المتابعون

السبت، 3 فبراير 2024

Food feast _دعيت إلى طعام عند رجل


 

س/ دعيت إلى طعام عند رجل ، وأعلم أن ماله حرام ، فهل أجيب دعوته كحق من حقوق المسلم على المسلم ، أو أمتنع عن إجابة دعوته !؟ 

الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ، 

السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته

الجواب المختصر

الأصل و جوب إجابة دعوة المسلم إذا عينه الداعي ( اي خصصة بى الدعوة ) ، و كان طعام الداعي مُباحًا أكله ، فإذا تحقق المسلم من أن الطعام المقدم إليه أنه من كسب حرام ؛ فإنه لا يحل له تناوله ، أما مجرد الظن فإنه لا يوجب التحريم ، و مَن كان أكثر ماله من حلال ، فإنه يجوز الأكل منه .

تفصيل الجواب :

الحمد للّٰه رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين و بعد؛

فقد حث الإسلام على الإنفاق من الحلال ، و نهى عن الإنفاق من غيره ، فالمأكول و المشروب و المبلوس ونحوها ينبغي أن يكون حلالًا خالصًا لا شُبهة فيه ، فلا يقبل اللّٰه تعالى من الأموال إلا ما كان طيبًا حلالًا ؛ لما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللّٰه عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّٰه ﷺ (( أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ اللّٰهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا ، وَإنَّ اللّٰه أَمَرَ الْمُرْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ، فَقَالَ { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }{ المؤمنون : ٥١ } وَ قَالَ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }{ البقرة : ١٧٢} ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ، يَارَبِّ ، يَارَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشٔرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ؟ )).

فالأصل وجوب إجابة دعوة المسلم إذا عينه الداعي ، و كان طعام الداعي مباحًا أكله ، و لم يكن هناك مانع شرعي من ذلك ؛ لما رُوِي عن أبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ - ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللّٰهِ ﷺ يَقُولُ : (( حَقُّ المُسْلِمِ خَمْسٌ : رَدُّ السَّلامِ ، وَعِيَادَةُ المَرِيضِ ، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ ، و إِجَابَةُ الدَّعْوَةِ ، وَتَشْمِيتُ العَاطِس ))★(1).

فمَن كان كل ماله حرام فيحرم الأكل منه ، إذا تحقق المسلم من أن الطعام المقدم إليه من كسب حرام ؛ فإنه لا يحل له تناوله ، أما مجرد الظن فإنه لا يوجب التحريم ؛ لأن الأصل أن ما في أيدي الناس ضمن ممتلكاتهم .

قال ابن قدامة : و جملة ذلك أن الواجب الإجابة إلى الدعوة ؛ لأنها الذي أمر به و توعَّد على تركة ، أما الأكل فغير واجب ، صائمًا كان أو مفطرًا★(2).

أما مَن كان أكثر ماله حرامًا إذا لم يعرف عينه ، فيُكره تورعًا ، قال الخراشي : مَن كان غالب ماله حرامًا تُكره معاملته ونحو ذلك كالأكل من طعامة ★(3).

و من كان غالب ماله من الحلال ، فإنه يجوز الأكل منه ، قال ابن نجيم : إذا كان غالب مال المهدي حلالًا ، فلا بأس بقبول هديته ، وأكل ماله ما لم يتبين أنه من حرام ، و إن كان غالب ماله الحرام لا يقبلها ، و لا يأكل إلا إذا قال : إنه حلال ورثة أو استقرضه ★(4).

فإذا كان المال فيه الحلال و الحرام ، فلا بأس أن يؤكل منه ، إلا أن يعلم أن الذي يطعمة أو يهديه إليه حرام بعينه ، فلا يحل ★(5).

هذا إذا كان الحال 

وهذا و باللَّهِ التَّوفيقُ ؛؛ و اللَّه أعلم 🌼🌼🌺🌺

إلى أن ألقاكم بإذن الله على مدونتي الشخصية 

  ‏#بصمات_من_ياقوت_ومرجان

  ‏صلوا على رسول اللّٰه 🌼

  ‏ ‏زيارتكم تُسعدني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

المراجع._______________________________


★(1) أخرجة البخاري ( ١٢٤٠ ) ، ومسلم ( ٢١٦٢ ) .

★ (2) المغني ، لابن قدامة ( ٢٧٨/٧ )

★(3) شرح مختصر خليل ؛ للخرشي ( ٣٠٣/٣ )

★(4) الأشباه و النظائر ، لابن نجيم (٩٦/١)

★(5) شرح السنة للبغوي ( ١٥/٨ )



هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

جزاكم الله خيرا وزادكم علما ونفع بكم

غير معرف يقول...

موضوع جيد لكن غزة اولى

كل ما تريد معرفته عن جروك Grok منافس ChatGPT

  جروك Grok سيحدث ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث يتمتع بكثير من المميزات التي يفتقدها المنافسين له في نفس المجال وخاصة ChatGPT الذي يعت...