الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ،
السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.
حظيت مصر بكثير من الاهتمام عبر العصور المتنوعة ، فإلى جانب ما ذكره الجغرافيون و المؤرخون القدماء _ من يونان ورومان _ فإن الجغرافين و الرحالة العرب و المسلمين قد أسهموا بدورهم في هذا الاهتمام فمصر قريبة من الجزيرة العربية و هي بوابة الدخول إلى أفريقيا و هي حدود فلسطين العربية ، كما أنها تمتد على الساحل المقابل لساحل شبه الجزيرة العربية على البحر الأحمر .
و لم تكن بلاد العرب بمنأى عن قبط *(1) مصر ، إذ نزح بعضهم إليها قبل الإسلام و منهم من استوطنها مثل القبطي الذي سكن بمكة و عمل فيها بحرفة التجارة ، و أعان قريشًا على تجديد عمارة الكعبة المشرفة عام ( ٦٠٦ ) م قبيل البعثة النبوية بنحو خمسة أعوام *(2) ، ثم كان منهم القبطي الذي أرسله المقوقس مع _ مارية القبطية _ و أختها _ سيرين _ و الهدية التي أهداها لرسول اللّٰه ﷺ ردًّا على رسالته ﷺ التي دعا فيها _المقوقس_*(3) ، إلى الإسلام ، فأسلم و أصبح من صحابة رسول اللّٰه ﷺ *(4).
أهمية مصر عند العرب
و لأهمية مصر عند العرب و المسلمين فقد وردت في القرآن الكريم في ما يقرب من خمسة مواضع نذكر منها _: { وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشۡتَرَىٰهُ مِن مِّصۡرَ لِٱمۡرَأَتِهِۦٓ أَكۡرِمِي مَثۡوَىٰهُ }( يوسف : ٢١) .
و قال تعالى _: { وَقَالَ ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ }( يوسف : ٩٩ ).
و قال تعالى _: { وَنَادَىٰ فِرۡعَوۡنُ فِي قَوۡمِهِۦ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَيۡسَ لِي مُلۡكُ مِصۡرَ } ( الزخرف : ٥١ ).
و قال تعالى _: { وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتٗا }( يونس : ٨٧ ).
و لقد كرم رسولنا ﷺ بلادنا ، فذكرت مصر في أحاديث عدة منها ( إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أرْضًا يُذْكَرُ فيها القِيراطُ ، فاسْتَوْصُوا بأَهْلِها خَيْرًا ، فإنَّ لهمْ ذِمَّةً ورَحِمًا...) و فى رواية ( إنَّكُمْ سَتَفْتَحونَ مِصْرَ وَ هَيِ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ ، فَإذَا فَتَحْتُموهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا ) أَوْ قَالَ ( ذِمًّةً وَصِهْرًا .. )*(5).
و قد كان صحابة رسول اللّٰه ﷺ حريصين على تحقيق توجيهات النبي ﷺ ، و لهذا كان الفتح الإسلامي *(6) لمصر عام ( ٢٠ هجرية _ ٦٤١ ميلادية ) بقيادة عمرو بن العاص في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب *(7) .
مصر قبل الفتح الإسلامي
كانت مصر قبل الفتح في قبضة الاستعمار الروماني لمدة _ سبع مئة عام _ ، حيث كانت مستعمرة رومانية منذ عام _ ٤٧ قبل الميلاد _ ؛ يتحكمون في الشئون الإدارية و المالية و القضائية من مقرهم في الإسكندرية ، يعاونهم ثلاث فرق عسكرية رومانية يدفع نفقات إقامتها الأقباط ( أي المصريون ) ، و هنا نقول إن مصر في ظل هذا الاستعمار قد فقدت استقلالها السياسي ، كما كانت مصر تعد مخزنا لمد روما _بالـغـلال_ ، فقلد كان شعب مصر يكد و يكدح لخدمة هؤلاء المستعمرين ، ففي ظل الاستعمار الروماني عاني الأقباط من طبقية صارخة تتماشى مع سياسة الاستعمار مبدأ فرق تسد _ ، الطبقة العليا المواطن الروماني او المستعمر الروماني ، أما الأقباط أهل البلد فقد كانوا من الطبقة الفقيرة التي حرمت من أبسط حقوقها وهو التحدث بلغتهم حتى فيما بينهم و حرموا عليهم الجندية ، أما رجال الدين فقد لاقوا من الرمان الأمرين فقد وقفوا منهم موقف العداء الصريح *(8).
