بسم اللّٰه الرحمن الرحيم ، الحمد للّٰه ربِّ العالمين و العاقبةُ للمتقينَ ، و أُصلَّي و أُسلِّمُ علَى المبعوثِ رحمةً للعالمينَ سيدِنا و مولانا رسول اللّٰه ﷺ و علَى آلِهِ و صحبِهِ و مَنْ و الاه و بعد :
أكمل لكم اصدقائي موضوع القدس تاريخًا و لمتابعة الجزء الثانى منه اضغط هنا على الرابط 👇https://rovaer55501.blogspot.com/2023/01/blog-post_23.html
و لما جاء الإسلام أصبح للقدس مكانة عظيمة في قلوب المسلمين منذ عهد الدعوة الأول و قبل أن تصل إلى أرضها الجيوش الإسلامية.
فلقد كانت أرض الإسراء ، و ظل المسلمون يحفظون لها هذه المنزلة في قلوبهم ، و يرون تلك رابطة من أعظم الروابط بأهلها ، فضلًا عمن كان يدخل في الإسلام من أبنائها و ما بين الجميع من روابط النسب و القربى ، ثم كان عهد عمر بن الخطاب ، و على يديه فتح اللّٰه بيت المقدس و فلسطين بعد حصار من المسلمين للقدس امتد أربعة أشهر ، لم يحاولوا أن يهدموا فيها بناءً أو يدمروا بها شيئًا ؛ رعاية لحرمتها ، و صيانة لقدسيتها ، حتى طلب أهلها الصلح و حضور أمير المؤمنين عمر ، و لما جاء استقبلوه بود الأخوة و بالأمل في طمأنينة يجدونها تحت رايته ، فسألوه أن يكتب أمانًا لهم ، و قد تقدم قبل ذلك ذكر لبعض ما جاء فيه.
و إذا تدبرنا ما جاء بهذا العهد ؛ لوجدناه يفيض بالمودة بين أهل القدس من المسحين و إخوانهم من العرب الفاتحين ، مودة تقوم على الاحترام ، و الحرية و التعهد بصيانة جميع المقدسات ، و العجيب في هذا العهد و هو يسجل نهاية مرحلة من تاريخ القدس و فلسطين و بداية مرحلة أخرى ، أنه قد سجل أن لا حق لليهود في شىء بالقدس.
و ذلك حيث طلب أهل القدس أن لا يساكنهم أحد من اليهود في المدينة ، و أقرهم عمر على ذلك ، فلو أن هناك من شواهد التاريخ أو عرف الناس ما يبين أن للهيود حقًّا - لما طلب أهلها عدم سكناهم بها ، و لما جاز لعمر أن يستجيب إلى ذلك.
و تتابع الخلفاء من بعد عمر ، و هم يلتزمون بعهد الأمان ، و يعنون بالقدس و آثارها و بالمسجد الأقصى و بنائه ، و استمرت تلك الحال في عهود الأمويين و العباسيين إلى أن احتل الصليبيون بيت المقدس ، و أتوا بمنكرات يذمهم بها التاريخ.
ثم كان عهد صلاح الدين ، فأعدّ العُدة ، و جمع الشمل ، ووجه ضربته للصليبيين حتى منحه اللّٰه النصر ، و استرد المسلمون بقيادته بيت المقدس و فلسطين في يوم الجمعة ٢٧ رجب سنة (٨٥٣) هجرية ، و دخل صلاح الدين المسجد الأقصى في الجمعة التي تلتها في ٤ شعبان .
و توالى بعد ذلك على القدس حكام المماليك و الأتراك ، و فى عهد السلطان سليمان القانوني جدَّد سور مدينة القدس ، و بقيت هذه حالتها تحت الرعاية الإسلامية إلى أن مُنيت الأمة العربية بالاستعمار الأوروبي الذي فرقها شعوبًا و أقطارًا ، و بسط سلطانه على أرضها ، ووضع قبضته على فلسطين و القدس ، حتى أسلمها بغير حياء أو خجل إلى الاحتلال الصهيوني الغادر ، متذرعًا إلى ذلك بحجج واهية يدحضها ما تقدم من ثرد وعرض تاريخي سابق في مدونتي.
و هذا و اللّٰه أعلم 🌼🌺
إلى أن ألقاكم مع موضوع قادم على مدونتي الشخصية
بصمات من ياقوت و مرجان
أرجوا منكم الإشتراك فى مدونتى ومتابعتها
زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده
جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
هناك 4 تعليقات:
موضوع جيد جدا استاذ فارس . وياريت تكتب عن الأساطير اليهودية التي تدعي احقية اليهود في القدس
اعز الله الاسلام والمسلمين
جميل جدا المجهود الرائع
مجهود رائع منك حاجه حلوه.. حبيبي الغالي..
إرسال تعليق