أدي النبي ﷺ رسالة ربه في أهل مكة و ما حولها على أحسن مايكون الأداء ، و بلغها على أتم ما يكون التبليغ ، و تحمل في سبيل ذلك أشد الإيذاء ، و صمد معه المؤمنون و صبروا على صنوف التعذيب ثم أصبح لزامًا أن تتجه الدعوة إلى أرض خصيبة و نفوس خيرة ، بعد أن ظهر جليًّا أن أرض مكة أمست غير صالحة لاحتضانها ، و أن أهلها تحجرت قلوبهم ، و عميت نفوسهم و وقفوا لها بالمرصاد ، يذودون النبي عن وردها الصافي ، و يمعنون في إيذاء المؤمنين و يقعدون لهم كل مرصد ، ويصدونهم عن عبادة ربهم ، حتى هاجروا إلى الحبشة مرتين ،و ما رقت لغربتهم نفوس ذويهم من المشركين ، بل حاولوا إعادتهم إلى مكة من مهجرهم ليصبوا عليهم أشد العذاب.
فكان لا بد من الهجرة إلى أرض عربية تكون منطلقًا لدعوة الإسلام ، و مشرقًا في العالمين لشمس الهداية ؛ فلذا و جه اللّٰه نبيه ﷺ إلى لقاء أهل المدينة في المواسم ليعرض عليهم الإسلام إنجازًا لوعده تعالى بنصر دينه و تمام نوره
:{ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }{التوبة:٣٢}
و تحقيقًا لسنته مع رسله و المؤمنين:
{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ }{غافر: ٥١}.
و لما كانت هذه المرحلة الجديد تحتاج إلى مزيد من تأييد اللّٰه و تثبيته لرسوله فلهذا أكرمه اللّٰه و شرفه بالإسراء و المعراج ؛ ليسري عنه هَمَّه من إيذاء قومه له ، و إعراضهم عنه ؛ و ليظهر له كرامته عليه سبحانه ؛ و ليملأ نفسه همة ومضاء و استعدادًا قويًّا للمرحلة الحاسمة التي يستقبلها ، و كان هذا التشريف في ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للنبوة.
وبدأت المرحلة الثانية بالاتصال بقبائل أهل المدينه تمهيدًا للهجرة إليها ، وكان ذلك بأمر اللّٰه تعالى ، فقد أخرج الحاكم و أبونعيم و البيهقي بإسناد حسن عن ابن عباس ، حدثني علي ابن أبي طالب قال : (( لما أمر اللّٰه نبيَّه أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج و أنا معه و أبو بكر إلى منى حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب ، و تقدم أبو بكر ، و كان نسَّابة فقال : من القوم ؟ قالوا : من ربيعة • قال : من أي ربيعة أنتم ؟ قالوا : من ذُهْل • فذكر حديثًا طويلًا في مراجعتهم و توقُّفهم عن إجابة الدعوة .
ثم قال : ثم دفعنا إلى مجلس الأوس و الخزرج ، وهم الذين سمَّاهم الرسولُ ﷺ الأنصار ؛ لكونهم أجابوه الى إيوائه و نصروه ، قال : فما نهضنا حتى بايعوا النبي ﷺ .
و قد جعلت هذا الموضوع الى قسمين حتي لا أطيل عليكم اصدقاء
بصمات من ياقوت ومرجان
إلى عن ألقاكم في موضوع جديد عن #هجرة_الرسول ﷺ
العنوان هو #عرض_الإسلام_على_القبائل .…٢
أرجو دعمكم لى بزيارة و متابعة جميلة
هناك 3 تعليقات:
جميل احسنت
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
نور الله عزوجل دربك 🌴وسدد خُطاك
ربنا يوفقك انت رائع ومبدع حبيبي الغالي
إرسال تعليق