انقسام الإمبراطورية الرومانية
و بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية سنة _٥٩٥_ ميلادية أصبحت مصر تابعة للسيادة _الإمبراطويـة البيزنطية_ ، و أكثرها خصوبة و إنتاجا و سكّانا ، و كانت تموّن العاصمة بالمواد الغذائية ، و قد وصفها عمرو بـن العاص _ في كتابة الذي كتبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _ بقول _: (( مصر تربة غبراء و شجرة خضراء ، طولها شهر ، و عرضها عشر))*(9) ، و لأن مصر كانت تحت الحكم المركزي فيها ، فإنها كانت وافرة أثر مباشرًا بما يحدث في البلاط البيزنطي من صراعات و مؤامرات و كانت هزيمة الإمبراطورية البيزنطية أمام_ الفرس _ في أسيا الوسطى ، و البلقان سببًا من الأسباب المباشرة لدخول الفرس مصر و سقوط الإسكندرية عام ( ٦٢٩)*(10).
بداية التفكير فى فتح مصر
عندما فرغ المسلمون من فتوح الشام طلب عمرو بن العاص من الخليفة _ عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه ؛ أن يأذن له في فتح مصر ، و قد استطاع بعد محادثات كثيرة إقناعه في فتحها ، و يذكر أيضا في_ الروض الأنف_ قولة (( و عن فتح مصر يقال إنه اجتمع عمرو بن العاص بـ عمر بن الخطاب رضي الله عنه في _الجابية بقرب دمشق_ وراح يزن له فتح مصر ، و ذلك في خريف (٦٣٠) ميلادية ، و مما أبداه من أسباب أن _ مصر ستكون قوة للمسلمين إذا هم ملكوها ، و أن حاكم الروم على بيت المقدس هرب إلى مصر ، وراح يجمع فيها جنود الدولة ، فيجب المبادرة إلى القضاء عليه ))*(11).
و قد رأي عـمـر أن فتح مـصـر فيه خير للمسلمين وعونا لهم ، و لكنه ظن أن عمرا يقلل من شأن ما يلقاه من الصعوبة في فتحها ، و أن في ذلك الوقت لا يستطيع أن يضعف جند الشام بأن يبعث منهم جيشًا كافيًا لفتح مصر ، فلما طلب منه عمرو أن يسير إلى مصر بجيش من ٣٥٠٠ أو ٤٠٠٠ رجل و عده أمير المؤمنين أن يفكر في الأمر ، فإنه لم يكن قد استقر على رأي في ذلك ثم عـاد عمرو بن العاص إلى قيصرية و كان _ _قسطنطين بن هرقل_ قائد الجند بها ، فبعث الخليفة وراءه بكتاب مع _شريك بن عبده _ ، (( يقول له فيه إنه قد رضي بغزو مصر ، و تقدم إليه أن يجعل الأمر سرا و أن يسير بجنده إلى الجنوب سيرا هينا ، فسار عمرو بن العاص في الليل في جيش صغير من الخيل و لم يحدث له حدث حتى صار عند الحدود بين مصر و فلسطين)) .
وصول عمرو بن العاص مصر
و سار عمرو بن العاص حتى وصل عند _ رفح _ و هي على مرحلة واحدة من _ العريش بأرض مصر ، فأتت عند ذلك رسل تحمل رسالة من الخليفة ، ففطن عمرو بن العاص إلى ما فيها و ظن أن الخليفة لابد قد عاد إلى شكه في الأمر خاشيًا من الأقدام و المضي فيما عزم عليه _ إلا أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحس أن جيش العرب إذا دخل مصر كانت عودته عنها خذلانًا وسبة للمسلمين إذ يكون ذلك بمثابة الفرار من العدو _ و على ذلك أرسل كتابه و تقدم فيه إلى عمرو بن العاص أن يعود كان بعد في فلسطين ، فإذا كان قد دخل أرض مصر_ فـلـيـسـر على بركة الله ، و وعده أن يدعو له بالنصر وأن يرسل له بالمدد ، أما عمرو فقد كان بدأ أمره و لم يكن بالرجل الذي ينقض ما بدأ فيه ، و عرف أن ذلك الكتاب الذي لحق به لم يأته بالرضا عما هو فيه ، و لهذا لم يأخذه من الرسول حتى عبر _ مهبط السيل _ و هو الحد بين أرض مصر و فلسطين ، وبلغ بسيرة الوادي الصغير عند العريش ، و هناك أتى له بالكتاب فقرأه ، ثم سأل من _: (( أنحن في مصر أم في الشام !؟ فقيل له _: نحن في مصر ، فقراء على الناس كتاب الخليفة ثم قال _: إذن نسير في سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين ، و مما لاشك فيه أن عمرا لقى من الناس الجواب الذي كان يرغب فية ))*(12).
