المتابعون

الخميس، 1 فبراير 2024

الحلم الإسرائيلي نبتة شيطانية فى الشرق الأوسط Israeli dream


 

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

 تمتعت القدس بمكانة سامية عند المسلمين في شتي بقاع العالم الإسلامي و الذين توافدوا عليها طلبًا لجوار بيت المقدس ، تبركًا به ، واستجابةً لدعوة رسول اللّٰه ﷺ ( لا تُشَدٌ الرّحَالُ إِلاّ إلى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ : المَسجِدِ الحَرَام ، وَمَسجِدِي هَذَا ، وَالمَسجِدِ الأقصى ).

فالقدس الشريف عاصمة الأديان الثلاث فهي : مهد المسيح عليه وعلى أمه السلام ، وفيها كان النبي محمد بن عبداللّٰه إمامًا للرسل والأنبياء ، ومنها عرج إلى السماء السابعة ، وهي أمانة عمر بن الخطاب ، وإنها عبق التاريخ .

و تعتبر قضية القدس جزءًا جوهريًّا من النزاع العربي الصهيوني الذي كان نتاجًا طبيعيًّا لنشوء الصهيونية العالمية ، ( وهي فكرة احتلالية استعمارية نشأت في أوروبا في منتصف القرن 19 إبان صعود حركة الاحتلال الغربية ، ثم تبلورت إلى حركة سياسية منظمة في أواخر ذلك القرن ، هذا التحول قام على أساس مزج الدين بالقومية ؛ فحولت اليهودية من مجرد ديانه سماوية إلى رابطة سياسية / دينية ، تهدف إلى جمع يهود العالم في دولة يهودية تجمعهم ، وقد استقر الصهاينة على أن تكون أرض فلسطين هي المكان الذي ستقوم عليه دولتهم ، بدعوي أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله به شعبة المختار ).

و مانتج عنها من حروب وأزمات فى منطقة الشرق الأوسط ودور الدول التي سمها العرب بالعظمي فى نسج أحداث المنطقة ، و تتمحور قضية فلسطين حول شرعية دولة الكيان الصهيوني واحتلالها للأراضي الفلسطينية خلال عدة مراحل ، وحول قضية اللاجئين و المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين ، وحول عمليات المقاومة ضد المحتل ، والقرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة ؛ فقضية فلسطين هي قضية العالم التي لم يستطع حلها حتى الآن.

وقد أطلق على الفترة التي شهدت موجات هجرة اليهود الصهاينة إلى فلسطين - بـعـصـر الاستيطان- و التي تعاونت فيها أجنحة الصهيونية العالمية من أجل التخلص من السكان الأصليّين من العرب وتغييبهم ، وتبين الطرق المختلفة التي لجأت إليها قوات المستوطنين لطرد الفلسطينيين و سحقهم .

ومن المحقق أنه كان لدي الكيان الصهيوني مخطط واضح يعود إلى ما قبل تأسيس دولتهم ، عندما أقر -مؤتمر بازل- عام ( 1897 م) إنشاء إسرائيل الكبري ، ويرتكز هذا المخطط على قاعدتين أساسيتين : الأولى : تهويد الأرض ، و الثانية تهويد السكان .

وفيما يتعلق بتهويد الأرض ، فقد صدرت عدة قوانين تهدف إلى مصادرة الأراضي ، وطرد الفلسطينيين منها ، واعتبرت اللغة العبرية لغة رسمية إلى الجانب اللغة العربية و الإنجليزية ، وترك للوكالة اليهودية إدارة المعارف و المدارس اليهودية بينما إدارة المعارف والمدارس العربية فبيد الإنجليز ، وكتب على الطوابع و النقود عبارة [ أرض إسرائيل] بجانب كلمة فلسطين بالعربية و الإنجليزية.

و أعطي اليهود مساحات شاسعة من أراضي الدولة ، وأغلق البنك الزراعي الذي كان يقرض الفلاحين إبان العصر العثماني ، وضيق عليهم الخناق ، وحجز على أراضيهم ومواشيهم حتي يسددوا القروض ، وأرهقهم بزيادة الضرائب حتي يضطروا لبيع أراضيهم لدفع تلك الضرائب ، أو تأمين معيشتهم .

سهّل لليهود شراء الأراضي في شمال فلسطين بين منطقة الجليل و جبال نابلس ، و مساحات أخري في وادي الحوارث ( شمال غرب طولكرم ) ، وفتح باب الهجرة لليهود وتجنيس من يشاء منهم بالجنسية الفلسطينية.

أما سياسة تهويد السّكان ، فعملوا على التفريغ السكاني للمنطقة بإحلال يهود محل العرب ، وبالتالي يسهل إعادة ترتيب المدنية على أسس ديمغرافية وسكانية جديدة ، ثم بدأ النزوح اليهودي من شتي البقاع إلى أرض فلسطين ، مُدَّعِينَ أحقيَّتَهم التاريخية و الدينية في هذه الأرض.

 ومن هنا تلاقت على أرض فلسطين مطامع الصهيونية العالمية بالاستعمار الأوربي المتمثل في بريطانيا التي تبنت المشروع الصهيوني الاستيطاني ، و العمل على إقامة كيان صهيوني على أرض الأنبياء.

و هكذا فإنّ الحركة الصهيونية أولًا ، ثمَّ اليهود ثانيًا ، لا يستطيعون تجاهل الاعتراف بفضل بريطانيا في جعل قضيتهم حاضرة على أولويات سلم الساسة الأوروبيّين أولًا ثم الأمريكيين ثانيًا، كما عليهم الاعتراف كذلك بفضلها في اختلاق دولة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية عام ( 1948م ) ؛ فلولا هذا الفضل لمَا وُضِعت هذه الدولة على الخريطة الجيوساسية لمنطقة الشرق الأوسط - سايكس بيكو- وأصبحت فيما بعد لاعبًا أساسيًّا فيها ، ذلك أنه مهما أوتي قادة الحركة الصهيونية من براعة ، فالدور البريطاني كان بمثابة الشريان الرئيس الذي اندفعت من خلاله الطموحات الصهيونية اليهودية بقوة ، لتجد بعد ذلك كل المعوقات وقد بدأت بالتلاشي بخطًى حثيثة ، نحو الهدف المنشود في إقامة تلك الدولة. 


حيث طالبوا خلال تلك الفترة بإعادة اليهود إلى فلسطين مرورًا بمنتصف القرن التاسع عشر عندما أضحت فلسطين محط اهتمام الحركة الصهيونية ، وتعاطف بريطانيا العظمي مع اليهود في إقامة وطن لهم في فلسطين ، و الثابت تاريخيًّا أنّ انعقاد المؤتمر الأول بمدينة بازل في سويسرا عام 1897م ، و الذي ضمَّ كل التجمعات الصهيونية في العالم ، كان بمثابة الإعلان الأول لإنشاء دولة لليهود في فلسطين ، فمن خلاله تم وضع اللبنات الأولى و المقومات الأساسية الضرورية لقيام تلك الدولة على أرض الواقع ، وظهر ذلك جليًّا من خلال تحديد المؤتمر لأهدافه ، و التي كان من أهمها خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام و بالتالى فإن فكرة إنشاء دولة يهودية في فلسطين كانت الأساس لدي قادة الفكر الصهيوني ، و على رأسهم - هرتزل - لذا كان من أولوياتهم تقوية الوعي القومي عند يهود العالم ، كما لو كانوا جميعًا من أصولٍ واحدة متحدة ، يجمعهم نسب متأصّل ولغة واحدة متفقين عليها.

و مع انتهاء حرب 1984م باحتلال إسرائيل مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية ، بدأت في تنفيذ مخططاتها بتفريغ تلك المساحات من سكانها العرب البالغ عددهم في ذلك الوقت 156 ألف فلسطيني تمسكوا بأراضيهم و لم يتركوها ؛ فأصبحوا يعيشون في ظل احتلال صهيوني بغيض ، تركز معظمهم في الجليل شمال فلسطين بنسبة 60٪ ، وفي منطقة المثلث ( نابلس ؛ طولكرم ؛ جنين ) بنسبة 30٪ و بنسبة 10٪ في منطقة -النقب- و بئر السبع جنوب فلسطين.

ويتنوع المستوطنون الصهاينة ما بين كونهم متديّنين متطرفين ، وبين كونهم مستوطنين ؛ بدوافعَ اقتصادية في المستوطنات سواء أكانت الحوافز عامّة أو خاصة مُقدمة من الحكومة ، ويرتكز معظمهم في المناطق المحيطة بالقدس الشريف.

كما يلعب المستوطنون دورًا مميّزًا في السياسة في الكيان الصهيوني ، حيث أن مناصرتهم للأحزاب أو انضمامهم إليها في تشكيلاتها الحكومية مرتبط بسياسات هذه الأحزاب و التشكيلات فيما يخص الاستيطان.

و يشُكّل المستوطنون المتدينون أكثر من مئة و ثلاثين الفًا من أصل نصف مليون مستوطن ، ولكن أفعالهم وتأثيرهم يفوق حجمهم ؛ حيث يمثلون كتلًا برلمانية في مجالسهم التشريعية و الذين يرغبون على إبقاء العرب في حالة شبه مستعمرين .

ولم يكتفِ هؤلاء بهذا المخطط الشيطاني و هو التفريغ السكاني ، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك و هو الأنقضاض على المعالم الأثرية -الأسلامية - والمسيحية - و محاولة إما تهويدها ، أو طمس معالمها .

وإن كان المجتمع الدولى المتمثل في الأمم المتحدة حاول وقف هذا العبث ، فأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عدة قرارات أدانت فيها الكيان الصهيوني ، واعتبرت تلك الإجراءات بأنها غير شرعية ، وطالبتها بالغائها ، ويأتي على رأس هذه القرارات قرار رقم ( 2253 ) الصادر عام 1967 م ، وقرار مجلس الأمن رقم ( 252 ) لعام 1986 م و غيرها من القرارات ، إلا أن الكيان الصهيوني في كل الأحوال لم يذعن لتلك القرارات وبخاصة فيما يتعلق بالقدس ، أو حتي بجيرانها ، وهذا بدوره يلقي بظلالٍ من الشك و الريبة تجاه هذه المؤسسة الدولية ، وخفايا علاقتها بالكيان الصهيوني .

وعلى الرغم من ذلك فإن الاحتلال الصهيوني مستمر في مسلسل التحدي ، ماضِ في طريقة لتحقيق هدفه المنشود ، وهو طمس القضية الفلسطينية معتمدًا على مساندة الدول الاستعمارية مثل بريطانيا و فرنسا و ألمانيا و إسبانيا و البرتغال و الولايات المتحدة الأمريكية.

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼


السبت، 27 يناير 2024

الحق العربي و المزاعم الصهيونية بالقدس_ Jerusalem



الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

هي المدنية المقدسة ، و مدينة السلام وزهرة المدائن و دُرّتها ، من أقدم مدن العالم ، عربية المنشأ و التكوين ، إسلامية الهُويّة ، تضرب جذورها العربية في أعماق التاريخ منذ ستة آلاف عام ، عروبتها حقيقة تاريخية راسخة ثابتة لا تقبل التغير أو الشك أو التأويل ، مهبط الأنبياء والرسل - عليهم السلام - ، ومسرى خاتم الأنبياء و الرُّسُل سيدنا محمد ﷺ فيها ثالث الحرمين و أولى القبلتين ، مدينة صنعت التاريخ و صُنِع فيها التاريخ ، عاصمة دولة فلسطين الحرة الأبيَّة.

