المتابعون

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2022

بيعة العقبة الثانية


 و في العام التالي لبيعة العقبة الأولى رجع مصعبٌ إلى مكة و وافاها في الموسم خَلْقٌ كثيرٌ من أهل المدينة مسلمين و مشركين و كان البراءُ بن مَعْرُور زعيم القوم..

فلمَّا كانت ليلة العقبة في الثلث الأول منها تسلل إلى رسول اللّٰه ﷺ ثلاثة و سبعون رجلًا و امرأتان بعد أن تواعدوا مع الرسول على ذلك ، و قد أوصاهم أن لا ينبهوا في ذلك الوقت نائمًا و لا ينتظروا غائبًا ؛ حتى لا تَعْلَمَ قريشٌ فتُفسِد الأمر بينه و بينهم.. 

و وافاهم الرسول هناك ، و لم يكن معه سوى عمِّه العباس ، و كان على دين قومه ، جاء يستوثقُ لأمر ابن أخيه ، فلما اجتمعوا عرَّفهم العباس أن ابن أخيه لم يزل في مَنَعَةٍ من قومه حيث لم يُمَكِّنُوا منه أحدًا من أعدائه ، و تحملوا في ذلك أعظم المشقة ، ثم قال لهم :

 (( إنْ كنتم و افينَ له و مانِعِيه ممَّنْ خالَفَه فأنتم وما تحَمَّلْتُم من ذلك ، و إلَّا فدَعُوهُ بين عشيرته فإنهم لبِمَكانٍ عظيم )).

فقال كبيرُهم البراءُ بن مَعْرُور : و اللّٰه لو كان لنا في أنفسنا شيءٌ غيرُ ما ننطق به لقلناه ، و لكنا نريد الوفاء و الصدق و بذل مُهَجِنا دون رسول اللّٰه ﷺ ، خُذْ لنفسكَ و لربكَ ما أحببتَ .. فقال : (( أشترطُ لرَبِّي أن تعبدوه و لا تُشركوا به شيئًا ، و لنَفْسي أن تمنعوني ممَّا تمنعون من نساءكم و أبناءكم متى قدمتُ عليكم )).. فقال له أبو الهيثم بن التيهان : يا رسول اللّٰه ، إن بيننا و بين الرجال عهودًا ، و إنَّا قاطعوها ، فهل عسيتَ إنْ نحنُ فعلنا ذلك ثم أظهركَ اللّٰه أنْ ترجع إلى قومك و تَدَعَنا .. فتبسَّمَ عليه الصلاةُ و السلام و قال :

 (( بل الدمُ الدم ، و الهدمُ الهدم ))

(يعني إنهم إنْ طالبوه بدمٍ طالبَ به ، و إنْ أهدروه أهدره ) 

فبايعه الرجالُ على ما طلب ، ثم تخيَّر منهم اثني عشر نقيبًا ؛ لكلَّ عشيرة منهم واحدٌ ، تسعة من الخزرج و ثلاثة من الأوس ، و قال لهم : 

(( أنتم كُفَلائي على قومِكُم ككفالةِ الحواريينَ لعيسى ابن مريم ، و أنا كفيلٌ على قَوْمي )) _ كما جاء في سيرة ابن هشام _ 

و قد بلغ خبرُ هذه البيعة مشركي مكة فطار صوابُهم ، و جاءوا منزلَ الأنصار ، و قالوا : يامعشر الخزرج ، بلَغَنا أنكم جئتم لصاحبِنا تُخرجونه من أرضنا و تُبايعونه على حَرْبِنا ، فأنكَرُوا ذلك ، و حلفَ بعضُ المشركين من أهل المدينة الذين لم يحضروا البيعة بأنهم لم يحصلْ منهم ذلك في ليلتهم و عبداللّٰه بنُ أُبَيٍّ يقول : 

(( ما كان قومي ليَفْتاتوا عليِّ بشىءٍ من ذلك )) _ كما جاء فى السيرة الحلبية_.

و هذا و اللّٰه إلى أن ألقاكم في موضوع جديد عن #هجرة_الرسول ﷺ أن شالله على مدونتي الشخصية

بصمات من ياقوت ومرجان 

و عنوان الموضوع القادم أن شالله هو 

#هجرة_المسلمين_إلى_المدينة 

زيارتكم تسعدوني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده 

جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين 

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا

Hend يقول...

جزاك الله خيرا

تشغيل الأطفال بين الإفراط و التفريط - Children's work

  الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ،  السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته. أن الأصل في مرحل...