لما رأى الرسول ﷺ استهانة قريش بما جاء به من الحق أراد التوجه إلى ثقيف بالطائف لعله يجد فيهم نصرته على قومه و مساعدتهم له حتى يتم أمر ربه ؛ لأنهم أقرب الناس إلى مكة ، و له فيهم خئولة ، فإن أم هاشم بن عبد مناف عاتكة السلمية من بني سليم بن منصور و هم حلفاء ثقيف ، فلما توجه إليهم و معه مولاه زيد بن حارثة قابل رؤساءهم و كانوا ثلاثة : عبد ياليل ، و مسعود ، و حبيب أولاد عمرو ابن عمير الثقفي فعرض عليهم نصرته فردوا عليه ردًّا قبيحًا ، و لم ير منهم خيرًا ، فطلب منهم أن لا يشيعوا ذلك حتى لا تعلم قريش فيشتد أذاهم ؛ لأنه استعان عليهم بأعدائهم فلم تفعل ثقيف ، بل أرسلوا _سفاءهم_ و غلمانهم يقفون في و جهه في الطريق ، و يرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبه ، و كان زيد بن حارثة يدرأ عنه إلى أن انتهي إلى شجرة گرْمٍ و استظل بها ، و كانت بجوار بستان ل عتبة و شيبة ابني ربيعة القرشيين من أعدائه ، و كانا في البستان ، فكره رسول اللّٰه ﷺ مكانهما فدعا اللّٰه قائلًا :
( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، و هواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين و أنت ربي ، إلى من تكلني ، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي )… كما ورد في _سيرة ابن هشام _.
و العجيب فلما رآه ابنا ربيعة رقَّـا له و أرسلا إليه بقطف من العنب مع مولى لهم نصراني اسمه _عداس_ ، فلما ابتدأ رسول اللّٰه ﷺ يأكل قال : { بسم اللّٰه الرحمن الرحيم} فقال عداس : هذا كلام ما يقوله أهل هذه البلاد ، فقال عليه السلام : (( من أي البلاد أنت ؟ و ما دينك ؟)) فقال : نصراني من _نينوي _ و هي بلد عراقي على شاطئ دجلة ، أمامها مدينة الموصل _ فقال ﷺ (( قرية الرجل الصالح يونس بن متى عليه السلام )) قال و ما علمك بيونس ؟ فقرأ له من القرآن ما فيه قصة يونس فلما سمعه عداس آمن .
و أتى جبريل إلى الرسول برسالة من اللّٰه تعالى قائلًا :
(( إن اللّٰه أمرني أن أطيعك في قومك لما صنعوه معك )) فقال ﷺ : (( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ))
فقال جبريل : (( صدق من سماك الرءوف الرحيم )) .
و هذا و اللّٰه أعلم 🌺 🌼
إلى أن ألقاكم فى موضوع جديد عن #هجرة_الرسول ﷺ على مدونتي #بصمات_من_ياقوت_ومرجان سعدت بزيارتكم العطرة
و عنوان الموضوع القادم هو
#الاحتماء_بالُمطعِم_بن_عديّ_وفد_دوس
هناك 10 تعليقات:
المقال رائع بجد و عجبني جدا
ما شاء الله مجهود رائع بارك الله فيكم
جزاك الله خير الجزاء ربنا يجعله ف ميزان حسناتك
🌹🌹🌹
علية افضل الصلاة والسلام
وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم
آنار الله بصيرتك
احسنت مقال رائع
اثابك الله تعالى خيرا على تذكيركم بسنة الحبيب المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين
جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا
مقال رائع ومبدع وليك جزيل الشكر يا حبيبي الغالي
إرسال تعليق