عروبة المنشأ و التكوين 

إنَّ تاريخ القدس لا ينفصل عن تاريخ أرض كنعان العربية       ( فلسطين ) ، الذين هاجروا من شبة الجزيرة و استقروا بأرض فلسطين في الألف الرابع قبل الميلاد و صارت تعرف البلاد بأرض كنعان أو بلاد كنعان ، و أقاموا فيها حضارتهم العربية ، واشتهروا بالزراعة و التجارة و صناعة الأواني الفخارية و صناعة النسيج و الزجاج ، وقد أكد ذلك ماورد فى الشواهد الأثرية القديمة ، وقد شهد الساحل الجنوبي الغربي لأرض كنعان _من غزة إلى يافا _ في القرن الثاني عشر قبل الميلاد هجرة إحدى قبائل جزيرة كريت بالبحر المتوسط قبائل          ( البِلست ) وانصهارهم في الحضارة الكنعانية التي أفادوا من ازدهارها ، وقد جاء ذكرهم في الكتابات الأثرية فى القرون الأخيرة قبل الميلاد ، ثم أطلق مؤرخو الغرب فى القرن الرابع الميلادي - كهيرودوت - و من بعده اسم ( بلستين ) على ساحل أرض كنعان ثم على كامل البلاد ، من باب إطلاق اسم الجزء على الكل فاشتهرت به بعد ذلك ، ثم تم تعريبها إلى      ( فلستين ) ثم ( فلسطين ) ، و من هنا صارت أرض كنعان تعرف بفلسطين ، ولفظ ( كنعان ) في اللغة العربية القديمة تعني خشونة الأرض ؛ و لذلك اشتهر أهلها بالصلابة و القوة و شدة البأس ★(1).

وقد تأسست مدينة القدس فى الألف الرابع قبل الميلاد على يد العرب اليبوسيين و هم إحدي قبائل العرب الكنعانيين ، وقد اختار اليبوسيون موقعًا مميزًا لإنشاء مدينة يبوس ( القدس ) بوسط أرض كنعان ( فلسطين ) على أحد التلال المطلة على قرية ( سلوان ) بفلسطين ، و مكان محصن من ثلاث جهات ، و أقاموا حولها سورًا منيعًا لتحصينها ، فامتازت منذ القدم بموقعها الجغرافي المميز و الاستراتيجي المحصن المنيع ، بسبب مناعتها الطبيعية ضد الغزو ★(2) ، فهي بذلك من أقدم المدن العربية و العالمية حيث بلغ عمرها ستة آلاف عام.

و قد تعدد أسماء مدينة القدس بتعدد الأزمان و الشعوب التي تعاقبت على استيطانها فعرفت في بداية تأسيسها باسم بُـنـاتِـهـا الأوائل و هم اليبوسيون ، فأطلق عليها مدينة         ( يبوس ) ، و صار علمًا عليها حتى مطلع القرن الحادي عشر قبل الميلاد ، كما عرفت باسم ( أورو سالم ) ؛ أي مدينة السلام نسبة إلى سالم إلـه السلام لدى الكنعانيين ، و قيل نسبة إلى القائد اليبوسي العربي - سالم أو ساليم - الذي أشرف على بنائها ، و قد ذكرت بهذا الاسم فى النصوص الأثرية القديمة مثل : ( الهيروغليفيه و الآشورية ) ، و إليه يرجع المسمي الإفرنجي ( جيروزاليم Jerusalem ) و الذي تم تحريفه إلى ( أورشليم ) ، كما عرفت مدينة القدس فى العصر اليوناني باسم ( قاديتس ) و هو اسم مشتق من مسماها العربي ، كما عرفت في العصر الروماني بــ ( إليا كابيتولينا ) نسبة للقب عائلة الإمبراطور الروماني ( إيليوس هادريان ) ، و تعني مدينة إيليوس العظيمة ، ثم عاد مسماها لبيت المقدس و القدس عقب الفتح الإسلامي لها على يد عمر بن الخطاب _رضي الله عنه _ عام ( ١٥ هجرية = ٦٣٦ ميلادية )★(3) ؛ و هكذا نرى أن أسماء القدس عربية أو مشتقة منها ، و لم يكن يومًا لها أي مسمى عبري أو تابع لبني إسرائيل.

الشواهد الأثرية تؤكد عروبة القدس و تدحض المزاعم الصهيونية

كما تؤكد الشواهد الأثرية - بما لا يدع مجالًا للشك - على عروبة القدس من حيث المنشأ و التكوين و الحضارة ، و منها - على سبيل المثال لا الحصر _: ( عين سلوان )


و هي البئر التي حفرها اليبوسيون ؛ للوصول الى نبع الماء و تقع على مسافة ثلاث مئة متر من الزاوية الجنوبية الشرقية للحرم القدسي الشريف ؛ و أطلق المقدسيون عليها ( أم الدرج ) ؛ لأنَّ الوصول إليها يتم عن طريق دَرَج أو سلم ، و قد قام الخليفة عثمان بن عفان _ رضي الله عنه _ بوقف مياه العين على فقراء مدينة  ( القدس ) ، كما عثر علماء الآثار على أجزاء كبيرة من الأسوار و المنشآت العسكرية اليبوسية القديمة ، مثل ( حصن يبوس ) أقدم أبنية المدينة ، وقد شيده اليبوسيون على القسم الجنوبي من الهضبة الشرقية ، و شيدوا في طرف الحصن برجًا عاليًا للسيطرة على المنطقة ، وأحاطوا الحصن بسور ، كما عثر الآثاريون على مجموعة من الأدوات منها : أواني الطهي ، و السهام العربية ، و غير ذلك من الأدلة و الشواهد مما يؤكد الأصول العربية للحياة في القدس ، و ما اكتشفه علماء الآثار في منتصف القرن العشرين من لوحات طينية مكتوبه باللغة الكنعانية بالقرب من القدس ، يرجع تاريخها إلى ٢٥٠٠ قبل الميلاد ، و هذا بالإضافة إلى ذكر اسمها اليبوسي الكنعاني العربي في الكتابات المصرية القديمة بــ      ( لوحات تـل الـعـمـارنة ) ، و نصوص التوراة المليئة بما يؤكد عروبتها ووجودها قبل ظهور بني إسرائيل بمئات القرون ★(4) ، و حينما خضعت أرض كنعان لمصر في القرن الخامس عشر قبل الميلاد ، كان المصريون يطلقون على القدس اسمها اليبوسي ( يابيشي ) تارة و اسمها الكنعاني ( أوروسالم ) تارة أخري ★(5).

علاقة بني إسرائيل بالقدس.

لم يكن لبني إسرائيل أدني علاقة بنشأة القدس ، و كان وجودهم حولها و فيها طارئًا و عابرًا لفترات وجيزة لا تمثل ولو حلقة فى عقد زمانها التليد ؛ حيث يعود نسب بني إسرائيل إلى سيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام - ، و سيدنا إبراهيم عاش فى جنوب ( العراق ) في القرن التاسع عشر قبل الميلاد ، وقد ارتحل إلى أرض كنعان ( فلسطين ) فأكرم العرب الكنعانيون و فادتة و أطلقوا على مدينة ( حبرون ) التي نزل بها اسم مدينة ( الخليل ) تكريمًا له ، و عرف مع أتباعه ( بالعبرانيين ) ( نسبة لعبروهم نهر الفرات قادمين من العراق ) ، أما أبناء يعقوب ( الأسباط ) فهم الأصل الذي ينتسب له بنو إسرائيل وهؤلاء عاشوا فى القرن الثالث عشر قبل الميلاد حيث ارتحلوا إلى ( مصر ) و كانت محتلة من الهكسوس ، و استمروا حتى عصر سيدنا موسى -عليه السلام ، ثم انتقلوا عقب وفاته وقضاء فترة التيه إلى أرض كنعان كغزاة تحت قيادة ( يوشع بن نون )★(6).

وظل بنو إسرائيل متفرقين على أطراف أرض كنعان ( فلسطين ) حتى جاء عصر سيدنا داود -عليه السلام - نهاية القرن الحادي عشر قبل الميلاد ، و يُعدُّ أول من وحَّد بني إسرائيل وأقام ملكًا على جزء من أرض كنعان عام ( ١٠٠٠ قبل الميلاد ) تقريبًا استمر أربعة عقود مُتّخذًا من مدينة يبوس.    ( القدس ) قاعدة لملكه و أقام بها حصنًا عرف بحصن داود ، ثم انتقل الملك من بعدة إلى ابنه سليمان - عليه السلام - واستمر لثلاثة عقود ، وكان اليبوسيون فى عهد مملكة داود و سليمان يعيشون فى مدينتهم يبوس ويقومون على إدارتها كما كانوا من قبل ، ثم تشتت ملك سليمان - عليه السلام - من بعده و تفرق أبناؤه ★(7) ؛ و عمت الصراعات بينهم حتى وقعوا تحت سيطرة الأشوريين و البابليين فتم أسرهم جميعا وتدمير جميع مقدساتهم و إزالة مبعد سليمان فيما عرف بالشتات البابلي عام ( ٥٨٦ قبل الميلاد ) ، ثم عاد بعضهم مرة أخرى إلى أرض كنعان ( فلسطين ) في العهد الفارسي و أقاموا معبدًا على غرار معبد سليمان ، ثم وقعت البلاد تحت سيطرة العديد من الإمبراطوريات الغربية القديمة وآخراها الرومانية ، و فيها ولد ( الـمـسـيـح ) -عليه السلام - في بيت لحم ، و فيها انتهي عهد بني إسرائيل بالقدس و فلسطين بشكل قطعي ؛ لأثارتهم القلاقل و القيام بثوارت عصيان ضد الرومان ، حيث تم القضاء عليهم وإزالة المعبد من الوجود تمامًا و تدمير مقدساتهم و كل ما يرمز لهم عام ( ١٣٥ بعد الميلاد ) على يد الإمبراطور          ( هادريان ) فيما يعرف بالشتات الروماني أو الشتات الأخير ، حيث حُرِّم على اليهود الوجود في( إيليا ) اي القدس منذ ذلك الوقت ففرَّ من نجا منهم إلى مختلف المدن الأوروبية ، وقد قدر تعدادهم _وقتئذ_ بأربعين ألف يهودي ، وظلت مدينة القدس في يد الرومان حتى تم فتحها على يد سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عام ( ١٥ هجرية = ٦٣٦ميلادية ) ★(8)

وختاما ومما سبق يتبين لنا أن مدينة القدس عربية المنشأ والتكوين ، و يكشف بطلان الزعم الذي يتم ترويجه زورًا و بهتانًا ، بأن بني إسرائيل لهم صلة بها وبنشأتها ، فقد تم تأسيسها على يد العرب اليبوسيين في الأف الرابع قبل الميلاد ، فسبقت نشأتها العربية ميلاد إبراهيم -عليه السلام - بأكثر من عشرين قرنًا من الزمان ، و سبقت ميلاد أبناء يعقوب -عليه السلام - الذين ينتسب إليهم بنو إسرائيل بأكثر من سبع و عشرين قرنًا من الزمان ، وسبقت عصر سيدنا داود وابنه سليمان - عليهما السلام- بأكثر من ثلاثين قرنًا من الزمان ، و أن الوجود العربي فيها لم ينقطع على مدار الزمان .

