بالقدس و آثارها و بالمسجد الأقصى و بنائه ، و استمرت تلك الحال في عهود الأمويين و العباسيين إلى أن احتل الصليبيون بيت المقدس ، و أتوا بمنكرات يذمهم بها التاريخ.

ثم كان عهد صلاح الدين ، فأعدّ العُدة ، و جمع الشمل ، ووجه ضربته للصليبيين حتى منحه اللّٰه النصر ، و استرد المسلمون بقيادته بيت المقدس و فلسطين في يوم الجمعة ٢٧ رجب سنة (٨٥٣) هجرية ، و دخل صلاح الدين المسجد الأقصى في الجمعة التي تلتها في ٤ شعبان .

و توالى بعد ذلك على القدس حكام المماليك و الأتراك ، و فى عهد السلطان سليمان القانوني جدَّد سور مدينة القدس ، و بقيت هذه حالتها تحت الرعاية الإسلامية إلى أن مُنيت الأمة العربية بالاستعمار الأوروبي الذي فرقها شعوبًا و أقطارًا ، و بسط سلطانه على أرضها ، ووضع قبضته على فلسطين و القدس ، حتى أسلمها بغير حياء أو خجل إلى الاحتلال الصهيوني الغادر ، متذرعًا إلى ذلك بحجج واهية يدحضها ما تقدم من ثرد وعرض تاريخي سابق في مدونتي.

و هذا و اللّٰه أعلم 🌼🌺

إلى أن ألقاكم مع موضوع قادم على مدونتي الشخصية

بصمات من ياقوت و مرجان

أرجوا منكم الإشتراك فى مدونتى ومتابعتها 

زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

 

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

موضوع جيد جدا استاذ فارس . وياريت تكتب عن الأساطير اليهودية التي تدعي احقية اليهود في القدس

Unknown يقول...

اعز الله الاسلام والمسلمين

غير معرف يقول...

جميل جدا المجهود الرائع

غير معرف يقول...

مجهود رائع منك حاجه حلوه.. حبيبي الغالي..

تشغيل الأطفال بين الإفراط و التفريط - Children's work

  الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ،  السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته. أن الأصل في مرحل...