الحمدُالله رب العالمين ، و العاقبة للمتقين ، و أُصلِّي و أُسلِّم على المبعوث رحمةً للعالمين سيِّدنا و مولانا رسول الله ﷺ و على آله و صحبه و من والاه وبعد نكمل موضوعنا في سلسلة كتاباتي عن هجرة الرسول ﷺ و إسلام عمر...و قد قلت لكم اصدقائي أنني قسمت الموضوع الى جزئين إذا أردت الاطلاع على الجزء الأول فهذا رابط الجزء👇الأول
و في رواية ابن _عساكر_ وأبي _نعيم_ عن ابن عباس و الدارقطني عن أنس كلاهما عن عمر ، فقلت : أروني هذا الكتاب ، فقالوا : إنه لا يمسه إلا المطهرون .فقمت فاغتسلت ، فأخرجوا لى صحيفة فيها: (( بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)) فقلت : أسماء طيبة طاهرة : { طه (1) مَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰٓ (2) إِلَّا تَذۡكِرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰ (3) تَنزِيلٗا مِّمَّنۡ خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلۡعُلَى (4) ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ (5) لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ (6) وَإِن تَجۡهَرۡ بِٱلۡقَوۡلِ فَإِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى (7) ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ (8)}
[ طه: ١_٨].
فعظمت في صدري و قلت مِـن هذا فرت قريش !
و عند الدارقطني : فقام فتوضأ و أخذ الصحيفة ، و كذا ذكره ابن إسحاق و أنه تشهد لما بلغ :{ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا }[طه: ١٦] ، وزاد يونس أنه كان فيها مع سورة طه سورة :{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } [ التكوير :١] و أن عمر انتهي من قراءتها إلى قوله تعالى :{ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } [ التكوير :١٣ ] و يجمع بين هذه الروايات بأنه جمع بين الوضوء و الغسل ، و أنه و جد السور الثلاث في صحيفة أو صحيفتين أو أكثر فقرأها و تشهد عقب ماذكر في الروايات من كل سورة ، و في _الصفوة_ فلما بلغ : { إِنَّنِىٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعْبُدْنِى وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكْرِىٓ } [طه : ١٤] قال :
⟨⟨ ما ينبغي لمن يقول هذا أن يعبد معه غيره ، دلوني على محمد ⟩⟩ _صفة الصفوة_ .
قال أسلم في رواية عن عمر : فخرج القوم _⟨ أي الذين كانوا عند أخته و المراد بهم زوجها و خباب بن الأرت أحد الرجلين اللذَيْنِ ضمهما النبي ﷺ إلى سعيد ، و كان يقرئهما القرآن ، و الرجل الثاني غير معروف ، و كان ﷺ يجمع الرجل و الرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوة يكونان معه و يصيبان من طعامه ، كما رواه أسلم عن عمر ..⟩_ يتبادرون بالتكبير استبشارًا بما سمعوه مني و حمدوا اللّٰه وقالوا : _ يا ابن الخطاب أبشر فإن رسول اللّٰه ﷺ دعا يوم الاثنين فقال (( اللهم أعز الإسلام _بعمرو_ أو عُمر )) _عمرو _ أى : ابن هشام ، و كنيته أبوالحكم ، ثم كني بأبي جهل ؛ لكثرة جهله على النبي وأصحابه ✓.
{{ فجئت إلى رسول اللّٰه ﷺ في بيت في أسفل _الصفا _ و هي دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي ، وكان خباب بن الأرت مع عمر عند ذهابه إلى الرسول ﷺ _ فقرعتُ الباب ، قيل : من هذا ؟ قلت ابن الخطاب ، قال و قد عرفوا شدتي على رسول اللّٰه و لم يعلموا بإسلامي ، فما اجترأ أحد منهم أن يفتح الباب ، فقال ﷺ : {{ افتحوا له فإن يُرد اللّٰه به خيرًا يهده }}.
وروي أنَّ قائل ذلك حمزة ، و نص الرواية فلما رأي حمزةُ وَجَلَ القوم منه قال :
{{ فإنه إن يرد اللّٰه به خيرًا يتبع النبي ﷺ ، و إن يُرد غير ذلك كان قتله هينًا علينا ، و النبي ﷺ يوحى إليه }}.
