المتابعون

الاثنين، 21 نوفمبر 2022

الفضل مـا شـهـدت به الأعداء

كان النضر بن الحارث العبدري من عُتاة المشركين أعداء الرسول ﷺ و هو الذي كان يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل اللّٰه ، و لكن اللّٰه أنطقه بالحق في مجلسه مع قومه . فقد روى البيهقي و ابن إسحاق عن ابن عباس أن النضر بن الحارث كان من أساطين قريش ، و أنه قال لهم :

يامعشر قريش ، و اللّٰه قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد . قد كان محمد فيكم أصدقكم حديثًا و أعظمكم أمانة حتي إذا رأيتم الشيب في صدغيه ، و جاءكم بما جاءكم به قلتم : ساحر. لا و اللّٰه ما هو بساحر ، و قلتم كاهن ، لا و اللّٰه ما هو بكاهن ، و قلتم : شاعر : لا و اللّٰه ما هو بشاعر ، و قلتم : مجنون ، لا و اللّٰه ما هو بمجنون.

فلما قال ذلك بعثوه مع عقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود فسألاهم عنه _ عليه أفضل السلام_ بعد أن أخبراهم بصفته ، و قالا لهم : إنكم أهل الكتاب الأول ، و عندكم علمٌ ليس عندنا من علم الأنبياء فقالو لهما : سلوه عن ثلاثة فإن أجابكم عنها فهو نبي مرسل و في رواية : إن أجابكم عن حقيقة الروح فليس بنبي ، و إن أجابكم بأنها من أمر اللّٰه فهو نبي ، و في أخري : إن أجابكم عن كلها أو لم يجب عن شيء فليس بنبي ، و إن أجاب عن اثنين و لم يجب عن واحده فهو نبي مرسل. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر و يعنون أهل الكهف ، و عن رجل طواف ( يعنون ذا القرنين ) ، و عن الروح ماهو . فقال لهم ﷺ : أخبركم غدًا ، و لم يقل إن شاء اللّٰه ، فلبث الوحي أيامًا ثم نزل قوله تعالى عتابًا لنبيه :

{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَا۟ىْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (٢٣)إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ }

{ الكهف:٢٣_٢٤} ، 

و أنزل اللّٰه تعالى ذكر الفتية الذين ذهبوا في الدهر في سورة الكهف ، و ذكر الرجل الطوَّاف و هو ذو القرنين ، و قال فيما سألوه عن الروح:{ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبّيِ }

 { الإسراء: ٨٥}.

و في البخاري من رواية عبداللّٰه بن مسعود قال :

بينما أنا مع النبي ﷺ و هو متكئ على عسيب إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح ، فقالوا : ما رابكم إليه __ أي ما شككم فيه حتي احتجتم إلى السؤال عنه ، و قال بعضهم : لا ، لا يستقبلكم بشئ تكرهونه__ و هو عدم بيانه لهم ، فإنه علامة على نبوته و هم يكرهون ذلك_ فقالوا : سلوه ، فسألوه عن الروح فأمسك فلم يرد عليهم شيئًا ، فعلمت أنه يوحى إليه ، فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال: 

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي }

 { الإسراء: ٨٥ } . 

 ‏و هذا الحديث يدل على أن اليهود سألوه بالمدينة _ كما سأله المشركون بمكة عن ذلك_ و أنه أجابهم كما أجاب قريشًا ، و كلتا القصتين دالَّةٌ على نبوته ﷺ و الفضل ماشهدت به الاعداء
 و هذا و الله أعلم

إلى أن ألقاكم في موضوع جديد في الهجرة النبوية الشريفة مع موضوع قادم أن شالله الا هو إسلام عمر

🌺🌼🌺🌼

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

اللهم صل وسلم وزد وبارك علي سيدنا محمد ﷺ

Unknown يقول...

عليه افضل الصلاة والسلام
جزاك الله خيرا

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا

غير معرف يقول...

صلى الله عليه و سلم

الفقير إلى الله يقول...

اللهم صل على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها

غير معرف يقول...

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

غير معرف يقول...

جزاكم الله خيرا

غير معرف يقول...

موفق أخي الكريم.. جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة بإذن الله
فاتن إبراهيم

تشغيل الأطفال بين الإفراط و التفريط - Children's work

  الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ،  السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته. أن الأصل في مرحل...