و يتضح أن وجود بني إسرائيل في أرض كنعان ( فلسطين ) ويبوس ( القدس ) كان وجودًا طارئًا على أطراف البلاد ، و أن النبي موسى -عليه السلام - الذي ينتسب إليه اليهود ولد و عاش و مات في مصر فترة وجود بني إسرائيل بها دون أن يرى القدس ، و لم يكن لهم ملكًا فيها سوى في عهديّ داود وابنه سليمان -عليهما السلام- و لم يتجاوز سبعة عقود من تاريخها الذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ منذ ستة آلاف عام ، مما يؤكد الحق العربي ويدحض المزاعم الصهيونية حول أحقيتهم فيها.

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

★الـمـراجـع.___________________________

★(1) فلسطين أرض الحضارات ، شوقي شعث ، دار الأوائل للنشر و التوزيع ، دمشق ، 2000م ،ص 8؛9 ؛ اليهود أنثروبولوجيا ، دار الهلال ، 1996م ، صـ 55 ؛ 56 ؛ تاريخ فلسطين القديم ( 1220 قـ .م - 1359 م ) منذ أول غزو يهودي حتى آخر غزو صليبي ، ظفر الإسلام خان دار النفائس - بيروت ، طبعة ثالثة 1401 هـ = 1981 م ، صـ 15؛ 19.

★(2) القدس عربية إسلامية ، د/ سيد فرج راشد ، دار المريخ للنشر الرياض ، 1406 هـ =1986 م ، صـ 29 ، ملامح من تاريخ القدس عبر العصور ، القدس عبر التاريخ دراسة جغرافية تاريخية أثرية للمدينة المقدسة ، مخائيل مكسي ( د.ن ) 1972 م صـ6 ، لجنة التاريخ والحضارة بهيئة كبار العلماء 1442ه‍ـ =2021 م صـ 9.

★(3) تاريخ القدس ، عارف باشا العارف ، دار المعارف ، القاهرة ، الطبعة الثانية ، 1994 م ، صـ 11 ، 167 ، القدس الشريف حقائق التاريخ و آفاق المستقبل ، د/ محمد على حُلّة ، 1421هـ = 2001 م ؛ صـ 9 ، 10 ؛ القدس عربية إسلامية صـ 27 ، 28.

★(4) يُنظر : ملامح من تاريخ القدس عبر العصور ، صـ 37: 38 ، القدس عربية إسلامية ، صـ 46 .

★(5) تاريخ القدس عارف باشا صـ 13.

★(6) ملامح من تاريخ القدس عبر العصور صـ 17 ؛ 21.

★(7) حيث انقسم أبناؤه إلى قبيلتين : قبيلة إسرائيل ، و قبيلة يهوذا ، ومنها نشأ مصطلح اليهود بدلًا عن مصطلح بني إسرائيل.

★(8) القدس الشريف حقائق التاريخ وآفاق المستقبل ، صـ 11 ، 13 ؛ القدس عربية إسلامية ، صـ 54 ، 56 ؛ تاريخ القدس ، عارف باشا ، صـ 14 ، 40.
 

الجمعة، 26 يناير 2024

موريتانيا دولة عربية في أفريقيا Mauritania


 

موريتانيا الدولة العربية التي لا تعرفها

في بطولة امم افريقيا اللي قبل اللي فاتت ، الاخ مدحت شلبي استضاف ضيف موريتاني ودار الحوار الاتي :

مدحت شلبي :بس انت بتتكلم عربي حلو جدا اتعلمته فين

الضيف قاله : احنا بلد عربي!

مدحت شلبي قاله آه علشان كده بتتكلم عربي كويس 😌

ودا المفروض انه اعلامي ووش قفص منظومتنا وكده ، ومنعا ان اي حد يقع في الفخ المهبب ده فنقول شوية معلومات عن واحده من اعظم واجمل البلدان العربية و الإسلامية وحط الف خط تحت كلمة إسلامية دي 

------------------------------

1 - موريتانيا هي معقل اللغة العربية والشعراء ، لدرجة انها تلقب ببلد المليون شاعر ، اهتمامهم باللغة العربية يقارب اهتمامنا بعوجة لساننا وتعلم الامريكان اكسنت عشان نبقى جامدين موت 

2 - لما ربنا سبحانه وتعالى قال " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ( الحِجْر-٩) تقريبا اهلنا في موريتانيا حطوا الاية دي قدام عينيهم دستور ، واللي عايز اقولهولك ان مفيش دولة اسلامية في الكوكب عندها عدد حفظة القرأن الكريم اللي موجودين في موريتانيا الحبيبة ؛ نشاط تحفيظ القرأن هو اعظم نشاط تربوي ترفيهي دعوي في موريتانيا ، لدرجة ان أكواخ تحفيظ القرأن في الشوارع الموريتانية اكتر من اكشاك السجاير والقهاوي عندنا في مصر ؛ نادر جدا انك تلاقي موريتاني مسلم ومش حافظ نص القرأن على الاقل ، الاطفال في الصيف بيصحوا من قبل الفجر في الاجازات بيروحوا علي الكتاتيب بتاعتهم ، تبدأ عملية التدريس قبيل صلاة الصبح وتتواصل حتى الثامنة أو التاسعة صباحا وبعدين يرجع الأطفال إلى ذويهم لتناول الفطور بعدين يرجعوا من جديد إلى الكتاتيب لكتابة الدرس اليومي ؛ بعدين تبدأ عملية القراءة حتى الساعة 11 ، و يعاودون الكرة بعد صلاة الظهر وقبيل العصر يعودون لمنازلهم على أن يعودوا للمذاكرة الليلة قبل صلاة المغرب لـ يختموا بذلك يومهم الاطفال الكتّاب بالنسبة ليهم هو النادي و البلايستيشن بالنسبة لاطفالنا ، نشاط بيمارسوة  بحب وشغف غير طبيعي .

3 - موريتانيا خرجت علماء مسلمين عظام ، لكن اقربهم و اعظمهم في قلبي هو مولانا الامام محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ولك ان تتخيل ان من تلاميذه كان الامام بن باز رحمه الله تعالى ؛ الامام محمد الامين الشنقيطي رحمه الله وصف بأنه أعلم اهل الأرض في زمانه وقيل عنه "هو آيةٌ في العلم والقرآن واللغة وأشعار العرب " ، ولو سئل عن أي مسألة ولم يجب عنها فلا أحد يبحث لأن مسألته لأن تجد لها اجابة .

4 - اتسمت موريتانيا ببلاد "المرابطين " نسبة الي الدولة المرابطية 1147-1056 واللي حكمت مناطق كبيرة من شمال افريقيا والاندلس وقامت بإعادة الأندلس مرتين في عصر ملوك الطوائف.

5- سميت ببلاد "شنقيط " و هذا كان اسمها القديم الي ان غيره الاحتلال الفرنسي الي "موريتانيا " وهي تحريف لاتيني لكلمة "أتمورتناغ" الأمازيغي، وينطق أيضا "مُورْتَنَّا" ومعناه: أرْضُنَا.


6 - اسمع النشيد الوطني الموريتاني وتمعن في جماله :


بلاد الأباة الهداة الكرام وحصن الكتاب الذي لا يضام

أيا موريتان ربيع الوئام وركن السماحة ثغر السلام

سنحمي حماك ونحن فداك ونكسو رباك بلون الأمل

وعند نداك نلبي أجل

بدور سمائك لم تحجب وشمس جبينك لم تغرب

نماك الأماجد من يعرب لإفريقيا المنبع الأعذب

رضعنا لبان الندى والإبا سجايا حملن جنى طيبا

ومرعى خصيبا، وإن أجدبا سمونا، فكان لنا أرحبا

سقينا عدوك صابا ومرا فما نال نزلا ولا مستقرا

نقاومه حيث جاس ومرا نرتل إن مع العسرا يسرا

قفونا الرسول بنهج سما إلى سدرة المجد فوق السما

حجزنا الثريا لنا سلما رسمنا هنالك حد الحمى

أخذناك عهدا حملناك وعدا ونهديك سعدا لجيل أطل

سنحمي حماك أسارى هواك ونكسو رباك بلون الأمل.

و بالمناسبة النشيد الوطني الموريتاني من تلحين الموسيقار المصري وسام فارس ، وقلدته موريتانيا تكريما له لتلحينه النشيد الوطني الجديد للبلاد والذي وضعه بناء على تعاون دبلوماسي وثقافي بين القاهرة و نواكشوط.

