بعد صلاة الـجـمـعـة ركب الرسول ﷺ على راحلته متوجهًا إلى المدينة ، و كان كلما مر على دار من دور الأنصار دعوه إلى الإقامة لديهم قائلين : هلم إلى القوة و المَنَعَة ، فيقول _ و قد أخذ بزمامها _ (( خلوا سبيلها فإنها مأمورة )) يعني ناقته القصواء و قد أرخى النبي ﷺ زمامها و ما يحركها و هي تنظر يمينًا و شمالًا في أثناء سيرها حتى أتت بفناء بني عدي النجار أخواله الذين تزوج منهم هاشم جده ، فبركت أمام مربد _ الـمـربـد هو مـكان يـجـفـف فـيه الـتـمـر_ لسهل و سهيل وَلَدَيْ رافع بن عمرو ، و هما يتمان في حجر معاذ بن عفراء ، و قيل أسعد بن زرارة ، و قيل في حجر أبي أيوب.
ثم سارت الناقة و الرسول عليها حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري ، و اسمه خالد بن زيد بن كليب من بني النجار ، ثم سارت و بركت في مبركها الأول و أرزمت
(( يعني صوتت من غير أن تفتح فاها )) و نزل عنها النبي ﷺ : و قال : (( هذا المنزل إن شاء اللّٰه )) ، و احتمل أبو أيوب رحله و أدخله بيته و معه زيد بن حارثة . و كانت دار بني النجار أوسط دور الأنصار و أفضلها. و ذكر ابن سعد ف_ الطبقات الكبرى_ أن أبا أيوب لما نقل رحله قال رسول اللّٰه ﷺ : (( المرء مع رحله )) و أن أسعد بن زرارة جاء فأخذ ناقته فكانت عنده كما جاء فى _ المختصر الكبير في سيرة الرسول ﷺ _
و ذكر ابن إسحاق عن أبي أيوب الأنصاري قال : (( لما نزل النبي ﷺ في بيتي نزل في السِّفل و كنت أنا و أم أيوب في العلو ، فقلت : يانبي اللّٰه إني أكره و أعظم أن أكون فوقك و تكون تحتي فأظهر أنت فكن في العلو ، و ننزل نحن و نكون في السفل ، فقال : يا أبا أيوب ، إن الأرفق بنا و من يغشانا أن نكون في سِفل البيت )).
فكان النبي في سفله ، و كنا فوقه ، فلما خلوت إلى أم أيوب قلت لها : (( رسول اللّٰه أحق بالعلو منا ، تنزل عليه الملائكة و الوحي ، فما بت تلك الليلة لا أنا و لا أم أيوب ))_ كما جاء فى سيرة ابن هشام ، و السيرة النبوية لابن كثير_.
و في رواية لابن إسحاق أنهم انكسر لهم إناء ، فقام مع زوجته ينشفان الماء بقطيفة_ و لم يكن لهما لحاف غيرها_ تخوفًا من أن يسقط ماءٌ على الرسول ﷺ فيؤذيه ، قال أبو أيوب : فلما أصبحت قلت : يارسول اللّٰه ما بِتّ الليلة أنا و لا أم أيوب ، قال : لِـمَ يا أبا أيوب ؟ قال : قلت : (( كنتَ أحق بالعلو منا ، تنزل عليك الملائكة و الوحي ، لا و الذي بعثك بالحق لا أعلو سقيفة أنت تحتها أبدًا ))، و لم يزلْ يتضرع له حتى تحول النبي ﷺ إلى العلو.
و كانت تأتيه الجفان كل ليلة من سراة الأنصار كسعد بن عبادة و أسعد بن زرارة ، و أم زيد بن ثابت ، فما من ليلة إلا و على بابه الثلاث أو الأربع من جفان الثريد.
و هذا و اللّٰه أعلم 🌺🌺
إلى أن ألقاكم مع موضوع جديد عن
#هجرة_الرسول ﷺ
على مدونتي
🌼🌼 بصمات من ياقوت ومرجان 🌼🌼
عنوانه هو
#فرحُ_أهل_المدينه_بمقدمه
زيارتكم تسعدوني و متابعتكم تجعلني في قمة السعاده
جعلنا الله وإياكم أن شالله من أهل السعادة في الدارين
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
هناك 6 تعليقات:
جزاك الله خيرا اخي الفاضل .
ومصداقا لكلامك فانه لاصحة لما نشره العقاد في فيلم الرسالة ان عبدالله بن أبي بن سلول قد قام بدعوة النبي لاستضافته وايضا كما ستذكره لاحقا فلا صحة للمؤاخلة بين عبدالله بن أبي بن سلول مع الصحابي بلال بن رباح الحبشي وذلك لسبب ان عبدالله بن ابي اسلم بعد غزوة بدر .
والله اعلم .
أشكرك وتحياتي لشخصكم الكريم 🌺 صل الله عليه وسلم ☘️☘️
جازاك الله خير .. عمل رائع
عليه افضل الصلاة والسلام
وجزاك الله خيرا
اسلوبك جميل ومختصر بارك الله لك اللهم صل علي رسولك وحبيبك
جزاك الله خيراً وبارك الله فيكم
إرسال تعليق