قال أسلم يـروي عن عمر : فدخلتُ عليه وأخذ رجلان _بعضدي_ (( روي أن حمزة أخذ بيمينه و الزبير بيساره)) _ حتي دنوت من النبي ﷺ فقال : (( أرسلوه )) فأرسلوني ، فجلست بين يديه فأخذ بثيابي فجذبني إليه ثم قال : {{ أسلم يا ابن الخطاب .. اللهم اهد قلبه ✓(( و في رواية أنه ﷺ قال : اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب ))✓ قلت : أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدًا رسول اللّٰه ، فكبر المسلمون تكبيرة واحدة سُمعت بطريق مكة}}.
و كان الرجل إذا أسلم استخفي ، زاد _أبونعيم_ و ابن عساكر عن ابن عباس عن عمر فقلت : يارسول اللّٰه ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا ؟ قال : {{ بلى … والذي نفسى بيده إنكم على الحق إن متم و إن حييتم }} فقلت : ففيم الخفاء يا رسول اللّٰه ؟ علام نخفي ديننا و نحن على الحق و هم على الباطل ؟ فقال ﷺ : {{ ياعمر إنا قليل... و قد رأيت ما لقيناه }} فقال : و الذي بعثك بالحق لا يبقي مجلس جلست فيه بالكفر إلا جلست فيه بالإيمان. ثم خرج في صفين أنا في أحدهما و حمزة في الآخر حتي دخلنا المسجد الحرام فنظرت قريش إلينا فأصابتهم كـآبة لم يُصبهم مثلها ... فسماه رسول اللّٰه ﷺ يؤمئذ الفارق . و نعود إلى رواية _أسلم_ عن عمر قال : فما زال الناس يضربونني و أضربهم فقال _خالى _ (و يحتمل أنه أبو جهل ، أو أخوه الحارث بن هشام ، و أمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة المخزومي و هشام و هاشم أخوان ، فأبو جهل و أخوه الحارث ابنا عم أمه ، و عصبة الأم .. أخوال لأولادها عند العرب) _ فقال خالى : ماهذا ؟ قالوا : ابن الخطاب ... فقام على الحجر و أشار بكمه و قال : إني قد أجرت ابن أختي ... قال : فانكشف عني الناس .
و عن ابن إسحاق في حديث ابن عمر أن العاص بن وائل السهميُّ أجاره منهم حينئذ فيحتمل أنهما معًا أجاراه
وروي البخاري عن ابن عمر قال : {{ بينما عمر في الدار خائفًا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبوعمرو ، و عليه حلة حبرة و قميص مكفوف بحرير فقال : ما بالك ، قال: زعم قومك أنهم سيقتلونني لأني أسلمت..قال : لا سبيل إليك.. فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي فقال أين تريدون ؟ قالوا : نريد ابن الخطاب الذي قد صبأ .. قال : لا سبيل إليه .. فكرَّ الناس و انصرفوا عنه }}
و يجمع بين هذه الروايات بأن العاص أجاره مرتين : إحداهما مع خاله ، و الأخرى و حده بعد رجوعه إلى داره
و ما ذكر من الروايات لم تتعرض لضرب عمر _ لزوج أخته_ و في الصفوة أن عمر لما دخل على أخته وثب على زوجها سعيد بن زيد و بطش بلحيته و ضرب به الأرض و جلس على صدره ، فجاءته أخته لتكفه عن زوجها فلطمها لطمة شـجَّ بها و جهها فسال الدم .. فلما رأت الدم بكت و قالت (( أتضربني يا عدو اللّٰه على أن أوحد اللّٰه ، لقد أسلمنا على رغم أنفك ..... إلى آخر القصة))
و من أثر إسلام عمر ماقاله ابن مسعود _ رضي اللّٰه عنه_ : كان إسلام عمر عزًّا و هجرته نصرًا و إمارته رحمه ، و اللّٰه ما استطعنا أن نصلي حول البيت ظاهرين حتى أسلم عمر ، رواه ابن أبي شيبة ، و الطبراني ، و قال _صهيب _ لما أسلم عمر قال المشركون (( انتصف القوم منا )) رواه ابن سعد .
و هذا و اللّٰه أعلم أتمني أن أكون اوجزت ياصدقاء ف عمر بن الخطاب لا تسعة مجلدات فهو من العظماء ..
إلى أن ألقاكم في موضوع جديد عن #هجرة_الرسول الا هو ((محنة أصابت المسلمين))
استودعكم الله 🌺🌺🌺
هناك 6 تعليقات:
جزيت ووفيت
أشكرك
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
احسنت حبيبي الغالي
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد
اللهم اعز الإسلام والمسلمين
ماشاء الله مجهود رائع منك اسأل الله إن يأجرك ويوفقك لما فيه الخير
إرسال تعليق