حفظ الله بلاد الاباة الكرام ،

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

🌼🌼


الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

مخططات التهجير الصهيوني Zionist displacement plans







الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 
السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته
لم تكن مخططات التهجير الصهيوني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وليدة الحرب الأخيرة ، بل إنها أسقطت ورقة التوت التي كانت تتخفي وراءها الحكومات الصهيونية المتعاقبة لإيجاد حل لمشكلة غزة ، التي تعد قنبلة شديدة الانفجار ، تتفجر في وجه الكيان الصهيوني من حين لآخر - لا سيما - بعد الانسحاب منه منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة فيما يعرف بخطة الانفصال .
حاول الخبراء الإستراتيجيون و العسكريون الصهيوني إيجاد حل جذري للتخلص من قطاع غزة بهدف إعفاء الصهاينة عن مسئولياتها ، رغم أن القطاع ما زال قابعًا تحت وطأة الاحتلال ، و من بين تلك المحاولات المخطط ، الذي تزامن طرحه مع عرض خطة الانفصال الصهيونية عن قطاع غزة أثناء حكومة أرئيل شارون_ الذي طرحة العميد جيورا أيلاند رئيس ه‍يئة الأمن القومي في حينه ، ففي السادس من مايو عام ٢٠٠٤ م أماطت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ، اللثام عن تفاصيل خطة أيلاند ؛ و التي سبق وأن تحدثنا عنها في موضوع سابق للمتابعه {  مخطط الإذابة أو مخطط إيلاند  } .
و كانت تفاصيل هذه الخطة تنص على قيام مصر بتخصيص مساحة ٦٠٠ كيلو متر مربع للفلسطينيين ، بطول ٣٠ كليو متراً داخل عمق سيناء ، بما في ذلك الشريط الساحلي في مدينة العريش ، في المقابل أن {{ تحصل مـصـر على مساحة بديلة تبلغ ٢٠٠ كيلو متر مربع من صحراء النقب ، با لإضافة إلى نفق يربط مصر بالأردن بوصلة برية تحت السيادة المصرية }} و في المقابل مميزات سوف يحصل عليها الـأردن و هي : {{ حرية الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط عبر النفق البري و ميناء غزة ، كما ستحصل المملكة العربية السعودية و العراق على إمكانية الوصول إلى البحر الاحمر المتوسط بنفس الطريقة }}_*(1).
و لكن بعد مرور نحو تسعة عشر عامًا ، و في ظل إدراك الشعب المصري و العالم العربي لأبعاد هذا المخطط الصهيوني ورد الفعل القوي الذي انعكس من خلال تصريحات بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي و كل أفراد المجتمع المصري أن هذا لم ولن يكون.
و إن كان تهديدهم بالحرب فى حال تنفيذها للتهجير القسري للفلسطينيين ، دفع أيلاند للتخلى عن مخططه ، و يزعم في إطار تصريحات صحفية تعقيبًا على الحرب الأخيرة في قطاع غزة التعامل مع غزة بعد انتهاء الحرب يتعين أن يكون كتعامل الحلفاء مع ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
لا أقول : إنه على الكيان الصهيوني أن يدمر قطاع غزة بالكامل ، يمكن للمجتمع الدولي أن يؤسس نظامًا آخر في غزة ، ربما حتى على غرار ما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، بعد هزيمة العدو كان هناك نهج معاكس من قبل المنتصرين و سنكون أكثر من سعداء لتقديم مثل هذا الشيء ، و السلطة الفلسطينية ليست قوية بما فيه الكفاية بمفردها للمجيء إلى غزة ، ستحتاج إلى مساعدة من دول عربية مثل مصر و قطر و الإمارات و المملكة العربية السعودية و غيرها لمنحها الحزم المالية لإعادة بناء ما تم هدمه ، حسب ما جاء في صحيفة يديعوت أحرونوت ، *(2).
أن الموقف الحاسم لكل مصري و عربي من فكرة التهجير الصهيونية للفلسطينيين إلى سيناء ، دفع عدد آخر من الأصوات الصهيونية للخروج و توجيه انتقادات حادة لحكومة نتنياهو ودعوتها لعدم إغضاب مصر و شعب مصر ، و من بين تلك الأصوات الدبلوماسية ، مايكل هراري سفير الكيان الصهيوني السابق لدى قبرص ، في تحليل أخباري نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت ، بتاريخ ٢١ من أكتوبر ٢٠٢٣ م ، تحت عنوان { يجب على نتنياهو أن ينكر _ علنًا _ أية نية لدفع الفلسطينيين إلى مصر ، بأن علاقة الكيان الصهيوني و مصر تمرّ بواحدة من أخطر و أصعب المنعطفات خلال العقود الأربعة الماضية ، سواء بسبب الحرب على غزة أو الدعوات الصهيونية لسكان شمال قطاع غزة لمغادرة منازلهم ، و الانتقال إلى الجنوب ، حيث ينظر إليها في القاهرة و الأردن على أنها بداية انتقال محتمل لأراضيهم ، وزاد من حدة غضبهما تلك التصريحات غير الرسمية و غير المسئولة لمسئولين صهيونيين دعوا الفلسطينيين للفرار من القطاع إلى سيناء }.
ولا حتواء غضب الشارع المصري الذي ثار داخل كل واحد منا نحن ، طالب السفير هراري حكومة نتنياهو بأن توضح فورًا ، من خلال قنوات علنية و سرية بطريقة واضحة ، أن إسرائيل لا تسعى لدفع الفلسطينيين نحو مصر ؛ لأن التحرك البري و تفاقم الوضع على الأرض قد يزيد صعوبة الأمر للدول العربية التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني ، و الضرر الذي يلحق بالعلاقات مع مصر قد يؤثر على دول أخرى ، و على رأسها في المقام الأول الأردن ؛ كما جاء في صحيفة جلوبس الاقتصادية العبرية*_(3).
و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺
إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 
  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان
  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼
  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 
جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
*مراجع __________________________________
*(1)- دراسة بعنوان ( التمنية في سيناء .. بين التهديد ورد الفعل ) جابي سيبوني ورام بن باراك ، معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل ومركز (( سابان saban )) لسياسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينجز Brookings بواشنطن ، يناير ٢٠١٤ م.
*(2)- مقال بعنوان ( خطة أيلاند للتسوية الشاملة في الأراضي المحتلة ) صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ، بتاريخ ٦_٥_٢٠٠٤م .
*(3)- صحيفة جلوبس الاقتصادية العبرية أنظر الرابط التالي: 

الجمعة، 15 ديسمبر 2023

سيناء و الفكر الصهيوني Sinai and Zionist thought


الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

كانت و ما زالت شبه جزيرة سيناء تمثل جزءًا أصيلًا من الفكر و الأيديولوجية الدينية اليهودية ، و ما أن لبثت حتى أصبحت قاعدة أساسية من قواعد الفكر الصهيوني الذي على أساسة قامت الحركة الصهيونية التي عقدت مؤتمرها الأول في مدينة بازل السويسرية عام _ ۱۸۹۷_ م ، و دعت خلاله في بداية الأمر إلى إقامة وطن قومي لليهود على أرض سيناء ، باعتبارها الأرض التي شهدت أهم مراحل التاريخ اليهودي. 

تذكر المصادر أن اليهود الصهاينة سعوا قبل استيطانهم الاحتلالي لأرض فلسطين إلى إقامة وطن لهم في شبه _جزيرة سيناء_ ، فيما عُرف بمشروع( العريش ) ، و كان مشروعًا محببًا إلى مؤسس الحركة الصهيونية« تيودور هرتزل » ، الذي كان يرى أن نجاح مشروع العريش يعتمد على دعم وزارة المستعمرات البريطانية ، و يعتمد كذلك على إمدادات مائية من- نهر النيل- ، سعى هرتزل لوضع هذا المشروع تحت حماية البريطانيين و رعايتهم على أنه مشروع استيطاني مستقل مستغلًا وجود : ( اللورد كرومر ) حاكم مصر العسكري الفعلي آنذاك.

و في ذلك الوقت و بـالفعل زارت سيناء عام ( ۱۹۰۲ ) م ، لجنة صهيونية عالية المستوى تضم خبراء في الاستيطان و بعض المهندسين ، ثم أجرت مفاوضات مع المسئولين في لندن ،و  مع -اللورد كرومر -في مصر ، وانتعشت آمال الصهاينة من النتائج الإيجابية التي توصلت إليها تلك اللجنة ، و لكن هذه المفاوضات لم تصل في نهاية الأمر إلى غايتها المنشودة التي أردها الكيان الصهيوني ، برفض الحكومة المصرية تقديم الإمدادات المائية من نهر النيل لشعور اللورد كرومر بأن المشروع قد يؤدي إلى خلق متاعب سياسية لبريطانيا العظمى في مصر و الإمبراطورية العثمانية في فلسطين *(1).

و شكلت سيناء بما شهدته من تطورات خلال العقد الأول من الألفية الجديدة ، ركيزة أساسية في تفكير النخبة الأمنية و السياسية في -الكيان الصهيوني- تبعه التناول البحثي

المُنْصَب على تعظيم الخطر القادم من سيناء على حد وصف العديد من القادة والباحثين -خاصة- ذوي الخلفية الأمنية و العسكرية منهم ؛ تزامن ذلك مع اهتمام أمني صهيوني بسيناء انتقل من مرحلة تسليط الضوء على المشكلة إلى مرحلة وجوب التصرف و العمل ، و قد عبّر عنه في حينه العقيد احتياط بالجيش الصهيوني ، ( يعقوب عميدرور )

بقوله : « إن السلطات المصرية تعلم أن سيناء يتواجد فيها عناصر من تنظيمات الجهاد العالمي تستغل وعورة المنطقة و تعمل على نشر الفكر -الراديكالي- المتطرف و سط البدو ، و على الرغم من التحركات التي تقوم بها مصر ، فإن قدرتهم على إحراز شيء يذكر تظل محدودة ، و هذا الأمر يدفع الكيان الصهيوني كي تدرك جيدًا- أنها تقع ضمن خريطة أهداف الجهاد العالمي ، و لهذا فإنه يجب أن نتساءل هل قمنا بالاستعداد لذلك ؟ خاصة أن هذه الأمور وغيرها تلزم الكيان الصهيوني الآن بالبحث عن السبل الكفيلة للتقليل من حدة هذه المخاطر و تخفيف أضرارها» *(2) .

كعادته عمل الكيان الصهيوني على تعظيم الخطر الأمنى الذي تشهده سيناء ، لا سيما في _الشطر الشمالي_ منها ، وروجت بآلتها الإعلامية المغرضة لوجود تنظيمات إرهابية تفرض سيطرتها عليها ، و الذي تبين فيما بعد ، أن تلك الفرية -الصهيونية - كان هدفها تفريغ سيناء من سكانها ، بدافع الترويع و الترهيب ، تمهيدًا لتنفيذ المخطط الصهيوني الأكبر، وهو ترحيل أكثر من مليوني فلسطيني من قطاع

غزة ، و توطينهم بها ، استغلالًا للفضاء السكاني في شمال سيناء و البالغ عدد سكانه نحو ( ٤٥٠ ) ألف نسمة ، و بالتالي لن تكون هناك مشكلة سكانية لتوطين الفلسطينيين بها خاصة و ان مساحتها تبلغ ٢٧ ألف كيلو متر ، هذا المخطط بعيد المدى ؛ و جندت( تل أبيب ) من أجله نخبة من الخبراء الصهيونيين الذين سخروا أقلامهم قبيل ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ م لطرح التصورات بشأن ما هو قادم في سيناء ، و كانت

تحمل كتاباتهم بين ثناياها ملامح استزراع الفكر الجهادي الداعشي المتطرف في سيناء تحت رعاية صهيونية ، و من أبرز الكتابات الصهيونية في هذا الصدد ، التقرير الذي نشرة ( يوني بن مناحم ) ، المحلل السياسي و الخبير في شئون الشرق الأوسط ، عن تطورات الأوضاع في سيناء و الرؤية الصهيونية الخاصة لهذه التطورات و إمكانات التعامل الصهيوني مع التغيرات التي تشهدها مصر ، و خلص فيه إلى تحذير صانع القرار الصهيوني من هشاشة السلام مع مصر و تحول سيناء بوتيرة متسارعة إلى مركز لعدم الاستقرار ، و نقطة انطلاق للإرهاب الجهادي ، و مصدر للتوتر بين مصر و الكيان الصهيوني كما في المقال *(3).

و الان بعد مرور عقد  على ٢٥ ثورة يناير بات جليًّا وضوح ملامح الطمع الصهيوني في شبة جزيرة سيناء ، و أفكار و مخططات التهجير القسري للفلسطينيين ، ولكن جاء العدوان الغاشم الأخير على قطاع غزة الذي و صف بحرب الإبادة ، إنها أسقطت ورقة التوت التي كانت تتخفي وراءها الحكومات الصهيونيه المتعاقبة لإيجاد حل لمشكلة غزة ، و التي تعد في فكرهم قنبلة شديدة الانفجار و سوف تنفجر في وجه هذا الكيان الصهيوني من حين لآخر.

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

مراجع __________________________________


*(1) الصهيونية الدراسة و التطبيق : يوثيل رفيل ، تحقيق نور البواطلة ، دار الجليل ، ٢٠٠٠ م ، صفحة -٤٣.

*(٢) مقال بعنوان ( المفتاح في يد مصر ) ، الكاتب يؤاف ليمور ، صحيفة (( اسرائيل هيوم )) و عدد بتاريخ ٧/٣/٢٠١٠ .

*(٣) مقال بعنوان (( شبه جزيرة سيناء قاعدة جديدة للإرهاب ضد مصر)) للكاتب يوني بن مناحيم ، موقع إكسبرت.



 

الاثنين، 11 ديسمبر 2023

الصهيونية وعداوة السلام-Zionism


 

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

بعضَ أحداثِ الحياةِ تظلُّ فى ذاكرةِ الأممِ مناراتِ هاديةَ و علاماتِ مضيئةَ أو نقاطًا قاسيةً.

نحن في و قتٍ تفرِّقُ أحداثُه بين الحقِّ و الباطلِ ، و الأمانةِ و الخيانةِ ؛ فالدِّفاعُ عن الأرضِ و العرضِ حقٌّ و أمانةٌ ، و الاستشهادُ في سبيل الله حقٌّ و أمانةٌ و إقامةُ كيانٍ على زور من التاريخ باطلٌ و خيانهٌ و قصف المدنيين الآمنين باطل و خيانة ، و سكوت المنظمات المسئولةِ باطلٌ و خيانه.