و عبر عمرو بن العاص سيناء في آخر العام_ التاسع عشر الهجري_ و تقدم إلى_ بلبيس _ و استولى عليها ثم التقي جيش الروم في موقعة عين شمس شمال القاهرة فهزمهم هزيمة منكرة و تقدم جنوبا إلى حصن _ بابليون _ و يقع على الساحل الشرقي لنهر النيل على الطريق بين _ منف و هليوبوليس _ و حاصره شهورا ، بعد أن علم المقوقس بعجز البيزنطيين عن الوقوف بوجه المسلمين ، وافق على عقد الصلح شريطة أن يوافق الإمبراطور على هذا الصلح و الذي رفضه بدوره وحثه للمقوقوقس على الاستمرار في حرب المسلمين ، و هنا هاجم المسلمون الحصن بالمنجنيق ، ولقد استطاع _ الزبير بن العوام _ أن يدخل الحصن وتبعه المسلمون ، فاضطر المقوقس إلى عقد معاهدة مع عمرو بن العاص ، كان إثرها دخول الكثير من المصرين في الدين الإسلامي ، و بدأت مفاوضات انتهت بعقد صلح مع المقوقس على دفع الجزية التي كانت _ أقل كثيرا _ مما يأخذه الروم من المصريين و كان ذلك عام ( ٢٠) هجرية _ (٦٤٠) ميلادية.
فتح مدينة الإسكندرية
و تقدم عمرو بن العاص لفتح مدينة الإسكندرية ، و فتحوا في طريقهم جميع الحصون الرومانية التي اعترضتهم و حاصر المسلمون اهم مدينة فى ذلك الوقت _ الاسكندريه _ وسقطت في أيديهم ، و كان المقوقسصاحب الإسكندرية قبل ذلك يؤدّي خراج بلده وبلد مصر إلى ملك الرّوم _ فلمّا حاصره عمرو بن العاص _ جمع أساقفته و أكابر دولته و قال لهم :_(( إنّ هؤلاء العرب غلبوا كسرى و قيصر و أزالوهم عن ملكهم و لا طاقة لنا بهم ، و الرّأي عندي أن نؤدّي الجزية إليهم ؛ ثمّ بعث إلى عمرو بن العاص يقول : إني كنت أؤدّي الخراج إلى من هو أبغض إليّ منكم _ فارس _ و _ الرّوم _ ثمّ صالحه على أداء الجزية ، و بعث عمرو بالفتح و الأخماس إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ))*(13).
و تكمن أهمية الإسكندرية في أنها كانت عاصمة مصر قبل الفتح الإسلامي ، كما أنها كانت ضمن مجموعة الموانئ المطلة على البحر المتوسط المهمة ، و قد أمّن عمرو بن العاص حدود مصر الغربية بفتح بـرقـة و طرابلس ، وعقد صلحا مع المقوقس بشروط.
أهم الشروط
💡_ دفـع الجزية
و حسب رواية ابن عبد الحكم : (( فاجتمعوا على عهد بينهم و اصطلحوا على أن يفرض على جميع من بمصر من القبط ديناران من كل نفس ، شريفهم و وضيعهم ، ومن بلغ الحلم منهم ، و ليس على الشيخ الفاني و على الصغير الذي لم يبلغ الحلم و لا النساء شئ…… ))*(14).
💡 _ حـريـة الـعـبـادة
فقد عاني قبط مصر من الاضطهاد الديني و الذي كان موجها للمسيحين الأرثوذكس وهم غالبية أبناء مصر و الأقباط.
سماحة الإسلام
إن الصفات و الخلق و المعاني الإسلامية التي تربى عليها المسلمون جعلت عمرو بن العاص يقبل بالصلح و كان من حقه أن يرفضه ، لأن المسلمون دخلوا أرض مصر فاتحين و ليسوا غزاة مغتصبين كما قد يشيع البعض ، و لكن كان هدفهم توصيل الدعوة الإسلامية وحتى تظل مصر لأهلها شامخة أبية دون أي استعمار أو سيطرة من الخارج عليها.
