إن مصر بما منحها الله من موقعٍ مهم في أرض اللّٰه ، و بما متعها به من خيرات و إمكانيات ، و بما و هبها من طاقات و خبرات ، و بما لها من تاريخ قديم و عرق أصيل في الحضارة و العلم و العمل قد هيأها اللّٰه لحمل أمانة المسئولية في عالمنا العربي ، بل و الإسلامي.
و لم تفرِّط مصر و شعبها المؤمن ، في هذه المسئولية أبدًا غير أنها حين كانت تُغلب على أمرها و يحجبها الغالبون عن أداء دورها ، و برغم ذلك ، فإن وميضًا كان ينبعث من أرض مصر إلى الآفاق العربية ؛ ليوقظ الأحرار فيطالبوا بالحرية.
أما حينما يتاح لها من أفذاذ أبنائها من يتصدي لقيادتها ، فإن قيامها على الوفاء بمسئوليتها و رعاية أمانتها أمر سجَّله التاريخ تقديرًا و إعزازًا ، و وعاه الزمن دروس صدق و أمثلة شجاعة و فداء.
و إذا تحدثنا عن مسئوليتها عن بيت المقدس ؛ فإن لسان التاريخ الصادق يقول : إن مسجد الصخرة و المسجد الأقصى حين أراد عبدالملك بن مروان تشييدهما أرصد له خراج مصر سبع سنين ، و عندما استولى الصليبيون على بيت المقدس لم يتمكن أحد من إجلائهم إلا بعد أن تولى صلاح الدين قيادة مصر ، و اجتمعت عليه كلمة الأمة العربية ، و زحف بجنده ، نحو بيت المقدس ؛ و طليعتهم أبناء مصر و الشام ؛ حتى استرد فلسطين كاملة ، و حرًّر المسجد الأقصى المبارك.
فقد جعله اللّٰه موطن اختبار لأبناءِ هذه الأُمَّة ، لكي يجاهدوا من أجله و يستشهدوا دونه ، و يبذلوا النَّفسَ و النَّفيس لصيانتِه و حمايتِه في كلَّ جيل من البشر.
و لما تمت المؤامرة الاستعمارية سنة ( ١٩٤٨ ) م على أرض فلسطين ؛ كان أبناء مصر الكادحين في مقدمة الزحف المناضل و المقدس نحو أرض فلسطين ، و لولا الخيانة ، و تسلط المستعمرين لحققوا لأمتهم أملًا ، أبطأ به الضعف و الهوان ، و حالت دونه عوائق التخلف و الاستعمار و الاحتلال ، و لكن مشيئة اللّٰه أن يكون ذواقهم لآلام المحنة درسًا يحمل العظة و العبرة ، و التمرس على مواجهة المكائد و الصعاب ، و ما زال شعب مصر إلى اليوم ، يمارس دوره الخالد و مسئوليته التاريخيه ، حول القدس الشريف و تضاعف الجهود و يبذل المستطاع ؛ حتى يكتب اللّٰه النصر الكامل للأمة العربية الإسلامية كلها ، و يحقق لها الآمال في حياة آمنة مؤمنة ، طاهرة نقية ، راغدة صاعدة ، راضية مرضية ، مطيتها العلم ، و زادها الإيمان ؛ حتى تكون مثلًا لخير أمة أخرجت للناس.
و هذا و اللّٰه أعلم 🌼🌼🌼
إلى أن ألقاكم من جديد على
مدونتى الشخصيه
بصمات من ياقوت و مرجان
أرجو منكم الإشتراك و المتابعه
زيارتكم تسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده
جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
هناك 6 تعليقات:
بارك الله فيك يا استاذ
مصر الجهاد ، مصر المقاومة ، مصر العلماء والفقهاء ، مصر الصبر على البلاء ، مصر ممر إبراهير ، وبلاد هاجر ، مصر مُلْك يوسف ومضيفة يعقوب والأسباط ، مصر أرض موسى وهارون ، مصر مُلك عمرو بن العاص ، مصر قطز وبيبرس طاردي المغول ، مصر أرض الدعوة.. وزد وزد
حفظ الله مصر زخرا للعروبة وللإسلام
عاش تسلم ايدك
بارك الله فيك
تسلم ايدك يا حبيبي الغالي.. وحفظ الله ورعاك انت وأهل مصر..
إرسال تعليق