و ها هو شعب فلسطين صامد صابر في مواجهة المحتلِّ الغاصب المخادع ، الَّذي يثبتُ حينًا بعد حين بـإرهابة أنَّه عدوُّ للسلام ، ألا و إن ما يمرُّ به أهلنا في فلسطين ليذكرنا بواجبِ الأخوَّةِ _ فــ (( المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمُ لا يَظْلِمُهُ و لا يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ ))(1)* ؛ و ينادي فينا رابط الأخوة بالوحدةِ ؛ متمثلًا فى الآيه الكريمة : { إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }{ الأنبياء : ٩٢ }.

إنَّ ما تتعرض له أوطانُنا من اعتداءٍ يخالف و حيَ السماء و مواثيق الأرض ، يكشف كذب هذا الكيان الصُّهيونيَّ الغاشم ، و يؤكَّدُ أنَّه لا يسعي للسَّلام و لا يريدُه ، فقتل الأطفال ليس من السلام ، و استهداف المدنيين ليس من السلام و قصفُ المستشفياتِ ليس من السلام.

أن جرائم الصهاينة على بشاعتها من قتل للأطفال و النساء و الشيوخ ، و تدمير لأرض فلسطين الحبيبة ، و إجبار للفلسطينين على ترك أرضهم و ديارهم و النزوح بحثًا عن الأمن و الأمان ، كل هذه الجرائم لم تحرك قط الضمير العربي و العالمي والإنساني ، و لم تجد في العالم بأسره مَن يقف أمامها موقف حازمًا.

إن تحرير المسجد الأقصى و عودتَه للمسلمين خالصًا و عدٌ صادقٌ ف كتاب ربِّنا لن يتخلَّفَ ؛ حيث يقول اللهُ تعالى : { جَآءَ وَعْدُ ٱلْأَخِرَةِ لِيَسُـۥٓـُٔوا۟ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا۟ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوْا۟ تَتْبِيرًا }( الإسراء _ ٧ ) فعودةُ الأقصي للمسلمين قضيَّةٌ محسومةٌ لا يخفي علينا إلَّا و قتها ، و لعلَّه قريبٌ إن شاء اللهُ ! 

و إن الواجب على المسلمين ألا يُخدعوا عن قضيتهم ، و ألَّا يصابوا في و عيهم ، و أن يتضامنوا و يشعروا بالواقعِ الأليمِ الَّذي يعانيه أهل فلسطين ، و أن يدركوا ما يُحاك للقبلةِ الأولى الَّتي لا تقل شرفًا و تعظيمًا عن بيت اللهِ الحرام .

و من أعاجيبِ زمانِنا و نحن في عصرٍ يتغنى بالحريات و الديمقراطية أن نرى المؤسسات الدولية و الهيئات الأممية تغض الطرف عن انتهاكات المحتل بحقه منذ عقود من الزمان و لا يتحرك لهم ساكن و هم يتابعون ما يجري من حفريات لتخريب بنيانه ، و محاولات طمس هويته ، الذي يسمونه كذبًا حائط المبكي لتشييد الهيكل الذي يزعمون أنه شُيد عليه ، فضلًا عن التضييق على من يريد الصلاة فيه ، و منع فئات عمرية معينه من دخوله ، بل إغلاقة في وجه الجميع مرات متعددة ، و نصب الحواجز الحديدية في محيطه ، و وضع كاميرات المراقبة بداخلة و التفتيش المهين لقاصديه ، إضافة إلى الاعتداء الآثم على المسلمين قتلًا و جرحًا و اعتقالًا ، كل ذلك يحدث في صمت مخزٍ من المجتمع الدولي لم يكترث لكل هذه الانتهاكات و لم يصدر عنه سوى المطالبة بالتهدئة و ضبط النفس ، ولو أن ما حدث و يحدث من الصهاينة كل يوم على مرأى و مسمع من العالم في القدس الشريف خاصة و في الأراضي الفلسطينية عامة ، لو قام بعُشر معشاره بعض الفلسطينيين تجاه معبد يهودي و لو كان هذا المعبد مهجورًا ؛ أقامت الدنيا و لم تقعد ، لتحركت الدول الكبرى و الصغرى ، و لشنت المؤسسات الدولية و الهيئات الأممية و منظمات حقوق الإنسان حملة لا هوادة فيها على المستويين الرسمي و الإعلامي تتهم المسلمين بالهمجية و البربرية و العنصرية و انتهاك المقدسات ، و تصف ما حدث بأنه أبشع صور الإرهاب ، و لربما تحركت الجيوش لإنقاذ اليهود المستضعفين من أيدي المسلمين الفلسطنيين الإرهابيين ! 

و ليعلم الصهاينة و من يقف خلفهم أن المسجد الأقصى إسلامي عربي كان و ما زال و سيبقي ، و أن ظن هؤلاء أنَّ تطاولَ الأزمنةِ و تزييف التاريخ و تغييرَ الواقع سينسي العرب و المسلمين قبلتهم الأولى فهم واهمون ، و على الدول الكبرى أن تكيل بمكيال واحد في تعاملها مع قضايا العالم ، و ألا تفرق بين دين وآخر ، و أن تكف عن الانحياز و الدعم المطلق لهذا الكيان الغاصب الذي غرسوه في بلادنا و عاملوه كطفل مدلل ظلمًا و عدوانًا ، و ليعلموا أن ما يحدث بحق المسلمين و مقدساتهم يمثل بيئة خصبة للتطرف و الإرهاب.

و بقيت كلمة للتذكرة من أجلِ استعادةِ الوعيِ المطلوب عن قضية فلسطين و الأقصى و تحريرهما ، سيترتب عليه أثر إيجابي كبير بمشيئة الله تعالى في المحافل الدولية و لدى أحرار العالم ، و استعادة الوعي المطلوب لدي النشء العربي والإسلامي بقضية فلسطين عامة و القدس خاصة ، فواجب الوقت يُحتَّم علينا شحذ الهمم و إحياء القضية في الإذهان ، و أن ترسخ عقيدة أن الأديان السماوية تتبرأ من هذا الكيان الصهيوني ، و تدين جرائمة بحق البشر و المقدسات.

و أختمَ كلماتي و أجدد تأكيدي :

أولا -أن القدس المحتلَّة كانت و مازالت و ستبقى عربيَّةً عاصمةً أبديَّةً لدولةِ فلسطين ، و يتحرر و تعود ، إن لم يكن على أيدينا فعلى أيدي أبنائنا أو أحفادِنا .




ثانيًا - أن الإرهابَ الذي يمارسه الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين و بحق مقدساتنا الإسلامية في القدس الشَّريف لا يختلف كثيرًا عن الإرهاب الذي ضُرب به العراق واليمن وليبيا والسودان و القائمة لا تنتهي فكل هذا هو صناعةٌ صهيونية أمريكية خالصة ، و علينا أن نعلن ذلك صراحة دون مواربة أو مداهنه ، و لنتوقف عن جَلد أنفسنا ، و على المنهزمين نفسيًّا و المغيبين عقليًّا أن يفيقوا و ينتهوا عن اتَّهاِم مناهجنا التَّعليميَّة و ديننا الحنيف و تراثنا من هذا الإرهاب الأسود الَّذي صنعوه و زودوه بالدعم اللوجستي و بكل سبل التمدد و الانتشار ، ثم اتخذوه ذريعةً لتدمير أرضنا ، و ثم فرض الوصاية على شعوبنا ، وتحطيم آمالنا في مستقبل أفضل لنا و ل الأجيال القادمة!.

ثالثًا - أن عروبةَ القدسِ و إسلاميَّتَها مسألةٌ محسومة تاريخًا و دينًا و واقعًا ، فنحن الأحقُّ بجميع الأنبياء و المرسلين لا هؤلاء الصهاينة الذين لا يتبعون نبيََّا من أنبيائهم الذين يزعمون أنهم هم من أعطوهم الحق في القدس ، فـ القرآن الكريم يجعلنا أولى منهم بأبي الأنبياء إبراهيم _ عليه السلام _ يقول الله عز وجلِ : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٦٧) إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِىُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ }{ آل عمران : ٦٧_٦٨ } ، و نحن مَنْ أُمِرنا بحمل ميراث الأنبياء ، ثمَّ إنَّ رسولنا الخاتم حامل إرث الأنبياء جميعًا تسلَّمَ القدسَ منهم حين أسريَ به إليه ، وصلَّى بهم جميعًا في المسجدِ الأقصى المبارك قبل أن يعرج به إلى السماوات العلا ، و قد تولى صحابته من بعده قيادة القدس ، و العهدة العمرية خير شاهد على ذلك ، و ما فعله صلاح الدين ماهو إلا استرداد لمغصوب ، و ما سيطر الصهاينة عليه بعد ذلك إلا غصب جديد من خلال وعد بلفور المشئوم الذي منح فيه مَن لا يملك جزءًا من أرض العرب إلى عصابة سياسية لا صلة لهم بالهيودية الخالصة التي جاء بها موسى _عليه السلام_.

رابعًا - نرفض تمامًا كل ما يُدبَّر لأهل غزة لإكراههم على ترك أرضهم ، و الإقامة عوَضًا عن ذلك في أرض سيناء و قطعة غالية من أرض مصر لها مكانتها و قداستها في تاريخ البشرية عامة وقلوبنا المصرين خاصة .

خامسًا - أن من واجب الوقت أن نحشد كل طاقات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي و التي نعتبرها المنفذ المنصف لبيان حقائق القضية الفلسطينية و تاريخها و حاضرها ، و التوعية بأبعادها ، و مشروعية مطالب الفلسطينيين التي تكفلها كل القيم الدينية والإنسانية.

سادسًا- علينا جميعًا أن نحيِّي بكل فخر جهود مقاومة الشعب الفلسطيني الأبيّ ، و أن نطالب العالم و المجتمع الدولي الذي وصف نفسة ب المتحضر ، بالنظر بعين العقل و الحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث ؛ هذا الاحتلال الذي يُعَدُّ وصمة عارٍ في جبين الإنسانية و المجتمع الدولي الذي يكيل بمكالين ، و لا يعرف سوى ازدواجية المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

و ختامًـا _ إن على وزارت التربية والتعليم في الدول العربية و الإسلامية تنوير الأجيال الحالية و القادمة بتاريخ فلسطين و القدس و عروبتها ، و أن تغرس في أذهان الأطفال أهميتها لتبقي حيةً في أذهانهم (( القدس عاصمة لفلسطين على مر التاريخ و ستبقي عربية إلى أن يرث الله الأرض و من عليها )). 


و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼_____________________________________

*(1).. صحيح البخاري ، رقم ٢٤٤٢ ، من حديث عبدالله بن عمَر ، و اللفظ له ، و صحيح مسلم ، رقم ٢٥٨٠ ، من حديث أبي بي سالم ، بنحوه.





الخميس، 7 ديسمبر 2023

نماذجُ من العنف التاريخي الصهيوني _ Gaza under bombardment


 

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ،  السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

و بعد أن عرفنا الرؤية الصهيونية للواقع وتشكيل العصابات   هيا بنا لنتعرف على نماذج العنف الصهيوني لهذه العصابات ،

إن ما يحدث من اعتداءات وحشية من الجانب الصهيوني على مدار الأيام السابقة في فلسطين يؤكد مدى الغل و الحقد و كراهيتهم لغير جنسهم ، و لعل ذلك يتضح جليا في الدمار و الإبادة التي تتعرض له غزة ليل نهار ، و مشاهد الشهداء من الأطفال و النساء و الشيوخ دون رادع وبكل وحشية.