ولقد أدت سياسة التسامح بين المسلمين و الأقباط إلى الاندماج في حياة واحدة ، و كان نتيجة لذلك دخول الكثير من الأقباط في الدين الإسلامي مما أدى إلى نقص الخراج ؛ فلما ولي الخلافة _ عمر بن عبد العزيز _ ( ٩٩ _ ١٠١ ) هجرية ، كتب والى مصر _ أيوب بن شرحبيل _ يشكو كثرة دخول الناس في الإسلام مما أثر على جمع الخراج ، ثم استأذنه أن يفرض الجزية على من أسلم ، فنهره عمر بن عـبـد العزيز قائلا لـه : _(( إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا بَعَثَ مُحَمَّدًا ﷺ دَاعِيًا ، وَلَمْ يَبْعَثْهُ جَـابِـيًـا ؛ وَعَزَلَه وَوَلَّى بَدَلَهُ عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ نُعَيْمٍ الْقُشَيْرِيَّ عَلَى الْحَرْبِ ؛ وَ عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِاللَّهِ عَلَى الْخَرَجِ ؛ وفِيهَا كَتَبَ عُمَرُ إلَى عُمَّالِهِ يَاْمُرُهُمْ بِالْخَيْرِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الشَّرِّ ، وَيُبَيِّنُ لَهُمُ الْحَقَّ وَيُوَضِّحُهُ لَهُمْ وَيَعِظُهُمُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، وَيَخوٌِفُهُمْ بَأْسَ اللَّه وِ إِنْتِقاَمِهْ ))_*(15).
و ختاما نذكر هنا أن الإسلام لم ينتشر في مصر عن طريق السيف كما قد يشيع البعض ، بل كان ينتشر و يتضاعف معتنقوه أوقات السلم أكثر و أسرع مما كان ينتشر في أوقات الحرب ولعل السبب في ذلك أن الإسلام يحمي حرية العقيدة لغير أتباعة ، كذلك العدالة في الضرائب التي شرعها الإسلام ، فالإسلام جاء هاديا مبشرا بحياة أفضل للجميع .
و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺
إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية
#بصمات_من_ياقوت_ومرجان
صلوا على رسول اللّٰه 🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
*الـمـراجـع _______________________
*(1) _ قـ بـ طـ : ( الْقِبْطُ ) يِوَزُنِ السِّبْطِ أَهْلُ مِصْرَ وَهُمُ بُنْكَهَا اي أَصْلُهَا وَرَجُلٌ ( قِبْطِيٌ ) . مختار الصحاح ٢٤٦/١.______
*(2) تاريخ الرسل و الملوك للطبري ٢٨٧/٢ ، وكان اسم ذلك الرجل باقوم و قيل : باقول ، سيرة ابن هشام ١٣٩/١._____
*(3) الموقوقس : طائر مطوق طوقا سَوادُهُ في بياضٍ كالحمام ، وجريج بن مِننَى القِبْطيُّةوقد عُدَّ في الصحابة صاحبُ مصر و الاسكندريه ولقب لكل من ملكهما و لعظيم الهند ، القاموس المحيط ٥٦٧/١.__________
*(4) جبر بن عبدالله القبطي مولى أبي بصرة الغفاري هو الذي أتي بمارية من عند المقوقس مع خاطب ، الوافي بالوفيات ٣٥/١١._______________________
*(5) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري _ رضي اللّٰه عنه _برقم : ( ٢٥٤٣)._________________
*(6) أصبحت مصر ولاية من ولايات الخلافة الإسلامية منذ عام ( ٢١ هجرية __ ٦٤٢ ميلادية و حتى عام ٢٥٤ هجرية _ ٨٦٨ ميلادية) حيث كان ولاة مصر يعينون من قبل الخلافة الإسلامية فى المدينة المنورة أو دمشق أو بغداد .______
*(7) فتح مصر أ.د. جمال عبد الهادي صـ ١٢ ._________
*(8) فتح مصر أ.د. جمال عبد الهادي صـ ١٦_١٥ .________
*(9) السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي ٤٠٤/١.__________
*(10) فتوح البلدان ، للبلاذري ، ٢١٧/١ .______________
*(11) الروض الأنف ٩٧/١ .__________
*(12) فتح العرب لمصر د ألفريد بتلر مترجم من د محمد فريد أبو حديدة ٢٢٨ ، ٢٢٩ ، فتوح مصر و المغرب ، لابن عبد الحكم ٧٦/١.___________________________
*(13) البداية و النهاية ، لابن كثير ٩٧/٧.____________
*(14) فتوح مصر و أخبارها ، لابن عبد الحكم .__________
*(15) البداية و النهاية لابن كثير ١٨٨/٩._____________