المتابعون

الاثنين، 31 أكتوبر 2022

التهديد بالإيذاء و ضيق قريش

___ضيق قريش___



و مع مخالفتهم له لم يتعرضوا لإيذائه حتي عاب آلهتهم ، و كل ما كانوا يفعلونه أنهم كانوا يسخرون به في مجالسهم ، فإذا مر عليهم قالوا : هذا ابن أبي كبشة يُكَلَّم من السماء ، وهذا ابن عبد المطلب يكلم من السماء ، واستمروا على ذلك حتي عاب آلهتهم لما دخل المسجد الحرام فوجدهم يسجدون للأصنام ، إذ ينهاهم قائلًا : (( أبطلتم دين أبيكم إبراهيم )) فقالوا : إنما نسجد لها تقربًا إلى اللّٰه ، فعاب صنعهم و أظهر لهم ضعف آلهتهم و هوانها ، و سفه عقولهم.

فثارت فيهم حمية الجهاليه ، و غضبوا لآلهتهم التى وجدوا على عبادتها آباءهم فذهبوا إلى عمه أبي طالب الذي أخذ على نفسه حمايته ، فطلبوا منه أن يخلي بينهم وبينه أو يَكُفَّه عما يقول ، فردهم ردّّا جميلًا فانصرفوا عنه .

لكن رسول اللٌٰه ﷺ مضى فى دعوته غير عابئ بعدواتهم له ورد احتجاجهم بتقليد الآباء بنحو قوله تعالى في سورة المائدة:

 «وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ» {المـائدة:١٠٤} 

 ‏و قوله في سورة الزخرف: 

 ‏« بَلۡ قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ » {الزخرف:٢٢}

و قول له :

 « قَٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ »{الزخرف: ٢٤}


فذهبوا إلى عمه أبي طالب و قالوا له : إن لك سنًّا و شرفًا و منزلة منا ، و إنا قد طلبنا منك أن تنهى ابن أخيك فلم تنهه عنا ، و إنا و اللّٰه لا نصبر على شتم آبائنا و تسفيه عقولهم و عقولنا و عيب آلهتنا ، فإما أن تكفه عنا أو ننازله و إياك في ذلك حتى يهلك أحد الفرقين ، ثم انصرفوا.

فعز على أبى طالب فراق قومه ، و لكنه لم يطب نفسًا بالتخلي عن ابن أخيه ، فقال : يا بن أخي ، إن القوم حدوثني في عيبك لآلهتهم و تسفيه عقولهم و عقول آبائهم ، و حدثه عما هددوه به ، ثم قال : فأبق على نفسك و لا تحملني من الأمر ما لا أطيق.

فظن الرسول ﷺ أن عمه خاذِلُه فقال :(( و اللّٰه يا عم لو و ضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما فعلتُ حتى يظهره اللّٰه أو أَهْلِكَ دونه )) ثم بكى وولى ، فقال أبو طالب : أقبِلْ يا ابن أخي ، فأقبل عليه ، فقال : اذهب فقل ما أحببتَ ، و اللّٰه لا أسلمكَ أبدًا.

و هذا و الله أعلم 🌺

____________________________________

  نكمل أن شالله في الأيام القادمة مع (موقف أبي طالب الكريم) 🌺

دعواتكم لى بالتوفيق 🌺 

بكل الحب والوفاء و بأرق كلمات الشكر والثناء أشكركم ✋




هناك 5 تعليقات:

جزاك الله خيراً وبارك فيك صديقي العزيز يقول...

جزاك الله خيرا وبارك فيك

جزاك الله خيراً وبارك فيك صديقي العزيز يقول...

جزاك الله خيرا وبارك فيك

جزاك الله خيراً وبارك فيك صديقي العزيز يقول...

جزاك الله خيرا وبارك فيك

لميس يقول...

جزاك الله خيرا

غير معرف يقول...

صل الله عليه وسلم ☘️☘️ جميل جدا

تشغيل الأطفال بين الإفراط و التفريط - Children's work

  الحمد لله ربِّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيِّدنا محمدٍ و آلِه ... وبعد ،  السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللَّه و بركاته. أن الأصل في مرحل...