نثرد فيما يلي بعض النماذج العملية و المترجمة لشخصية العنف الصهيونية البربرية ، و هذه النماذج و غيرها سجلها تاريخ الشهداء الذين راحوا ضحية العدوانية و الهمجية الوحشية الصهيونية ، رحمهم الله جميعًا .

مذبحة دير ياسين 

في مساء يوم ٩ من نيسان / أبريل عام ١٩٤٨ م ، فوجئت القرية الفلسطينية العربية بنداء مكبرات الصوت تدعو الأهالي لإخلاء القرية بسرعة ، فهب السكان و تدافعوا ، فإذا بهم من جميع الجهات محاطون بالعصابات الصهيونية من جماعتَي : أرجون ، و شتيرن ، اللتين اغتنمتا هذا الفزع و ما نتج عنه من فوضى فانطلقوا يُقتلون فيهم تقتيلا وتمثيلاً و نتكيلاً و انتهاكًا لحرمات النساء ، و بقرًا لبطون الحُبالى منهن ، وقد ذُبح في هذا الهجوم مائتان و خمسون إنسانا ذبح الشاة ، و مثل بأجسامهم ، فقطعت أوصال البعض ، وبُقِرت بطون البعض قبل الإجهاز عليهن ، أما الأطفال الرضع فقد ذبحوا في أحضان أمهاتهم و أمام أعينهن ، ولم يكتف الجناة بحملتهم هذه بل جمعوا ما بقي من النساء و البنات - على قيد الحياة - و جردوهن من ثيابهن و وضعوهن في سيارات نقل مفتوحة وطافوا بهن في الشوارع اليهودية من القدس لإهانتهن وإهانة الأمة العربية والإسلامية من بعدهن.

مذبحة كفر قاسم 

في عَشِية العدوان الثلاثي على مصر أراد الكيان الصهيوني أن يفرض الأحكام العرفية على القرى العربية في الأراضي المحتلة المجاورة للحدود ، و منها قرية كفر قاسم ، و بعد ظهر ۲۹ من تشرين أول / أكتوبر ١٩٥٦ م دخلت قوات الحدود الصهيونية القرية و أعلنت الأحكام العرفية الساعة الخامسة مساءً ، و عندما عاد المزارعون إلى قريتهم غير عالمين بالأحكام أطلقت القوات الصهيونية عليهم النار ، فقتل ٤٧ ، منهم ٩نساء و ٧ أطفال ، و في أيلول / سبتمبر ١٩٦٠م عُيّن أحدُ مرتكبي المذبحة (( المقدمُ دهان )) مستشارًا للشئون العربية البلدية مكافأة له .

مذبحة خان يونس

 في ٣ من تشرين الثاني/ نوفمبر عام ١٩٥٦ م ، التي احتلتها

القوات الصهيونية، جرى فيها قتل عدد كبير من السكان بحجة المقاومة.

 الكارثة الإنسانية في صبرا و شاتيلا

عام ۱۹۸۱ م عندما استباحت العصابات الصهيونية لنفسها قتل النساء و العجائز  و الرجال و الأطفال المحاصرين في مخيمات صبرا و شاتيلا ، و تكرر الوضع نفسه في ( قانا ) أيضًا بعيدًا عن أي التزام إنساني ، فالالتزام الوحيد عندهم هو شريعة الغاب والحيوانية.

ما زالت المذابح و المجازر مستمرة ؛ 

من قانا ( ٢٠٠٦م ) إلى غزة (۲۰۰۸ م ، ۲۰۱۲ م ، ٢٠١٤ م ، ۲۰۲۱ م ، ۲۰۲۳م ) ، إن نماذج العنف و العداء الصهيونى و القوة الغاشمة لا تُحصى و لا تُعد و كل يوم يشهد العالم منها ما يشاء و ما لا يشاء ، إنه عدو لا يعرف قيمةً للسلام و لا للإنسانية ، و إنما يعرف لغة { وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَىْءٍ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ } ( الأنفال :_٦٠ ) ، و هو ما لقنه لهم رجال الجيش المصري يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٣ م و ثم و على المنوال نفسة لقنتهم المقاومة الفلسطينية في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ م .



و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

🌼🌼



الأربعاء، 6 ديسمبر 2023

الرؤية الصهيونية للواقع وتشكيل العصابات _Gang formation


 


الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

 يمثل العنف أحدَ السمات الأصلية للشخصية اليهودية التي بلورت ذلك العنف في نفسيتهم ضدد كل كائن حي ، و مارست كل أشكال و أنواع العنف على المستوي العربي ؛ و خاصة الفلسطيني. 

و من الأسباب النفسية و العقدية التي عملت على غرس و تثبيت هذه الروح العدوانية لدي الشخصية اليهودية الصهيونية إلى الحد الذي نجد فيه كل مستوطني و مستعمري فلسطين مسلحين سواء كانوا رجالًا أو نساء أو شبابًا ، فهناك مصادرَ تراثية دينية ( تلمودية تارة و توارتية محرفة تارة أخري ) ساهمت بشكل كبير في تشكيل العصابات الصهيونية.

من دعائم تأصيل عقيدة العنف ما استقر في النفسية اليهودية حول رؤية الصهيوني للواقع العربي والفلسطيني تحديدا ، فهو يعتقد في المقولة الراسخة لديه بأن فلسطين أرض بلا شعب ، هذه المقولة التي شكلت الإطار الإدراكي و الأيديولوجي لكل الصهاينة واتفق عليها الاجتماع الصهيوني ، ففلسطين -من- منظور صهيوني - ( هي إرتس يسرائيل ) وطن قومي لليهود ، وعلى حد تعبير ( ليبرمان ) وزير خارجة الكيان الصهويني « إيريتس يسرائيل » « أرض إسرائيل » و هي المكان الذي وُلد فيه الشعب اليهودي ، وهنا تبلورت هويته الروحية والدينية والسياسية ، و هنا اكتسب صفة الدولة لأول مرة ، وبلور قيمًا حضارية ذات دلالة قومية و عالمية و قدم للعالم سفر الأسفار الخالد ( التوراة ).

و من ثم فإن كل اليهود لهم حقوق مطلقة فيه، والحقوق المطلقة لا تقبل الآخر ؛ مما يعني انعدام الوجود العربي في فلسطين ، و من هنا صدر قانون العودة ١٩٥٠ م ، الذي وصفه

( بن جوريون ) بأنه عمود الصهيونية الفقري ، و هو قانون يمنح أي يهودي - ترك وطنه المزعوم من عدة آلاف السنين - الحق في العودة ليصبح مواطنًا فور عودته إليه .

وفي ضوء هذا الاعتقاد - المزعوم - ظهرت أسطورة أخرى هي أسطورة الاستيطان و أحقية كل صهيوني في سكن في هذه الأرض الموعودة ، واقتلاع كل من احتلها من العرب و غيرهم - على حد زعمهم ، و من ثم أضحى كل صهيوني مسلحًا يدافع عن هـذا الحق المزعوم بقوة السلاح .

ومما عمَّق العنف الإدراكي لدى الصهاينة ، هو تفسيرهم للعقيدة اليهودية ، فقد حوّلوا العهد القديم إلى فلكلور للشعب اليهودي ، و هو كتاب تفيض صفحاته بوصف حروب كثيرة خاضها العبرانيون  ضد الكنعانيين و غيرهم من الشعوب التي أبادوا بعضها ، و هو يفصل فصلًا حادًا بين الشعب اليهودي المقدس ، و بين غيرهم من الأغيار ، ( أي: غير اليهود ) ، بكل ما يتبع ذلك من ازدواجية و معايير تجعل الآخر مباحًا تمامًا ، وتجعل استخدام العنف تجاهه أمرًا مقبولا (۱)*.

مَأْسسة العنف المسلح :

لم يكن العنف الذي تأسس في و عي الصهيونية الاعتقادي، يقوم على التبني الوجداني الانفعالي فقط ، بل انعكس في الواقع المادي من خلال تأسيس المنظمات المسلحة التي مارست العنف من أجل تحقيق عملية « الإحلال » و « الاستيطان » للمحتلين الصهاينة على ارض فلسطين ، و من أقدم المنظمات المسلحة ما يأتي :

١_ منظمة الهاغانا و البالماك

و هي منظمة عسكرية مسلحة جيدة التسليح تتبع قيادة مركزية في تل أبيب ؛ تدعمها قيادات إقليمية ذات فروع ثلاثة ، تضم نساء في عضويتها ، و تتألف على النحو الآتي :

- قوة أساسية تتألف من المستوطنين و سكان المدن و قدر عدد أفرادها - و قتذاك - بأربعين ألف رجل.

- جيش ميداني يتألف من شرطة الأحياء اليهودية ، و يقوم بالعمليات السريعة و يتألف من قوة قوامها ( ١٦٠٠٠ ) رجل تقريبًا .

- قوة على أهبة الاستعداد « البالماك » ، مزودة بوسائل نقل ، و يقدر عدد أفرادها بألفَـي رجل في زمن السلم و ستة آلاف في حالة الحرب.

٢_ الآرغن زفاي لومي : « منظمة قومية عسكرية » :

تأسست عام ١٩٣٥م من الأعضاء المنشقين عن الهاغانا ، عملت تحت إمرة قيادتها السرية وقدرت قوتها و قتذاك -

بـ « ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف رجل ».

٣_عصبة الشتيرن

قدرت قوتها في عام ۱۹۳۹ م بـ ٢٠٠ إلى ٣٠٠ من المتطرفين الخطرين ، و قد تعاونت هذه العصابة مع « الآرغن زفاي لومي » تعاونًا كاملا على اعتبار أن الطرفين يتبعان سياسة بالغة التطرف.

و مما يذكر في مسيرة هذه العصابات و غيرها أنها جميعها أو أكثرها تلتقي تحت قيادة واحدة هي { الوكالة اليهودية } التي جمعت تحت رايتها كثيرًا من العصابات المسلحة ، والتي قادت حروبها الأولى ضد الجيوش العربية في فلسطين المحتلة.

٤_ بن عفير - وزير أمن العدو الصهيوني- يقوم بتسليح المستوطنين بالأسلحة الرشاشة في أكتوبر ،۲۰۲۳م في مشاهدة علنية عبر و سائل الإعلام الصهيونية .



و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

*(١) عبد الوهاب المسيري : الأكاذيب الصهيونية من بداية الاستيطان حتى انتفاضة الأقصى ، صفحة (١٦٦).

الثلاثاء، 5 ديسمبر 2023

مخطط الإذابة أو مخطط أيلاند الصهيوني _ Dissolution chart

 


الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

مع بدء العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة و ممارسة أبشع جرائم الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ، و انتهاج سياسة هتلرية غير مسبوقة نحو التخيير الضمني لسكانه ما بين الإبادة الجماعية أو التهجير القسري إلى شبة جزيرة سيناء بهدف تفريغ القطاع لاستكمال مخططات التوسع التتاري التوراتي ، أتي الواقع دون حديث ليكشف لنا نحن العرب و المسلمين ، أبعاد المخطط الخفي من وراء تلك الحرب البربرية لتئده في مهده ، و تميط اللثام عن الوجه الوحشي للحكومة الصهيونية في العمل المتعمد على التهجير القسري لسكان قطاع غزة و إجبارهم على الخروج من الشمال إلى الجنوب ، تحت تهديد النار ، وثم دفعهم نحو شبة جزيرة سيناء ، لخق واقع جديد ، و تدشين فصل ( هتشيكوكي ) آخر من فصول مآساة الشعب العربي الشقيق الفلسطيني .

