مكانة القدس الدينية و الحضارية لا تخفى على أحد من المؤرخين و الباحثين ، و القدس كأرضٍ ؛ هي عربية خالصة ، بشواهد التاريخ الناطقة.
و إذا قررنا أن عروبتها أقدم من حلول إبراهيم _عليه السلام_ بها ، فلا يعني ذلك أنها لو كانت حقًّا لإبراهيم لكان غير العرب بها أولى.
كلا ... فإن إبراهيم أبو الأنبياء ، و هو جد العرب ، و الانتساب إلى مثله _عليه السلام_ إنما يكون حقًّا و صدقًا بالعمل على طريقه ، و السير على منواله ، لا بالدم و حده.
و من لم يكن كذلك ؛ فلا يصح له ادعاء الحق في وراثته أو الانتساب إليه
تلك حقيقة أوضحها الإنجيل و أقرها القرآن الكريم.
جاء في إنجيل ( متَّى ) الإصحاح الثالث حكاية قول المسيح : (( لا تفتكروا في أنفسكم أن تقولوا لنا إبراهيم أبّا ؛ لأني أقول لكم : إن اللّٰه قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم )).
و في رسالة ( بولس ) إلى أهل رومية يقول : (( و لكن ليس هكذا حتى إن كلمة اللّٰه قد سقطت ؛ لأن ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون ، و لا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعًا أولاد ، أي : ليس أولاد الجسد هم أولاد اللّٰه ، بل أولاد الموعد يحسبون نسلًا )).
و جاء في رسالته أيضًا إلى أهله غلاطية : (( اعلموا إذن أن الذين هم من الإيمان ، أولئك هم بنو إبراهيم ، و الكتاب إذ سبق فرأى أن اللّٰه بالإيمان يبرر الأمم ، سبق فبشر إبراهيم أن فيك تتبارك جميع الأمم ، إذا الذين هم من الإيمان يتباركون مع إبراهيم المؤمن )).
و قد أقر القرآن الكريم هذا المعنى فقال : { إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِىُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلْمُؤْمِنِينَ }{ آل عمران : ٦٨ }.
و الصهاينة لم يسيروا على الصراط المستقيم ، و لم يلتزموا هدي إبراهيم ، و لم يكونوا أتباعًا له أو لإسحاق أو يعقوب أو داود أو سليمان _عليهم السلام_ ، بل أعلنوا حربهم ، و دبروا خططهم للقضاء على فكرة الروح و اللّٰه ، كما تنطق بذلك أخبارهم و أحبارهم.
و قد قرر القرآن أن موقفهم من الأنبياء _عليهم السلام_ كان موقف الخصومة و اللدادة ، لا يقبلون من أحد منهم قولًا ، و لا يستجيبون له إلى نداء ، و إنما اتبعوا أهواءهم ، و ضلوا طريقهم.
و تلك حكاية اللّٰه عنهم فقال : { لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَٰقَ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ وَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَآءَهُمْ رَسُولٌۢ بِمَا لَا تَهْوَىٰٓ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا۟ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ }{ المائدة : ٧٠ }.
و من أجل هذا العتو ، و ذلك البغي ؛ تبرأ منهم داود و عيسى ابن مريم و من قبلهما موسى _عليهم السلام_ ، و ذلك حيث يقول الحق تبارك و تعالى عن موسى _ عليه السلام _ { قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }{ المائدة : ٥٢ }.
و يقول تعالى : { لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنۢ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ يَعْتَدُونَ }
{ المائدة : ٧٨ }.
و إن هؤلاء الذين سفكوا دماء الأنبياء ، و غدروا بالمسيح _عليه السلام_ ، و نقضوا عهود محمد ﷺ و حاولوا قتله مرات ، لا يحق لهم أن ينتسبوا إلى نبيٍّ ، فضلا عن أن يدّعوا أحقيتهم في مقدسات أحد منهم.
و إن الأرض التى شهدت ميلاد المسيح _عليه السلام_ و شهدت مسرى محمد ﷺ أولى بها أن تكون كما تقرر أيضًا بحكم التاريخ لأمة العرب و الإسلام الذين آمنوا باللّه و رسله ، و لم يفرقوا بين أحد منهم .
و إذا حجب الناس أبصارهم عن رؤية الحقائق ، و صمَّت أسماعهم عن أصوات طالبيها ؛ فليس غير القوة ترد الأمور إلى نصابها ، و تعيد الحقوق إلى أصحابها.
للمزيد من المعلومات أضغط هنا 👇
https://rovaer55501.blogspot.com/2023/01/httpsrovaer55501.html
و هذا و اللّٰه أعلم
إلى أن ألقاكم من جديد على مدونتى الشخصيه
بصمات من ياقوت و مرجان
أرجو منكم الإشتراك و المتابعه و الدعم
زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده
جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
هناك 3 تعليقات:
ممتاز بجد و اسلوبك رائع كمل 🌹🌹
نعم .. نحن العرب أيضا أبناء ابراهيم الخليل عليه السلام . بل نحن ابناء الابن الأكبر الذي يرث مكانة ابيه .
احسنتم
إرسال تعليق