آيهُ انشقاق القمر

 أراد المشركون تعجبز النبي فطلبوا منه أن يشق القمر فرقتين و هم يرون في أنفسهم أنه إن عجز عن تحقيق ما يطلبون فإن ذلك سيصرف عنه و بذلك تنتهي دعوته ، وشاء اللّٰه أن يحقق لهم ما طلبوا فشق لهم القمر شقين استجابة لطلب نبيه ، فقال ﷺ : اشهدوا . و قد روى هذه المعجزة عدد كبير من الصحابة كعبداللّٰه بن مسعود ، و عبداللّٰه بن عباس و غيرهما ، ورواها جمع غزير ، حتى صار حديثها متواترًا أو كالمتواتر ، و قد صرح القرآن بها في قوله : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ }{ القمر: ١} و لما رأى المشركون هذه الآية الكبري قال بعضهم لبعض : لقد سحركم محمد ، فأنزل اللّٰه فيهم : { وَإِن يَرَوْا۟ ءَايَةً يُعْرِضُوا۟ وَيَقُولُوا۟ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ }{ القمر : ٢} وروي أن بعضهم قال : فلننتظر الـسُّـفَّـار فإن رأوه منشقًّا فليس سحرًا ؛ لأن محمدًا لا يستطيع أن يسحر كل الناس ، فلما قدم السفار سألوهم فأخبروا أنهم رأوه منشقًّا ، و لكنهم مع ذلك ظلوا في طغيانهم يعمهون و جعلوا يطلبون منه آيات أخرى ، و لما كان اللّٰه يعلم أنه قد جاءهم من الآيات ما فيه الكفاية للتصديق و أنهم بما يطلبونه من المزيد متعنتون معاندون ، فلذلك لم يجبهم إلى ما سألوا و أنزل على رسوله الكريم: { وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ }{ الأنعام : ١٠٩ }

و مما يؤيد أنهم بما يطلبون لا يريدون الاهتداء بل التعجيز و العناد أن أحد زعماء الكفار قال : { اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }{ الأنفال : ٣٢} ، و لم يقل : إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه __ و من سنن اللّٰه أنه إذا حقق للأمم مطالبها من الآيات من رسلهم فلم يؤمنوا أهلكهم كما حصل لعاد و ثمود و غيرهم ، فلذا لم يحقق لهم ما طلبوا ، فقد كتب البقاء لهذه الأمة ، و قال تعالى : { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلْأَيَٰتِ إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلْأَوَّلُونَ } { الإسراء : ٥٩} أى فأهلكناهم . و لما رأى المشركون ضعفهم أمام قوة الإسلام و حججه و أن ما صنعوه من التعذيب و الإيذاء للمسلمين لم يأت بفائدة إذ لم يصرفهم عن الإيمان قيد أنملة فلهذا قرروا أن يتابعوا الإيذاء و يبالغوا فيه لعلهم يرجعون ، فقال رسول اللّٰه ﷺ لأصحابه : تفرقوا في الأرض فإن اللّٰه سيجمعكم فسألوه عن الجهة التي يهاجرون إليها ، فأشار عليهم بالحبشة ، كما يأتي ذكره في الموضوع القادم أن شالله 🌺 

عن #هجرة_ الرسول ﷺ __ ألا و هو #الهجرة_الأولى_إلى_الحبشة 

و هذا و الله أعلم 🌺

أرجو دعمكم لى ب المتابعه و الزيارة الكريمه 

دومتم و دامت أوقاتكم بالخير أن شالله 🌺🌺