و من خلال هذا الموضوع سوف نتحدث فقط بعد البحث و التحليل في أبعاد المخطط المشبوه ، و رصد رؤى الخبراء و السياسين الإسرائيليين و هذا هو أهم مخطط قررت ان ابحث فيه إلا وهو مخطط الإذابة .

أو مخطط أيلاند ، لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء و ظل هذا المخطط حبيس أدارج الحكومات الصهيونيه المتعاقبة ، و كان يتم التلويح به من حين لآخر مع أية مواجهة عسكرية صهيونية فلسطينية في قطاع غزة تحدث مع المقاومة ، إلى أن جاء العدوان الأخير ليكشف التوجه الصهيوني نحو الرغبة لتنفيذ هذا المخطط القديم الجديد ، و هو ما انعكس من خلال تصريحات العديد من القادة العسكريين و المسئولين و الخبراء الصهيونين بدعوة الفلسطينيين بالذهاب إلى سيناء ، و بالطبع استعان الكيان الصهيوني بآلته العسكرية الوحشية لدفعهم قسرًا نحو الحدود الدولية مع مصر ، ليخرج علينا أمير وايتمان ، و هو سياسي إسرائيلي و أحد الكوادر الشبابية المستقبلية داخل حزب الليكود ، بخطة متكاملة الأركان تهدف ليس فقط إلى تهجير الفلسطينيين إلى شبة جزيرة سيناء ، بل و دمجهم داخل المجتمع المصري و إذابتهم بين أبنائه في مدن الدلتا و العاصمة و مدن مصرية آخري.

و كما كشف ( وايتمان ) عن تفاصيل هذا المخطط المشبوه من خلال ورقة بحثية (1)* زاعمًا بأنها خطة مستدامة ذات جدوى اقتصادية عالية ، تتوافق بشكل جيد مع المصالح الاقتصادية و الجيوسياسية لدولة إسرائيل و مصر و الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة العربية السعودية ، مشيرًا إلى أنه طبقًا للبيانات والمعلومات المصرية في عام ٢٠١٧ م ، هناك حوالى ١٠ ملايين و حدة سكنية شاغرة في مصر نصفها تقريبًا تابعين للقاهرة ، و هما في السادس من أكتوبر و العاشر من رمضان ، إلى جانب عدد هائل من الشقق المبنية و الشاغرة المملوكة للحكومة و الشركات الخاصة ، و مساحات البناء تكفي لاستيعاب حوالي ستة ملايين نسمة ، و في المقابل أن غالبية السكان المحليين غير القادرين على شراء الشقق ، رغم سعرها المنخفض للغاية ( فقط بين ١٥٠ و ٣٠٠ دولار للمتر المربع ) و تابع وايتمان و رقته البحثية قائلًا

(( صحيح أن مخزون الشقق الشاغرة في مصر يتغير بمرور الوقت ، إلا أنه يبدو أنه يظل كبيرًا جدًا و متوفرًا لتسكين جميع سكان غزة ، و بناء عليه يمكن تقدير إجمالي المبلغ المطلوب و تحويلة إلى مصر لتمويل المشروع ما بين ٥ إلى ٨ مليارات دولار ، و هذا المبلغ يقدر بنحو واحد بالمئة و واحد ونصف بالمئة فقط من الناتج المحلى الإجمالي للكيان الصهيوني ، التي يمكن دفع هذا المبلغ بدون أي مساعدة دولية ، خاصة و أن مصر تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة ، بل ومن الممكن للكيان الصهيوني مضاعفة هذا المبلغ و ثلاثة أضعافه و حتى أربع أضعاف من أجل حل قضية قطاع غزة ، و التي ظلت لسنوات عائقًا أمام السلام و الأمن و الاستقرار ، ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب ، بل في جميع أنحاء العالم أيضًا ، و إذا كان إنفاق بضعة مليارات من الدولارات ؛ حتي لو كانت ٢٠ أو ٣٠ مليار دولار ؛ لحل هذه القضية الصعبة فهو أمر مبتكر ، و حل منخفض التكاليف و يتسم بالاستدامة حسب ما جاء فى ورقة وايتمان البحثية .

و سيظل قطاع غزة وإبطال غزة هاجسًا يؤرق مضاجع القيادات الصهيونية ، و أن فشلت فكرة التهجير القسري لسكان قطاع غزة إلى سيناء تلجأ لمخطط الإذابة من خلال نقل الفلسطينيين إلى الداخل المصري و دمجهم و سط أبناء الشعب و نسيان القضية الفلسطينية على أكثر تقديري الشخصي خلال عقدين من الزمن ، ف الشعب الفلسطيني هم الطرف الأهم في المعادلة و أن لا يري بديلًا للتخلى عن أرضة سوى العيش فيها أو الاستشهاد ، هذا هو ما ينسف كافة المخططات الصهيونية سواء التهجير أو الإذابة .

و خطورة هذة الورقة البحثية التي تقدم بها وايتمان أنها تتمثل في دعوة إذابة الشعب الفلسطيني ودمجه فى شعوب أخري ، ولم يكن من قبيل المصادفة أن تعلن إسكوتلندا بعد العدوان على قطاع غزة إلى استعدادها لاستقبال لاجئين فلسطينيين على أراضيها. 

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

*(1) _صحيفة يدعوا أحرونوت العبرية ، انظر الرابط التالى :

https://www.ynet.co.il/news/article/s1qfxnkg6



الأربعاء، 22 نوفمبر 2023

حكاية شعب أعزل في مرمى مهنية إعلامية زائفة Palestine

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته.

ليست هي المرة الأولى يكشف فيها الإعلام الغربي عن وجهه الحقيقي بعد أن ظل لسنوات يُصدّر لنا في العالم النامي و خاصة الشرق أوسطي ، مهنية زائفة اعتاد أن يطليها بطلاء الموضوعية و الحيادية ، لكن سرعان ما تنكشف حقيقة هذه الموضوعية المزعومة في كل أزمة يضطر الإعلام الغربي أن يتعامل معها من واقع سياساته التحريرية و انتماءاته الجغرافية و العنصرية ، فالمتابع للإعلام الغربي في مختلف القضايا التي تشغل الرأي العام العالمي خاصة تلك التي تتعلق بقضايا المسلمين حول العالم يدرك تمامًا حجم التفاوت الواضح و الازدواجية في التغطية لتطورات هذه القضايا و تبعات تلك الأحداث ؛ لدرجة قد تصل إلى إصدار أحكام مختلفة على حدثين متشابهين إلى حد ما .

و ما سبق ليست بتكهنات شخصية و إنما واقع رصدته بعض الدراسات الإعلامية ، فقد كشفت دراسة سابقة نشرتها مجلة (( ذا نيشن الأمريكية وهي أقدم مجلة أسبوعية مازالت و متخصصة بالأمرو السياسية و الثقافية وذات توجهات يسارية صدر أول عدد منها ١٨٦٥ في نيويورك )) .

و تحدثت عن الموضوعية الغائبة في تغطية وسائل الإعلام الغربية للأحداث الإرهابية عن الانحياز الصارخ الذي يمارسه الإعلام الغربي في تغطيته لمثل هذه الأحداث ، بالإسهاب في تناول الحوادث التي تقع في الدول الغربية ، مقابل الاهتمام المحدود و ربما التجاهل التام ، عندما تكون دولة من دول العالم الثالث هي الضحية ، حيث ترجمت الدراسة هذا الخلل الإعلامي بأرقام محددة و كشفت في الوقت نفسة عن أن العمليات الارهابية تقع معظمها في دول إسلامية أو عربية أو نامية و ليس في الغرب ، ومن ثمَّ فإن معظم الضحايا من العرب و المسلمين

كما أن الدراسة اقتصرت على التغطية في و سائل الإعلام المقروءة فقط ، أي: و حصرت نطاق عملها في عام ٢٠١٥ م ، الذي شهد ٣٣٤ حادثًا إرهابيًّا في أنحاء العالم .

و وفقًا للدراسة فإن نيجيريا جاءت في طليعة الدول التي عانت من الإرهاب ، و بلغ عدد ضحاياها ٣١٩٣ قتيلًا اي أكثر من ضحايا هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ م في الولايات المتحدة ، كما أن الدولة الثانية كانت العراق و تكبدت ٧٠٨ قتلى ، ثم سوريا ٣٤٦ قتيلًا ، يليها أفغانستان ٣٠٩ ، ثم مصر و اليمن و باكستان كل هذا في عام ٢٠١٥ فقط و القائمة طويلة بعد ذلك ، لكن الإعلام الغربي لم يكن لينتفض إلا إذا طال الإرهاب شيئًا من مكونات دولة فقط .

و لعل هذا التوجه الذي دأب عليه الإعلام الغربي بجميع وسائله لم ينج منه العالَمين العربي و الإسلامي في سلم أو حرب، فرغم ما أوردته مواثيق الشرف الإعلامية من تأكيدات ينبغي أن يكون الإعلام الدولى و منه الغربي من أوائل الملتزمين بها ، خاصة وأنه ارتضى لنفسه أن يكون مصدر تنوير و تثقيف للرأي العام العالمي فيُنَحِّي انتماءاته الجغرافية في تناوله لكل حدث أو قضية تشكل مصدر اهتمام للرأي العام ، إلا أن هذه المواثيق وما حوته من بنود بالنسبة لهذا النوع من الإعلام قد أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض .  

و إذا كان المقام هنا في الوطن العربي يستدعي أن تستند المعلومة على حقائق راسخة لا أن تُطلق الاتهامات جزافًا ، فإن النماذج التي تكشف الحقيقة المؤلمة للإعلام الغربي حدِّث عنها و لا حرج ، و لعلّ من أولاها هذه القضية الأزلية التي شاهد العالم أجمع خلالها الكثير من المشاهد الدامية التي اهتزت لها القلوب ، فقد باتت ازدواجية التعامل مع العدوان الإسرائيلي على ( غــزة )و اقعًا لم يتم تغييره بعد ، فقد بدأ انحياز الإعلام الغربي واضحًا في تغطيته للعدوان الصهيوني السابق و الحالى على قطاع غزّة و على شعبها الأعزل .

و رغم تلك المناشدات الحقوقية للمؤسسات الدوليه التي فقدت كلَّ عوامل التنفيذ في توفير الحماية للأطفال في غزة ممن بلغ بهم الأمر أنهم قرروا كتابة أسمائهم على أيديهم انتظارًا لقصفهم المتوقع في أي لحظة حتي يتم التعرف على جثثهم ، إلا أن الوسائل الإعلامية الغربية تحدثت عن ألم الطرفين و كأنه متساوٍ ، متجاهلة تلك الخسائر البشرية في صفوف المدنيين الفلسطينيين و الدَّمار الذي لحق بغـزة مقابل خسائر الكيان الإسرائيلي المحدودة و التي تتركز في نطاق العسكريين فقط ، لكن العجيب في الأمر أنه في كل مرة يجري تقديم إسرائيل كضيحة و لها حق الدفاع عن نفسها. 

