هُـدنـة فــي الايـذاء بـإسـلام حـمـزة
كان إيذاءُ قريش للرسول سببًا لإيمان حمزة بن عبد المطلب عم النبي ﷺ ، و كان إسلامُه مبعثًا لعِـزَّة المـسلـمين و هُـدنـةً في إيـذاء الـرسول ﷺ .
وسببه أن أبا جهل بـلـغ في إيـذائـه ﷺ و تنقيصه و التهوين من أمـر ديـنـه • فـأخبرته مـولاةُ ابن جُـدْعان بـذلك وعيَّـرَتْه به ، فجاء المسجدَ فعَلَا رأسَ أبي جهل بقَوْسٓه فشَجَّه شجَّةً مُنكَرَةً ، و قال : أتَشْتُمُه و أنا على دينه ؟ فرُدَّ ذلك علىَّ إنِ استطعت ، فقام رجالٌ من بني مخزوم و قوم أبي جهل يريدون نُصرته على حمزة ، فقال دَعُوا أبا عُمارة فإني و اللّٰه سببتُ ابن أخيه سبًّا قبيحًا فسَكَتُوا عنه • و كَفَّتْ قريشٌ أذاها عن الرسول ﷺ قليلًا ، و كان إسلامه_ رضي اللّٰه عنه _ سنة ستٍّ . و كان حمزة أعَزَّ فَتًى في قريش و أشَدَّهم شكيمةً ، و قال حمزةُ حين أَسْلَمَ:
حَـمِـدْتُ الـلّٰـهَ حِـيـنَ هَـدَى فُـؤَادِي
إلَـى الإِسْـلَامِ و الـدِّيـن الْـحَـنِـيـفِ
لِـدِيـنٍ جَـاءَ مِـنْ رَبٍّ عـزِيـزٍ
خَـبِـيـرٍ بِـالـعِـبَـادِ و بـهٍـمْ لَـطِـيـفِ
إِذَا تُـلِـيَـتْ رَسَـائـلُـهُ عَـلَـيْـنَـا
تَـحَـدَّرَ دَمْـعُ ذِي الـلُّـبِّ الـحَـصِـيـفِ
رَسَـائِـلُ جَـاءَ أَحْـمَـد مِـنْ هُـدَاهَـا
بــآيـاتٍ مُـبَـيَّـنَـةِ الـحُـرُوفِ
و أَحْـمَـدُ مُـصْـطَـفًـى فِـيـنَـا مُـطَــاعٌ
فَـلَا تَـغْـشَـوْه بـالْـقَـوْلِ الـعَـنـيـفِ
فَــلَا و الـلّٰـهِ نُـسْـلِـمُـهُ لِـقَـوْمٍ
و لَـمَّـا نَـقْـضِ فِـيـهِـمْ بـالـسُّـيُـوفِ
و نَـتْـرُكْ مِـنْـهُـمُ قَـتْـلَـى بِـقَـاعٍ.
عَـلَـيْـهَـا الـطَّـيْـرُ كــالْـوَرْدِ الـعَـكُـوفِ
....... إلى آخر ما قال.
و يُـرْوَي أن حمزة لـمـا عاد إلى بيته وسوسَ إليه الشيطان: كيف تترك دين آبائك إلى دين مستحدث لا تعرف عنه شيئًا ، و أنه بات ليلة لم يبت مثلها ، ثم قال حمزة :
اللهم إنْ كان هذا رشدًا فاجعل تصديقه في قلبي ، و إلا فاجعل لى مـمَّـا و قعتُ فيه مخرجًا ، و لما أصبح توَجَّه إلى الرسول ﷺ فقال : يا ابن أخي إني قد و قعتُ في أمـر لا أعـرف المخرج منه ، و إقامة مثلي على ما لا أدري أهو رشدٌ أم غَـيٌّ ، شديد ، فحَدِّثْني حديثا فقد اشتهيتُ يا ابنَ أخي أنْ تُحَدِّثَني ، فأقبل ﷺ فذكَّرَه و وعظه و خوَّفه و بشَّرَه ، فألقى اللّٰه في قلبه الإيمانَ بما قاله ﷺ فقال : أشهد أنك الصادق ، فأظْهِرْ دينَكَ ، فو اللّٰه ما أحب أن لي ما أظَلَّتْه السماءُ و أني_ على دينيَ الأول .
هناك تعليقان (2):
جميل
روعة حفظك الله حبيبي الغالي
إرسال تعليق