و هناك مشهد آخر يكشف زيـف هذه الترسانه الإعلامية و هو ماحدث في واقعة الهجوم على جريدة ( شارلي إيبدو ) في باريس ف ٧ يناير ٢٠١٥ م ، حيث أسفر هذا الحادث عن مقتل نحو ١٢ شخص فقط ، و في هذه الواقعة لا يمكن الحكم على الإعلام الغربي ظاهريًّا بأنه قد انحاز لطرف دون آخر لكن المدقق لأساليب هذه الوسائل و منهجيتها يدرك ذلك من خلال الوقوف على حجم التغطية لهذا الحدث التي بلغت الصحف الغربية أكثر من ٢٠ ألف موضوع صحفي و أعلامي ، و هنا قد يقول قائل فما وجه الانحياز في ذلك و هذه التغطية جزء من مهام هذه الوسائل !؟ فأقول له بأن سياسة (( الكيل بمكيالين )) تظهر واضحة وضوح الشمس ، ففي نفس التوقيت الذي وقع فيه هذا الحادث قتـ.ل نحو ٣٨ شخصًا في انفجار حدث في اليمن و هو عدد يتجاوز ضعف حادث (( شارلي إبيدو )) ، لكن تغطية الإعلام الغربي لحادث اليمن بلغت فقط ٥٦٥ تقريرًا صحفيًّا ، الأمر الذي يكشف عن ازدواجية صارخة في التعامل مع الأحداث العالمية بتفرقة واضحة في حجم الاهتمام و التجاهل .

و حسبنا في ذلك أن المقام هنا مقام إيجاز ، لكن القضايا و المواقف التي تكشف النقاب عن هذه الازدواجية أكثر من أن يمكن حصرها في مو ضوع واحد ، بل فالأمر لا يقتصر على قضايا بعينها و إنما يتعلق بمفاهيم و ثقافات راسخة داخل المجتمعات الإسلامية و العربية و هنا أذكر نظرة الإعلام الغربي للمرأة المسلمة و قضاياها المتنوعة ، و ما تحتوي عليه هذه النظرة من مفارقات عجيبة تحكي هذا التوجّه و التحيّز المستمر ، فقضية حجاب المرأة المسلمة ليست ببعيدة ، فشأن الإعلام الغربي في التعامل مع هذه القضية أنه هنا إذا غطَّت المرأة المسلمة شعرها أصبحت رجعية ، وفي نفس المقام عندما تغطي الراهبة رأسها فإنها بذلك ممتثلة لأوامر ربها ، و كذلك إذا قامت المرأة العربية و المسلمة على شئون أهلها و بيتها فإن أقلام الإعلام الغربي لا تتوقف عن إطلاق حملات تدعو إلى تحرر المرأة المسلمة من العبودية - على حد قولهم - ، لكن إذا قامت المرأة الغربية بهذا الفعل فهي من وجهة نظرهم تضحي بجهودها في سبيل العناية بأهلها و بيتها ! قمة العنصرية و التحيز لم و لن تتوقف عنه الآلة الإعلامية الغربية ، ما يدعونا في النهاية إلى العمل على تكوين كيان إعلامي قوي يضع الأمور في نصابها و يحمي مجتمعاتنا من تبعات تلك المعالجات المجحفة .

تَحيَّة طَيبة مِن عِـنـد الـلـه 

مُـبـارَكـة لَـكُـم أَيـُّهـا الأَبْـطَـال.

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
 

الأربعاء، 18 أكتوبر 2023

Tahira Quraish طاهرة قريش


 



كانت قريش على حقٍّ حين لقَّبَتْها بلقبِ الطاهرة ؛ فقد شدت انتباهَ أهلِ مكةَ بنقائِها ، و أمانتِها ، و طهارتِها فى كل ما تفعلُ أو تتركُ من الأمر.

رأتها قريش طاهرةَ اللسان ؛ تقولُ فتصدقُ ، و تعِدُ فتَفِى ، و تتحدثُ بالكلمةِ النافعةِ التى تحمى حقََّـا ، أو تدفعُ ظلماً ، أو تنفِّسُ كربةَ سائل أو جائعٍ أو محروم ، فإذا لم يكن حقٌّ و خيرٌ صانت لسانَها عما يلوِّثُه و يشوِّهُـه .


و وجدَتْها طاهرةَ اليِـد ، تبسُطُها بالعطاء ، فتمسحُ بها دموعَ المحزونين ، و تداوى بها آلامَ البائسين و اليائسين ، و تقبضُها عن أن تمتدَّ إلى ما ليس لها ، أو تؤذىَ أحداً من أهلِها أو ممن يعملون في تجارتِها أو من غيرِ هؤلاء و هؤلاء .

و عهِدَتْها طاهرةَ الذَّيلِ ، تعـطِّـرُه بالعـفَّـةِ و الالتزامِ و قوةِ الإرادةِ ، و لا تعرِّضُـه أبداً إلى شيءٍ مما يدنّسُ النساء ، ويجلب لهنَّ الفضيحة والعار .

و عرفَتْها طاهرةَ القلبِ ، تعمُرُه بحبِّ الخير للناسِ ، و لا تطويه على غلٍّ أو حقدٍ أو طمعٍ أو خداع .

و تابعَتْ قريش حياةَ هذه السيدة : بنتاً ، و زوجةً ، و أُمًّـا ، وربَّةَ عملٍ واسعٍ في التجارةِ و تـثميرِ المالِ ، فأعجِبَت بها فى كلِّ حالٍ من أحوالِها ، و كل موقفٍ من مواقفِها.

أُعجبت بها فتاةً عاقلةً رزينةً ، تترفَّـعُ ، مع جمالها و شبابها ، عن كلِّ ما يصدرُ عن الفتياتِ الطائشاتِ من نظرةٍ مائعة ، أو كلمةٍ لينة خاضعة ، أو حركة منحطة نابية ، و تحرِصُ على أن تتصرَّفَ في الخفاءِ كما تتصرفُ حين يراها الناسُ ، و تتسلطُ عليها الأنظار .

و أُعجِبَت بها زوجةً صالحةً ، تنهضُ بحقِّ زوجِها ، و تخلِصُ له ، و تحملُ أعباءَه و ما تستطيعُ من هفواتِه ، و لكنها تترفَّعُ عما لا يجمُلُ بمثلها من حياةِ سيداتِ قريش اللائى تصوَّرْنَ أن السيادة غطرسةٌ و كبرياء ، و إسراف في المأكِل و الملبَس و الزينة ، و مجاراةٌ للأزواجِ فى اللهو و العبث والتمتعِ بالرقصِو الغناءِ . 

كما أُعجِبت قريش بها ؛ لحسنِ قيامِها على تربيِة أولادِها الذين تركهم لها عتيقُ بنُ عائٍذ المخزومىُّ زوجُها الأول ، و هندُ بنُ زُرارةَ زوجُها الثاني ؛ فقد بذلت غاية جهدها فى رعايتهم وإعدادهم للحياة التي تنتظرُ أمثالَهم ورضِيَت قريش عنها كل الرضا ، وهى تمارس عملها التجارى الواسع ، فى مَقدرةٍ يعجِزُ عنها كثيرٌ من الرجالِ ؛ لأنها فتحت أبوابَ العيش لمن يعملونَ في تجارتها ، كما فتحت بجودها وسخائِها أبواب الأملِ لمن كانوا يتهافتون عليها من الجياعِ المطحونين فى مكةَ ، و ممن يفدون إليها طلباً للمعونة والعطاء .

لهذا كلِّه ، و أكثرِ منه ، رضيت عنها قريش وأُعجِبَتْ بها في الجاهلية ، و عبرت عن رضاها و إعجابِها بهذا اللقب الذى منحته إياها ، وكانت تسميها و تناديها به.

و لكن أهلَ مكة عادوا ، فاستعجبوا ودهشوا لموقفها الغريب من الزواج ؛ فقد تقدَّمَ لها عددٌ غيرُ قليل من كبارِ قريش ، و طلبوا فى إلحاحٍ يدَها ، و لكنها ردتهم جميعاً ، و لم تَرتَضِ واحداً منهم .. و طالما تساءَلَ مَنْ حولَها عن سرِّ هذا

الرفض ، و قالوا فى حيرة : حقًّا إنها تزحف نحو الأربعين من عمرها و لكنها تبدو و كأنها فى ميعة الشباب ؛ بما فيها من قوةٍ و حيوية ، و ما لها من جمالٍ و نضارةٍ و إشراق .. ثم إنها ذاتُ حسبٍ و نسبٍ و ثراءٍ و منزلةٍ كريمة في عيون الناسِ و قلوبهم ، و كلُّ هذه مبرراتٌ ، تدفع إلى الزواج ، و لا تدفع إلى

العُدولِ عنه .. و كثيراً ما عتبوا عليها ، وودُّوا لو تغيّر موقفها منه ، و لكنها لم تستمع لهم ، و لم تغير من موقفها شيئاً

و لم تكن هذه الحيرة بعيدةً عن بيت هذه السيدة نفسه ، فكثيراً ما كان

مواليها يفرُغون من عملهم ، فيلتقُون على سمرٍ أو حديث أو حوار كهذا الحوار :

الأول : لقد رعانى القدَرُ حين ساقنى إلى بيتِ هذه السيدةِ الطيبة .. إن بيتها جنة ! إنها تعاملُنا كما تعامل أولادَها ، فلا شتم ولا زجر ، ولا ضربَ ولا إذلالَ ولا شيء مما يعانى الموالى والعبيد من حولنا !

الثاني : الموالى و العبيد من حولنا ! إنهم يعيشون فى جحيم ! يأكلون من بقايا الطعامِ كالكلاب ، و يُضْرَبون بالسياطِ ، و يكلَّفونَ القيامَ بأشقِّ الأعمال ، ولا يحسُّ أحد بآلامِهِم ، و إذا تعبوا أو مرِضوا أو هدَّتهم السنُّ لم يجدوا من يفكر فيهم.

الثالث : كم أود أن تكمل سعادتها بزوج صالحٍ مثلِها !

الأول : و من مثلُها ؟ لا أجد أحداً مثلَها أو قريباً منها . شرفٌ و سيادةٌ ، و عفة و طهارةٌ ، و أدبٌ وأخلاقٌ ، و جمال ورقةٌ ، و عقلٌ كبيرٌ ، ويدٌ سخيةٌ ؛ يبدو أنها عزفت عن الزواجِ و أصبحت لا تفكر فيه !

الثاني : بل هى تفكرُ فيه ! أراها من حين إلى حين شاردةَ الذهن كأنها تحلمُ ، و فى ملامحِ و جهِها ثقةٌ وأمل بأنَّ الأقدارَ سوف تُهدِيها أو تُهدى إليها الرجلَ الذي تحلمُ به !

الثالث : لعل القدَرَ أَخَّرَ زواجها لأمرٍ أراده و لا نعلمه !

كانت طاهرةُ قريش التى جذبت انتباهَ ، قومِها ، فأعجبوا بها ، و حاروا في أمرِها هي خديجةُ بنتُ خويلد بنِ أسدٍ حفيدِ قصيِّ بن كِلاب ، عَظيمِ قريش الذى ألَّفَ بين أهلها ، وجمعهم على الوحدة والمحبة والسلام .

و هذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم أن شالله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼


تشغيل الأطفال بين الإفراط و التفريط - Children's work

  الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ،  السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته. أن الأصل في مرحل...